المبارك بن كامل بن حبيش الدّلّال وغيرهما. وكان يذكر أنّه سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وما وجدنا له سماعا منه ، كتبنا عنه.
قرأت على أحمد بن عليّ المعروف بابن دادا ، قلت له : أخبركم أبو المعالي أحمد بن منصور الغزّال قراءة عليه وأنت تسمع في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى ، قال : أخبرنا القاضي أبو عبيد عليّ بن الحسين بن حرب الكوفي ببغداد ، قال : حدّثني عبد الرّحمن بن محمد المحاربي ، عن أبي رجاء الهروي ، عن برد بن سنان الدّمشقي ، عن واثلة ابن الأسقع (١) ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كن ورعا تكن أعبد النّاس ، وكن قنعا تكن أشكر النّاس ، وأحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا ، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما ، وأقلّ الضّحك فإنّ كثرة الضّحك تميت القلب» (٢).
__________________
(١) هكذا وقع في النسخ كافة برد بن سنان عن واثلة ، والمعروف أن بينهما «مكحول الشامي» ، لكن رواية المحاربي هكذا وقعت بدلالة أن هناد بن السري قد رواه في موضعين من كتابه «الزهد» هكذا عن المحاربي ، من غير «مكحول».
(٢) إسناده ضعيف ، أبو رجاء ، واسمه محرز بن عبد الله الجزري مدلس وقد عنعنه.
أخرجه هناد في الزهد (١٠٣١) و (١١٤٨) ، والبخاري في الأدب المفرد (٢٥٢) ، وابن ماجة (٤٢١٧) ، وأبو يعلى (٥٨٦٥) ، والخرائطي في مكارم الأخلاق ٣٩ ، وأبو نعيم في الحلية ١٠ / ٣٦٥ ، وفي أخبار أصبهان ٢ / ٣٠٢ ، والبيهقي في الزهد (٨١٨) ، والمزي في تهذيب الكمال ٢٧ / ٢٧٩.
وقد أخرجه أحمد ٢ / ٣١٠ ، والترمذي (٢٣٠٥) ، وأبو يعلى (٦٢٤٠) من طريق الحسن البصري عن أبي هريرة ، وقال الترمذي : «هذا حديث غريب» ، يعني : ضعيف.
على أنّ قصة الضحك صحيحة ، فقد أخرجها البخاري في الأدب المفرد (٢٥٣) ، وابن ماجة (٤١٩٣) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عن أبي هريرة بإسناد صحيح كما بيناه في تعليقنا على ابن ماجة.