ولسنا بصدد تصنيف الاُمّة ـ كرسالة ودين ـ إلى أنّها هل تسمو فوق كلّ الأديان والمذاهب والانتماءات ، أم أنّها لابدّ أن تخوض المعترك اُسوةً بالآخرين لتثبت الكفاءة والاقتدار ، على اختلاف القولين ..
إنّنا نرى في الاُمّة ـ بما تعنيه من أصالة وثوابت وقيم ومبادئ ـ الأهليّة الفائقة في التعامل مع الجديد ومعالجة الإشكاليّات التي تحوم حوله وتنبثق منه ، ونرى فيها ـ بعقلانيّتها ـ المبلور المناسب الذي يستقبل الجديد المتناغم ويلفظ الشاذّ المتنافر ..
نحن نفتقر الحميّة المعرفيّة والغيرة الفكريّة اللتين تعنيان : تشمير ساعد العلم والثقافة والعمل بالمعايير الصحيحة ; كي نسمو فوق النكوص والتراجع والتخلّف ، لا أن تكون المواجهة عاطفيّة فنبرّر التقاعس والسكون بحجّة الذود عن الثوابت والاُصول ; فإنّ التمترس خلف العناوين الكبيرة والموضوعات العريضة والارتماء بأحضان الادّعاءات التي تؤمن بالسكوت والسكون تمهيداً لمرحلة الظهور كما يزعم البعض ، جلبا علينا ويلات الذلّ والهزيمة والانحطاط والفساد ..
وكم هي الفاصلة بعيدة بين القيم والمبادئ وموازين العقل ، وبين التصوّر القائم على السكوت عن رواج الانحراف ـ بل حتى الإعانة عليه ـ بداعي إيجاد الشروط المناسبة والفضاء المطلوب لظهور الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، وهل هو ـ روحي فداه ـ رهن شروطنا أم رهن شروط سامية أملاها عليه الله تبارك وتعالى؟! وكيف لنا فهم ملاكات الأحكام وعللها ولاسيّما