وبمقدار ما نجد الفكرة على صلة عضويّة وثيقة بإحدى تلك المشكلات نقول : إنّها فكرة بمعنى الكلمة الصحيح» ..
و «الفكر الإسلامي يوجب على معتنقيه النظر والتبصّر والاعتبار بتقلّبات الزمن ، والبحث المستمرّ عن اتّجاهات الحياة ، ومحاولة التحكّم في سير الأشياء وفقاً لما تستدعيه مصلحة الإنسان الذي اُنزل لهذه الأرض كي يخلف الإله فيها بالعمارة والإصلاح ..
إنّ الفكر الإسلامي يعني الانتباه والحذر والحركة الدائبة والتجديد المستمرّ في الاُسلوب وخصوصاً في الآلة النفسيّة التي تبعث على انتحاله ، وفي الحركة وخصوصاً في فهم العوامل الداخليّة والخارجيّة التي تدعو إليها .. وهو أكثر من ذلك : وازع الثورة على الخمود والاستنكار للجمود والابتلاء بروحانيّة العمل والكفاح للتمتّع بالحقّ والشعور بالعدل وتذوّق معاني الحرّيّة ..
فكرنا الإسلامي يجب أن يتّجه اليوم قبل كلّ شيء إلى إصلاح حالتنا وتحرير اُمّتنا من عبث الذين يعيدونها للخرافات والأوهام ، وإنقاذها من كثير من التقاليد البالية التي تمنعها من التقدّم والرقي ، وتحول بين عقلها وبين التفتّح لأسرار الكون ومعالم الإيمان ، وتمنعها من تغيير ذهنيّتها التي تكوّنت تدريجيّاً في عهد الانحطاط الأخير ، وتكييفها على الصفة التي تقتضيها روح العصر ومقوّمات العهد الجديد ، ثم مقاومة كلّ ارستقراطيّة قائمة على سيطرة المال وعبادة المال ; لأن هذه الارستقراطيّة