والدين الذي نعتقده متكيّفاً مع كلّ الظروف ، مجيباً عن سؤال الحياة ، ليس بإمكانه غضّ الطرف عن كلّ هذه التحوّلات والتطوّرات والتغيّرات ; ولاسيّما أنّه أعلن حضوره الدائم في مختلف صنوف الحياة حضوراً إلى قيام الساعة ..
نعم ، إنّنا لازلنا في معاناة إثر المناهج والأنساق والآليات الضعيفة التي خاضت مراحل الصراع تاريخيّاً ولاسيّما بعد عهد التأسيس وذاك الازدهار الذي لم يكن يخلو من إشكاليّات أساسيّة ..
وعلى ضوء ما قرّرناه فالوسطيّة المقصودة في النصّ هي ذلك التكليف الملقى على عاتق الاُمّة ، فلابدّ أن تمارس مسؤوليّاتها ووظائفها المنبعثة من العدل ، فهو بالأحرى انتخابٌ لرسالة ودين جاء مكمّلاً لكلّ الأديان والرسالات السماويّة السالفة ، وليس من المعقول أن يكون هذا الانتخاب انتخابَ عبث ولعب ، وإنّنا إن تخلّفنا أوتراجعنا وانحسرت كفاءتنا وقدرتنا في تحمّل المسؤوليّة إنّما بسبب ضعف الآليات والمناهج لا ضعف المحتوى ; فالسماء لم تخطئ أبداً في الانتخاب ، الانتخاب صحيح ، فلابدّ من تغيير كبير في أنساقنا وأدواتنا ، تغيير ينتشلنا من حيث نحن فيه إلى حيث لابدّ أن نكون ، إلى مستوى الجعل والتأسيس الوارد في النصّ ..
إنّ النظرة الفاحصة الشاملة والإشراف على كلّ المجريات وتسجيل كافّة الملاحظات والانبعاث من مبدأ الوسطيّة في التعامل مع الأحداث