توفير الأمن والاستقرار للأبناء ، ولا يألُ جهداً على جادّة النموّ والازدهار ..
هكذا ينبغي أن نكون على ماقرّره النصّ وأمضاه العقل .... أمّا كيف ستؤول الاُمور وكيف سيكون التأريخ بعد الظهور فهذا خارج عن نطاق اختياراتنا وإمكانياتنا الذاتيّة ..
على أنّ النصّ قد أخبر عن نوعيّة النظام الذي سيحكم العالم (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (١) ..
وظاهر النصّ يحكي أنّ المنظومة التي ستدير سدّة الاُمور نهاية المطاف هي منظومة العدل والمبادئ ، منظومة الموازين ، وليست هي عمليّة تطييب خواطر كما قد يفهم من ذلك من باب التعويض وجبران ما فات ، إنّما هي وظيفة من وظائف الاُمّة الوسط التي تعيد الاُمور إلى نصابها الطبيعي طبق نظام المقاييس والمعايير السليمة ..
ولكنّ السؤال الذي قد يدور في بعض الأذهان في كيفيّة وواقعيّة تحوّل عناصر السلطة والمالكيّة ممّن هم اليوم سلاطين العالم وقادته إلى المستضعفين ، فإن كان البحث منظوراً إليه خارج نطاق الإعجاز الإلهي فلابدّ أن نستقرئ ونحلّل ظرف المستضعفين ومدى توفّر عناصر النهوض فيهم ليغيّروا المعادلات والموازين القائمة ..
إلاّ أنّ مؤن التغيير على أرض الواقع ليست سوى مؤشّرات مخيّبة
__________________
١ .. سورة القصص : ٥ ..