العرف الذي لا يلين وبين المحاولات الدائمة لتوسيع هذا المبدأ وللخروج من الإطار الذي أقامه (١) ..
كما وليس الإسلام مفتقراً إلى تطييب الخواطر كما فعل «فون كريمر» لمّا قال :
إنّ كلّ نسمة من نسمات الرأي العام الاُوربيّ تترك تموّجاً عنيفاً ، أمّا في الشرق فإنّ ما يبدو على سطح الحياة يظلّ هادئاً ساكناً كالمرآة إلى أن يتفجّر فجأةً من الهدوء التامّ قوّةً تندفع من الأسفل بشكل براكين من القوّة المخرّبة (٢) ..
كما أنّ الإسلام لا يقف موقفاً سلبيّاً من الحياة كما يرى «ميلر» بقوله : تلك العقيدة الراسخة المطلقة وذلك الإيمان غير المشروط بالقضاء والقدر الذي يقيّد اليوم الحياة الفكريّة عند المسلمين بقيود حديديّة ثقيلة لم يعد من الممكن فيما يبدو التحرّر منها (٣) ..
وليس الإسلام كما يقول «مكدونالد» : ما لا شكّ فيه أنّنا نجد هنا سرّاً من أسرار ذلك النقص الفاضح في الفكر الإسلامي ..
نعم ، لكلّ قاعدة شواذّ ، واعية أو غير واعية ، ولكنّ الاتّجاه العامّ في استغلال القوّة والتأثير قد تجاوز كلّ حدّ ، فأفسد حرّيّة الفكر .. فإنّ الغاية يجب أن تكون عند المسلم محدّدة واضحة المعالم قبل الشروع بأيّ
__________________
١ .. Vorlesungen دber den Islam ٢٨٥ f. (Heidelberg ١٩١٠) ,٢nd edition,
٢٦١ f. (Heidelberg ١٩٢٥) ..
٢ .. Geschichte der herrschenden Ideen, ١٨٤ (Lelpzig, ١٨٦٨) ..
٣ .. DER Islam im Morgen ـ und Abendland ١, ٧١ (Berlin ١٨٨٥ ـ ٧) ..