إنّه يوجب على معتنقيه النظر والتبصّر والاعتبار بتقلّبات الزمن والبحث المستمرّ عن اتّجاهات الحياة ، ومحاولة التحكّم في سير الأشياء وفقاً لما تستدعيه مصلحة الإنسان الذي أُنزل لهذه الأرض كي يخلف الإله فيها بالعمارة والإصلاح ...
ـ وهو الانتباه والحذر والحركة الدائبة والتجديد المستمرّ في الأُسلوب ، خصوصاً في الآلة النفسية التي تبعث على انتحاله ، وفي الحركة ولا سيّما في فهم العوامل الداخلية والخارجية التي تدعو إليها ، وهو أكثر من ذلك وازع الثورة على الخمود والاستنكار للجمود والامتلاء بروحانية العمل والكفاح للتمتّع بالحقّ والشعور بالعدل وتذوّق معاني الحرّية ..
وتأسيساً على ذلك ، فكون الفكرة أصيلة حسنة جميلة موافقة للأنظمة الطبيعيّة ، تقود صاحبها إلى ذروة الفضائل ، ليست باطلة تافهة ولا مغايرٌ مبدؤها لنواميس الوجود ; فكذا فكرة لابدّ أن نلتمسها في القرآن وسنّة النبيّ والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) ، أُصول تعاليمنا وقيمنا ومفاهيمنا وتشريعاتنا ومعاملاتنا وأخلاقياتنا ، التي من خلالها نفهم العلاقة القائمة بين الخالق والخلق ، الكون والحياة والإنسان ، الإنسان ونفسه ، الفرد والجماعة ، الفرد والدولة ، الجماعات الإنسانية كافّة ، الجيل والأجيال ..
وحصيلة الأمر : أنّ الفكر التربوي والتربية الفكرية ، هما توأمان ينهلان من نمير الايديولوجيا ذاتها ..