للآمال ، باستثناء بعض المحاولات الجادّة التي لم ترق بعدُ إلى مرحلة الريادة العالميّة فضلاً عن الاقليميّة .... رغم ذلك فهي تستحقّ عناء المطالعة والتامّل ..
نعم ، صرّح النصّ بكون الإرادة الإلهيّة ـ (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ ...) ـ هي التي تغيّر ميزان القوى لصالح المستضعفين ، ولكن بأيّة أدوات وآليات؟ فهذا ما لا يكشف النصّ تفاصيله على غرار نهجه في الإخبار عن المغيّبات والمستقبليّات إخباراً كلّيّاً ..
الدعم الإلهي القاطع في تغيير موازين القوى لصالح المستضعفين واضحٌ شفّاف .... لكنّ التساؤل بشأن كفاءة «المستضعفين» في إدارة كفّة الحياة والصراع يبقى تساؤلاً حيويّاً ، الأمر الذي يُرجع البحث إلى نقطة محوريّة مركزيّة ، قضيّة موضوعيّة اللفظ وتطوّره الدلالي ودوره الحاسم المصيري ، فأيّ «المستضعفين» حطّ عليهم رحال النصّ وبنى حكمه فيهم ، لا شكّ أنّهم ليسوا مستضعفي ذلك الزمان مفهوميّاً ، إنّهم مستضعفو هذا الزمان بمن فيهم اُمّتنا التي عانت ولا زالت تعاني انتكاسات وهزائم وتراجع واستبداد واستغلال واستضعاف وتحقير وإذلال لا يمكن السكوت عنها والقبول بها ، فهذه «الاُمّة الوسط» بفضل عدلها وموازينها ومبادئها والمسؤوليّة الملقاة على عاتقها يمكنها تبوّء الدور الحاسم ; لكنّ ذلك يستدعي جهوداً ومساعي للتغيير (إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا