إلى الإسلام فالكتابي لا يطلق عليه اسم الحربي ، وإن كان بحكمه على بعض الوجوه (١) ، وكذا فرق المسلمين (٢) وإن حكم بكفرهم كالخوارج ، إلا أن يبغوا على الإمام فيقاتلون من حيث البغي وسيأتي حكمهم ، أو على غيره (٣) فيدافعون كغيرهم (٤). وإنما يجب قتال الحربي بعد الدعاء إلى الإسلام (٥) بإظهار الشهادتين
______________________________________________________
ـ الأخبار على خلافه منها : مرسل الواسطي سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن المجوس أكان لهم نبي؟ فقال : نعم ، إن بلغك كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أهل مكة أسلموا وإلا نابذتكم بحرب ، فكتبوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الأوثان ، فكتب إليهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني لست آخذ الجزية إلا من أهل الكتاب ، فكتبوا إليه يريدون بذلك تكذيبه : زعمت أنك لا تأخذ الجزية إلا من أهل الكتاب ، ثم أخذت الجزية من مجوس هجر ، فكتب إليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن المجوس كان لهم نبيّ فقتلوه وكتاب أحرقوه ، أتاهم نبيهم بكتابهم في اثني عشر الف جلد ثور) (١) ، ومرسل المفيد في المقنعة عن أمير المؤمنين عليهالسلام (المجوس إنما ألحقوا باليهود والنصارى في الجزية والديات ، لأنه قد كان لهم فيما مضى كتاب) (٢).
(١) بحيث إذا أخلّ بشرائط الذمة فلا يقبل منه إلا الإسلام أو القتل كالحربي.
(٢) لا يطلق عليهم اسم الحربي.
(٣) أي غير الإمام.
(٤) ممن عمد إلى القتال ظلما.
(٥) يدعوه إلى الشهادتين وما يتبعهما من أصول الدين للنبوي (لا تقاتل الكفار إلا بعد الدعاء إلى الإسلام) (٣) ، والمقصود منه الشهادتان فقط كما يشهد بذلك سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام وسيأتي بعض ما يدل عليه ، فإن امتنع فالقتل بلا خلاف فيه لخبر مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليهالسلام (قال أمير المؤمنين عليهالسلام : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن فقال : يا علي ، لا تقاتلنّ أحدا حتى تدعوه إلى الإسلام ، وأيم الله لئن يهدي الله عزوجل على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس ، ولك ولاؤه يا علي) (٤) ، وخبر أبي عمرة السلمي عن أبي عبد الله عليهالسلام (سأله رجل فقال : إني كنت أكثر الغزو ، وأبعد في طلب الأجر ، وأطيل في الغيبة ، فحجز ذلك عليّ فقالوا : لا غزو ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٤٩ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ١ و ٨.
(٣) مستدرك الوسائل الباب ـ ٩ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ٣.
(٤) الوسائل الباب ـ ١٠ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ١.