موضوع الغيبة والظهور البالغ الأهمّيّة حيث يتوقّف عليه مصير الإنسانيّة طرّاً ، ونحن لازلنا وسنبقى لا نعرف علل الأحكام البسيطة وأسبابها؟!
كلّ البحوث والمطالعات والرؤى الدينيّة متّفقة على كون وجود الأنبياء والأوصياء والأولياء والصالحين نعمة مباركة وخير للبشريّة ، والأئمّة عليهم السلام كانوا كلّهم معيناً من القيم والمبادئ النبيلة ومصدر عطاء ولطف ، ولا يستثنى الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف عن ذلك ، فهو قطب الخير والهداية أنّى كان ويكون ، حاضراً أم غائباً ، إنّه اللطف الإلهي المتجلّي ، وكيف بهكذا لطف أن يتناسب مع تلك الادّعاءات الرخيصة التي تأخذ بالاُمّة إلى مهاوي الرذيلة والضلال بحجّة التمهيد للظهور؟!
إنّ الامام عليه السلام نصّ السماء الناطق وبرهانه العلمي العملي ، النصّ الذي وهبته الإرادة الإلهيّة لنا لنكون على النهج الأقوم ، النصّ الذي لم يغفل لحظةً عن التأكيد على دور العقل ـ بتأمّله وتفكّره وتدبّره ـ في الهداية وخير البشريّة ، وهذا ما لا يتّفق قطعاً مع الدعوات الرامية إلى إمهال الفساد ليسري ـ بل الإعانة عليه ـ انطلاقاً من استنباطات وتأويلات ومعاني لا تتناغم مع حيويّة النصّ وحركته الدائمة ..
إنّ التكليف يحتّم علينا بذل غاية الجهد ، كلٌّ طبق ما يمتلك من قدرات وطاقات ومساحة نفوذ وتأثير ، لأ نّنا اُمّة وسط ، والاُمّة الوسط ـ بمعانيها المتقدّمة ـ لا يمكن لها أن تخذل الناس وتسلبهم فرص الخير والسعادة والهداية ، فهي بمثابة الأب الذي يرعى ولا يفرّط ، يسعى إلى