والوصول إلى أرضيّة خصبة من التفاهم والتوافق ، بل هي في نهاية المطاف على برادوكس مع العدالة التي نعتقدها ..
نعم ، إنّ المعايير العلميّة والمناهج المعرفيّة التي يقرّها الدين هي فصلُ الخطاب في حسم الإشكاليّة ، وهذا ما يعني عرض الجديد على الأصل بإجراء سلسلة من المراحل المختبريّة كالمراجعة والاستقراء والتحليل والحفر والمقارنة ... فإن قادتنا النتائج إلى حلّ إشكاليّة الجديد ، وإلاّ فلا ..
علينا إذن التعامل معياريّاً ، توازنيّاً ، وسطيّاً ، فلا نرفض مطلقاً ولا نقبل مطلقاً ، فمحاكاة الثوابت محاكاةً علميّة حاكمةٌ علينا ، فلا إفراط ولا تفريط ، ولا تبعيّة وتقليد والتقاط ذليل ، نعم عزٌّ وكرامةٌ وسموّ مبادئ فوق الاستفزاز والاستبداد والاستبعاد والنفي والتحريف والترويع.
ولا نستبق النتائج ، فنحن اُمّة تجنح حيث جنح البرهان واستقرّ الدليل ..
وحيث يلعب التطوّر الدلالي للّفظ دوراً حاسماً في توجيه البحث وحسم الحوار ، فإنّنا نرى اللفظ موّاجاً يتحرّك حيث يتحرّك المكان والزمان ، فالكثير من المفاهيم والمعاني التي كانت سائدة آنَ انطلاق الرسالة غير سائدة حالياً ، كما أنّ الموضوعات قد تغيّر وتطوّر الكثير منها ، وتعطّلت أحكامٌ بفعل غياب موضوعاتها ، وظهرت أحكامٌ اُخرى بفعل حدوث موضوعات جديدة ، بل وتطوّرت موضوعات تطوّراً لافتاً عظيماً عمّا كانت عليه في عهد الرسالة الأوّل ..