من مصاديق سؤال الأنا والآخر ضمن الانتماء الواحد بل الخليّة المحدّدة الصغيرة : أن أفهم ما تريد وتفهم ما اُريد .. أن تعي حاجتي وأعي حاجتك ، أن تشعر بمشكلتي وأشعر بمشكلتك ، أن أسندك وتسندني ، تمنحني الثقة وأمنحك إيّاها ، لا اُفرّط بك ولا تفرّط بي ، تعزّ شأني وأعزّ شأنك ، أنت عينٌ لي بغيابي وعينك أنا بغيابك ، تفرح لفرحي وتحزن لحزني ، أفرح لفرحك وأحزن لحزنك ، تنصحني وأنصحك ... حينها أجبتُ عن سؤالك وأجبتَ عن سؤالي ..
الثاني : لا ريب أنّ صياغة وبرمجة الرؤى الآنيّة والمستقبليّة صمّامُ أمان لحياة أفضل وأرقى ، شريطة أن تحمل لوازمها معها من خلال تضمّنها عوامل الاستقراء والإيمان والتجربة والانتخاب والتخصّص والاستقامة والشوق والعمق ...
إنّ التساؤل المطروح هنا : هل للقلب دورٌ في تحقّق بعض عناصر البرمجة والتخطيط؟ أن نصطفي المفردة المجرّدة ونجري عليها فعّالياتنا واختباراتنا لأجل تأهيلها .. وهذا الاصطفاء الأوّلي هل يكفي فيه بعض الخصائص الأوّليّة الظاهريّة أم لابدّ من توفّر المميّزات القويّة التي تفتح اُفقاً جادّاً لا غبار ولا شبهة فيه؟ ولعلّ الملاحظ في عدّة موارد منه : أنْ يُنتخَب فردٌ ما ، ثم تُبذَل عليه جهودٌ كبيرة لتقويمه وتجهيزه للمهامّ المطلوبة .. وهذا الانتخاب كما يبدو مصبوغٌ بلون القلب والميل لا بلون البرمجة والرؤية المستقبليّة ، والملاك والميزان في مدى نجاح هذا الانتخاب متروكٌ للرأي الخبروي التخصصّي العقلاني ، فهو الذي يقول