والمناهج التي صاغها العقل الإنساني لتوليدها وبثّها والترويج لها وديمومتها ... ونحن إذ نستقي من معين «المطلق» ما يجعلنا قادرين على البقاء والصمود قبال أمواج التغيير المستمرّة باستمرار الحياة ، فهذا ما يترجم الحاجة الملحّة إلى تكثير معاقل الفهم والاستنباط وتشييد وترسيخ بنى العقل التحتيّة ; لإنتاج مزيدَ المعاني والتغييرات التي تكادح التهديدات بشتّى صنوفها ، ومحاولاتنا التاريخيّة في الفهم والاستنباط إلاّ مجرّد «نسبي» والنسبي يبقى بصفاته ويزداد نحولاً كلّما داهمته الأزمان والأصقاع ..
إنّ الفهم التبريري لـ : «لا اجتهاد قبال النصّ» أفيونٌ تخدّر وتكهّف به «تنابلة العلم» ليخروجه عن إطاره الصحيح ويفرغوه عن محتواه الأصيل ; إذ معناه : لا اجتهاد مناف ومباين للنصّ ; فالمراد بـ «قبال» هنا : التعارض والتباين والتجاوز .. ولا معنى آخر لها غير ذلك ..
أمّا إذا كان الاجتهاد هو ذلك الذي يماهي النصّ ، وينقّب في أعماقه ، وينشأ من رحمه بالمراجعة والاستقراء والحفر والمقابلة والتحليل ، القائمة على الاُسس العلميّة والمعايير المنهجيّة فإنّه اجتهادٌ يأخذ بالنصّ إلى حيث مواقعه الحقيقيّة من الحاكميّة والحيويّة والديموميّة الميدانيّة ، بخلاف ذلك الجمود المخيف الذي يقلّل من فرص التأ لّق ويطفئ شمعة الأمل ويزرع أحراشاً من الملل والضجر والتعب والانحراف ..
إنّنا إن أردنا أن نكون في حيّز الإبداع والإمتاع الفكري والعقائدي