«إنّ المنهج عندنا يساوق الحقيقة ولا انفصام بينهما وغير منهجنا ـ منهج الإسلام ـ لا يمكن أن يحقّق الإسلام في النهاية ... فالتزام المنهج ضروري كالتزام العقيدة والنظام في كلّ حركة إسلاميّة» ..
ولا يمكن لنا والحال كذلك أن نقبل بـ «أن يجعل الإسلام نفسه نظريّة للدراسة تخرج به عن طبيعة منهج التكوين والتفكير الربّاني ، فنُخضعه لمناهج التفكير البشريّة وكأ نّه أدنى منها!! وكأ نّما نريد لنرتقي بمنهج الله في التصوّر والحركة ليوازي مناهج العبيد!! فالأمر حالئذ خطير والهزيمة قاتلة» ..
إنّ المنهج الربّاني :
مادام يعطينا منهجاً خاصّاً في التفكير نبرأ به من رواسب مناهج التفكير الجاهليّة السائدة في الأرض والتي تضغط على عقولنا وتترسّب في ثقافتنا ...
ومادام يرفض بنا الرفض الأعمى والطاعة العمياء ، ويدعونا إلى التأمّل والتدبّر والتؤدّة والتمييز والتحليل وإيجاد الحلول للمشاكل على أرقى وجه ، وتنظيم الأفكار وسوقها سوقاً منظّماً بدءاً بصغار الاُمور ثم كبيرها ، والاستقراء الوافي العلمي ..
ومادام لا يرفض المنهج الطبيعي إذا عمد هذا الأخير إلى الانسلاخ من الأنانيّة والتمرّد الذي قام به على المنهج الربّاني ; ولاسيّما بعد بلوغ العلم مرحلة التقنيّة الحديثة «التكنولوجيا» وبزوغ نجم «نظريّة