هكذا يريد ونريد الدين وهكذا عرفناه وتلك هي ثقتنا به ، وإلاّ لما اتّخذناه ديناً لنا ولما جعلناه منهجاً لحياتنا يؤدّي بنا إلى برّ الطمأنينة والسلام والازدهار ، هكذا دين بهكذا انتظار بهكذا اُطر وقيم عرّف بها نفسه وطرح وجوده بها هو دين العمق والمعرفة والعمل لا دين القشور والأغلفة الزائلة والوعود الواهمة ، إنّه معنى العدالة والإنصاف والخير والأمان ..
وهكذا معاني بهذه المواصفات الرفيعة لا يمكن لها أن تجفّف أو تحفظ في معارض زجاجيّة ; بدواعي انهزاميّة وأفكار هلامية لم تجد لها مفرّاً وملجأً سوى الاختباء خلف القشور والمظاهر الآفلة ، فراحت تزلزل الثقة بالدين وبعمق رؤاه وتشجّع وتروّج لا إراديّاً للإعلام والتصوّر الوجودي المعتقد بأفيونيّة الدين وتخديره للشعوب ، إنّنا نؤكّد على الحاكميّة المعرفيّة والثقافيّة والشعوريّة والعمليّة لقيم الدين واُسسه ومبادئه ، فإذا حكمت قيم الدين الصحيحة على عقل وقلب الإنسان فإنّه الهدف الذي سعى وجاهد لتحقيقه الأنبياء والأوصياء والشرفاء من العلماء والنخب والمفكّرين والمثقّفين ، إنّها إرادة السماء التي تدعو الإنسان إلى الخير والهداية والفلاح الأبدي ..