رفيعه وكامله .. كيف لنا الإيمان ونحن في راحة من البحث والتدبّر والتأمّل والمراجعة ... أمّا البقاء على الفطرة السليمة فلا يمكن تصوّره بلا حركة العقل والقلب من أجل الحفاظ على الفطرة والإيمان .. إنّنا لو استقصينا كلّ النماذج ومطلق الظروف لما وجدنا إيماناً حقيقيّاً بلا عقل فاعل وقلب نابض وحركة دؤوبة نحوه .. إذن كيف استراح من استسلم وقلّد وتبع ، ذلك إن عنينا بالراحة راحة القلب والذهن والعمق والحنايا ، راحة اليقين والاطمئنان ، التي لا يمكن الحصول عليها بلا وعي ، أمّا البله أو التظاهر به فليس بمقدوره أداء المطلوب ، لشذوذ صاحبه وافتقاده خصائص القناعة المقصودة ، فأيّ قناعة تلك التي لا تنشأ من التفكير والتأمّل والتدبّر والمراجعة والمقارنة والاستنباط والتحليل؟! ثم إنّ قناعة البلهاء ليست اختياريّة أبداً ، إنّها مفروضة بفعل عوامل الخلقة والتكوين ، والشموخ كلّ الشموخ هو بلوغ المرام في ظلّ الفضاءات العاديّة الطبيعيّة ، حين يكون الإنسان مجرّداً عن الاستثنائيّات وسائراً في المجال الطبيعي لنيل المراد ..
لذا يعود السؤال مجدّداً : ماذا يفعل غالب الناس من أجل معرفة الحقيقة وبلوغ المطلوب ، إنّهم بلا شكّ تركوها بعهدة الآباء والأجداد واستصحبوا الأحوال وأكملوا الحاجة بالتبعيّة والتقليد فخلصوا من متاعب البحث العقلي والفكري ، إنّهم سلّموا القلب والأحاسيس لمن وثقوا به وعطّلوا حركة العقل اللازمة لبلوغ المرام ..
وقد تأ ثّرت فضاءاتنا الدينيّة والثقافيّة والمعرفية تأ ثّراً سلبيّاً خطيراً بفعل غياب العقل والفكر الجمعي واقتصاره على «مجموعة صغيرة