والإبداع ، عناصر الضغط على الوتر الحسّاس من النقص والخلل والعجز ، العناصر التي توجد مؤن الردم والإصلاح والإبدال ..
إنّ تحقّق هكذا عناصر مرتهن بوجود السبل المناسبة لظهورها ، السبل التي تستدعي مزيد تضحيات وتحمّل كثير صعاب وربما مجازفات تتخلّلها عراكات وخسائر وانهدامات مادّيّة وفكريّة ... آنها ستنهض هذه العناصر وهي تحمل في ذاتها اُسّ الوعي ، الوعي المتولّد من رحم الاُمّة وصلبها ، المنبثق من جروحها وآلامها انبثاق الفهم والإدراك ، فلابدّ لها حالئذ ـ وهي بحوزتها التفكير الإبداعي والعقل الابتكاري المترشّح من الأدوات المعرفيّة المعهودة ـ أن تمنح الاُمّة حصيلة مجهودها الفكري من خلال الوقوف على موارد النقص والخلل وإيجاد الحلول والمعالجات الصحيحة ..
إنّ الميل صوب الحفر والمراجعة والاستنطاق والبعثرة والمقابلة والتحليل يفرز ثورةً من الأفكار والرؤى المنبعثة من رحم الرسالة والنصّ المقدّس ، ثورةً على كلّ مظاهر الزيف والقشور والانهزاميّة والأوهام والضبابيّة ، ثورةً يقودها العقل ويحرسها الإحساس ويباركها الربّ العظيم ..