الكواكب في الدُّجى ، ولكنّه كلام في ذاته ، كلام تهمس به النفس بلا صوت ولا حركة ، وما السكوت القهري إلاّ بكم أو نوع من البكم» ..
إنّها أشبه برحلة خاطفة محدودة في مكانة الفكر وشموخه وشريانيّته وعظيم نتاجه وسابغ أفضاله على الإنسانيّة ..
أمّا «المنهج» فهو رائعة نتاجات الفكر المتلألئة على غرّة العلم وجبين المعرفة وهامة الحضارة ..
ومهما عنينا بالمنهج ـ سواء الرحماني منه أو الطبيعي ـ فالمفروض أنّه النظام الذي لا يستحيل عليه شيء ; إذ إنّه ـ طبق التصوّر العلمي قد تجاوز بالمراجعة والمقارنة والحفر والاستقراء والبعثرة والاستنطاق والبلورة والاستنتاج ـ المشكلة الزمكانيّة ، ويبقى ـ مع حفظ الاُسس والاُصول ـ يستجيب للمستحدثات ويتعامل مع الأخطاء والهفوات والفجوات ويصنع البديل .... وإلاّ فَقَدْ فَقَدَ عنفوانه وتزلزت الأرض من تحت أقدامه وفقد دواعي وجوده ..
«فالمنهج المعهود ـ كما نرى ـ هو منهج الحياة كلّها ، صديق العلم الحميم ، المرحّب بالمزيد منه ، وهو يشكّل الإطار العام الذي يتحرّك فيه العلم ويعمل به العقل بكلّ أمان واستقرار ، الإطار الذي يصنعه «مَن» يعلم بالإنسان وفطرته وطاقاته وحاجاته الحقيقيّة وخفاياه ، الإطار الذي تواصل به البشريّة حركتها النامية المتجدّدة آمنة سالمة» ..