بِأَنفُسِهِمْ) (١) ، بما يتناسب مع الفطرة وحاجة الظرف ، وقبل كلّ ذلك : التزامٌ بالاُصول والثوابت وتعاملٌ مع الجديد معياريّاً ومنهجيّاً ، حينها يحقّ للاُمّة أن تطالب السماء بالوفاء بالوعد والمنّة المعهودة ، يحقّ للاُمّة أن تستجمع قواها الجسميّة والروحيّة وتهتف بالمنقذ المنتظر كي يظهر ويقودها حيث أرادت السماء ، فيغلق بظهوره ملفّ بحث «نهاية التاريخ» إلى الأبد ..
وليس بالضرورة أن تستجيب السماء لرغبة الاُمّة وطموحها فتقرّر الموقف نزولاً عند ذلك ، فهي لها ملاكاتها وضوابطها في تنفيذ الأحكام وإجراء القوانين ، والذي نريد قوله : إنّ الاُمّة المؤهّلة فكريّاً وعقائديّاً وأخلاقيّاً راجحة على الاُمّة المنتفية فيها هذه المواصفات ، رجحاناً يجعلها تمتلك داعياً قويّاً لتحمّل المسؤوليّة العالميّة ، لا ينقصها سوى قيادتها المغيّبة ; ومن هنا جاء مفهوم «الانتظار الإيجابي» مفعماً بحيويّة القيم والمبادئ والحركة الفكريّة والعلميّة الدؤوبة ، على خلاف «الانتظار السلبي» الذي يدعو إلى «التصحّر القيمي والمبادئي والفكري» بحجّة التمهيد للظهور ; فالأرض إن مُلئت بفعل المنحرفين والفسّاق ظلماً وجوراً فهذا لا يعني أبداً التخلّي عن مبادئ العدل والقسط ; إذ صراع الخير والشرّ عمليّة دائمة لم تتوقّف منذ البدء حتى قيام الساعة ..
ولا شكّ أنّ «الانتظار الإيجابي» ـ بفعل النشاط والفاعليّة المتميّز
__________________
١ .. سورة الرعد : ١١ ..