وتنحصر المسؤوليّة بالعلماء والمختصّين والكوادر والطاقات في أداء الوظيفة المشار إليها ، فإنّنا قد نبلغ بعلوم الفقه والاُصول والرجال والتاريخ واللغة والتفسير والحديث والعلوم الحديثة والأكاديميّة أهدافاً ذا قيمة ومنزلة عالية ، لكنّنا بعلم الكلام نستطيع فهم معنى العبوديّة والخالقيّة والوجود والكون والرسالة والولاية ، فهم عقيدتنا نحن أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) .. فهل تمكّنّا على صعيد النخب والعلماء من استيفاء حقّ المطلب استيعاباً وفهماً وترويجاً طبق المعايير العلميّة والاُسس المنهجيّة ، هل استطعنا تعبئة الاُمّة تعبئة محتوائيّة راسخة قبال الغزو العقلاني الثقافي المتواصل ، بل هل بات بإمكان النخب بيان «مفهوم الغيبة» ـ مثلاً ـ بياناً صحيحاً قائماً على القواعد العقليّة والمنطقيّة والعقلانيّة التي تناسب المكان والزمان؟ استفهامات كثيرة ...
إنّنا لم نستطع ذلك بدليل الإهمال لعلم الكلام والتشبّث بكلّ ما يجانب الجوهر والأصل والعمق من المظاهر والشعارات والقشور ، هرباً من المواجهة الحقيقيّة التي تعني التوفّر على الخصائص المحتوائيّة والفنّيّة الغائبة عن أكثر النخب والطاقات التي اكتفت بظاهر الدين ، تقاعساً أو تقصيراً أو تأميناً للمنافع ..
نحن سلكنا فضاء العلوم الدينيّة لنقول للناس ـ بعد تكامل الشروط المطلوبة في كلّ طالب علوم دينيّة ـ : أيّها الناس! إنّ فلسفة الحياة قائمة على اُسس ومعايير خاصّة ، فنبيّن لهم معنى الاُسس والمعايير الخاصّة باللغة والبيان الذي يفهمون ويعقلون ، فإذا ما عقلوا أمراً فإنّهم يستطيعون