ولقد ابتُليت الأوساطُ الثقافيّة والدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة بمشكلة «المانع» أيّما ابتلاء ، ولاسيّما مع فرص «المقتضي» الضعيفة جرّاء تعملق «المانع» وتنمّره ..
إلاّ أنّ جبروت «المانع» مهما شمخ واستعظم لا يمكنه حجب أنوار الحقيقة ولابدّ من نافذة أو مسلك واُفق تطلّ منه الرؤى وتشرق الأفكار الداعيّة إلى التزام القيم والمبادئ النبيلة .... ومهما استغلظ الاستبداد واخشوشن أو تغلغل من خلال القدرة وسلطان المال والإغراءات وأدوات التحريف والتضليل والحذف ، فإنّه لن يستطيع دحر فضاء العقلانيّة وآفاقها الرحبة ; إذ القناعة والقبول والرضى الحقيقي شيء ، والبراغماتيّة والنفاق والببغائيّة والحربائيّة والصنميّة والتزلّفيّة شيء آخر ، والملاك كلّ الملاك في حكم العقل ثم تسليم القلب ، حيث تتوفّر آنذاك المناخات المطلوبة للتلقّي السليم المسبوق بالعرض السليم ، بعيداً كلّ البعد عن الأجواء الاستعراضيّة والمسرحيّات المزيّفة والأصنام بشتّى أقسامها وأنواعها وانتماءاتها ..
والعجب كلّ العجب ممّن يسدّ منافذ العقل والشعور ويكتفي بلغة القدرة والغطرسة ، متناسياً متغافلاً عن الحقيقة الوضّاءة : «كلّ شيء متصرّم ولن يبقى سوى وجهه الكريم وأنّ ما فيها إلى الفناء إلاّ الله ، فهو الباقي بعد فناء الأشياء» ..
والأعجب أنّه لا يعلم أو يغضّ النظر عن حقيقة كونه كلّما ازداد