والطرح والغاية ، دون استعراض عضلات الفكر والمعرفة والفنّ عبر مغاليق العبارات وغوامضها والموسوعات المطوّلة والأفلام واللوحات الكذائيّة ..
نعم ، الملاك والميزان صحّة الفكرة ومدى رواجها وفاعليّتها ومعالجتها لواقع الإنسان ومشكلاته وتمكّنها من الدوام أكثر فأكثر ..
لذا فصرف كون القرآن الكريم مطلقاً لا ينقذنا ولا يجدي لنا نفعاً إن لم نجد الآليات والأدوات المناسبة لتفسيره وفهمه ، على أن كلّ فهم وتفسير لا يعني وحياً منزلاً ; إذ تغيّر المكان والزمان ربما يجعل ذلك الفهم والتفسير محصوراً بمكانه وزمانه ، فنضطرّ إلى فهم وتفسير جديد لهذا المطلق الذي لا تنضب معانيه ورؤاه ، كيف وهو الشجرة المباركة التي تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها ..
وهذا التصوّر ينسحب على كلّ مفاصل الحياة وشؤونها ، سواء في ذلك الدينيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة وغيرها ، لذا فعلوم التفسير والفقه والاُصول والكلام ... لابدّ أن تراعي المتغيّرات الزمانيّة والمكانيّة ، وهذا واضح لاخفاء فيه ، فكيف بنا العمل بمناهج اُصول يونس بن عبدالرحمن أو الفضل بن شاذان وغيرهما وتطبيقها في عصرنا الراهن وترك مناهج الاُصول التي جاء بها الشيخ الأنصاري والآخوند الخراساني وغيرهما التي تتناسب مع متطلّبات زماننا هذا؟! ، وهل عاد فقه المرتضى ـ مثل : الانتصار وجمل العلم والعمل ـ يمثّل حاجة اليوم بمثل ما يمثّله فقه