المعاصرين؟! ولعلّنا غداً نحتاج إلى فقه آخر غير فقه الحاضرين ... مع إجلالنا وإكبارنا لعلمائنا المتقدّمين منهم والمتأخّرين والمعاصرين على السواء ..
إنّ ثقافتنا ومعارفنا ومناهجنا وأفهامنا لابدّ أن تأخذ «العقلانيّة» بعين الاعتبار ، فالعقلانيّة يمكنها أن تسهم في تلبية حاجة العصر بل كلّ عصر ، ومن قال : «إنّها مستورد غريب لا يناسب اُصولنا ومناهجنا» فهو هروبٌ إلى الأمام وتمسّكٌ بالقشور وانقلابٌ على الجوهر والأصل ، ولاسيّما أنّ «العقل» له المكانة المميّزة في أدلّتنا وأدبياتنا ورسالتنا ونفاخر به على أقراننا وخصومنا ..
وكما يجب على الفكرة أن تكون رسالة معبّرة فاعلة تستوعب أوسع المجالات التاريخيّة والجغرافيّة والاجتماعيّة ، يجب أن تكون متكاملة تكاملاً طبق المعايير العلميّة والموازين المعرفيّة ، فلا تدع مجالاً للشكّ والترديد والنقص والخلل ، ولا تحمّل المجتمع ما لا قدرة له عليه ، ممّا تجعله يتخبّط ويدور في حلقات مفرغة ويخوض غمار أروقة ومراتب لم ينضج فيها بعد ; فهي خارجة عن حيّز ممارساته وعياً وتطبيقاً ; كونها ذات خصائص من الدقّة الفائقة والتصوّر الشامل والإحاطة الكبيرة والنظرة العميقة متوفّرة في نخب المجتمع فقط ، والمجتمع عنوان عظيم يضمّ الجميع ، وأغلب الجميع قد ابتُلي بإحالات أحالها الكيان التشريعي أو الكيان القضائي والتنفيذي ، هي صعبة عليه جدّاً ، لا يمكنه الاستجابة والتكيّف والخروج عن عهدتها ; إذ مفروض الأمر وصول