(كتاب الحج (١)
وفيه فصول) :
الأول. في شرائطه وأسبابه (يجب الحج ..................
______________________________________________________
(١) وهو من أعظم شعائر الإسلام ، وأفضل ما يتقرب به إلى الملك العلام ، لما فيه من إذلال النفس وإتعاب البدن ، وهجران الأهل والتغرب عن الوطن ، ورفض العادات وترك اللذات والشهوات ، ولما فيه من المنافرات والمكروهات وإنفاق المال وشد الرحال ومقاساة الأهوال ، فهو رياضة نفسانية وطاعة مالية ، وعبادة بدنية ، قولية وفعلية ، وجودية وعدمية ، وهذا من خواص الحج إذ لم تجتمع هذه الفنون في غيره من العبادات والطاعات ، وقد ورد الحث والترغيب عليه ففي خبر الكاهلي عن أبي عبد الله عليهالسلام (سمعته يقول : ويذكر الحج فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هو أحد الجهادين ، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، أما إنه ليس شيء أفضل من الحج إلا الصلاة ، وفي الحج هاهنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم حج ، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه ، أما ترى أنه يشعث فيه رأسك ويقشف فيه جلدك ، وتمتنع فيه من النظر إلى النساء ، وإنا نحن هاهنا ونحن قريب ولنا مياه متصلة ما نبلغ الحج حتى يشق علينا ، فكيف أنتم في بعد البلاد ، وما من ملك ولا سوقة يصل إلى الحج إلا بمشقة في تغيير مطعم أو مشرب ، أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها ، وذلك قوله عزوجل : وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشقّ الأنفس ، إن ربكم لرءوف رحيم) (١) ، وخبر عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام (حجة أفضل من سبعين رقبة لي ، قلت : ما يعدل الحج شيء؟ قال : ما يعدله شيء ، والدرهم في الحج أفضل من ألفي ألف فيما سواه في سبيل الله) (٢) ، وفي ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٤١ ـ من أبواب وجوب الحج حديث ٢ و ٣.