«سوق العقلانيّة» هو السوق المزدحم بزبائنه على الدوام ، وعالمنا اليوم غدا أشدّ حاجة إلى العقلانيّة من العوالم الغابرة بفعل التطوّر التقني والانفتاح العلمي المعرفي الثقافي ، حتى أضحى أهل الأرض وكأ نّهم يعيشون على نقطة كونيّة واحدة ..
إنّ الفكرة إذا اُريد لها الحياة والفاعليّة والبقاء لابدّ أن تخرج عن الاُطر التقليديّة السائدة وتلحظ بعين الاعتبار حاجة العصر مع حفظ الاُصول والثوابت ، لذا ينبغي لها :
أن تكون جذّابة المحتوى والعرض والاُسلوب ..
أن تفتح أوسع الآفاق للتواجد الفاعل دون الاقتصار على خاصّة النخب والأعلام ..
أن تراعي الحاجة المعاصرة ، يعني : أن تنظر بمنظار اليوم لا بمنظار الأمس ..
أن لا تكون استعراضاً للقوّة بمختلف معانيها ولا تمثّل الحشو الزائد المملّ ، فلطالما فعلت عبارة واحدة فقط ما لم تفعله موسوعات من المدوّنات ، أو لقطة سينمائيّة ومسرحيّة واحدة سريعة ما لم تفعله أفلام ومسرحيّات ومسلسلات ، أو زاوية من لوحة رسم ما لم تفعله معارض رسم بكاملها ...
و «الاُورجانون الجديد» الشهير الذي جاء به فرانسس بيكون فأحدث به تلك النهضة الصناعيّة الكبرى ليس سوى فصولاً مختصرة واضحة الفكر