في لهزمتيه وهما مجتمع اللحم بين الماضغ والأذن.
(ويبدأ بقتال الأقرب) (١) إلى الإمام ، أو من نصبه ، (إلا مع الخطر في البعيد) فيبدأ به كما فعل النبي (ص) بالحارث بن أبي ضرار لما بلغه أنه يجمع له وكان بينه وبينه عدو أقرب ، وكذا فعل بخالد بن سفيان الهزلي. ومثله (٢) ما لو كان القريب مهادنا.
(ولا يجوز الفرار) من الحرب (إذا كان العدو ضعفا) (٣) للمسلم المأمور
______________________________________________________
(١) لقوله تعالى : (قٰاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفّٰارِ) (١) ، إلا إذا كان الأبعد أشد خطرا وأكثر ضررا بدء به بلا خلاف فيه لله ، كما في الجواهر ، ولذا أغار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الحارث بن أبي ضرار مع أنه كان هناك عدو أقرب (٢) ، وكذلك فعل بخالد بن سفيان الهذلي (٣)، ومنه يعلم الحال في قتال الأقرب فالأقرب التابع لمراعاة المصلحة في ذلك وهي تختلف باختلاف الأحوال ، وعلى كل فهي ترجع إلى نظر المعصوم عليهالسلام وهو أدرى بما يراه.
(٢) أي وقل الخطر في البعيد.
(٣) أو أقل ، بلا خلاف فيه ، بل الفرار من الزحف من جملة الكبائر لقوله تعالى : (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلٰا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبٰارَ ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّٰا مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّٰهِ ، وَمَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٤) ،
وللأخبار الكثيرة ، منها : صحيح عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام (عن الكبائر فقال : هنّ في كتاب علي عليهالسلام سبع : الكفر بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة وأكل مال اليتيم ظلما والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة ، فقلت : هذه أكبر المعاصي فقال : نعم) (٥) ، وخبر محمد بن سنان عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام في جواب مسائله (حرّم الله الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين ، والاستخفاف بالرسل والأئمة العادلة ، وترك نصرتهم على الأعداء والعقوبة لهم على ترك ما دعوا إليه من الإقرار بالربوبية وإظهار العدل ، وترك الجور وإماتة الفساد ، لما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين ، وما يكون في ذلك من السّبي والقتل وإبطال دين الله عزوجل ـ
__________________
(١) سورة التوبة الآية : ١٢٤.
(٢ و ٣) سنن البيهقي ج ٩ ص ٣٨.
(٤) سورة الأنفال الآية : ١٥ ـ ١٦.
(٥) الوسائل الباب ـ ٤٦ ـ من أبواب جهاد النفس حديث ٤.