توفي شابا. وما أظنه روى شيئا ؛ لأنّ الرواية لم تنتشر عنه ، والله أعلم.
٥٢٩ ـ محمد (١) بن المبارك بن إسماعيل ، أبو بكر بن أبي البركات يعرف بابن الحصريّ ، أخو أبي حفص عمر الذي يأتي ذكره.
تفقه أبو بكر على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وحفظ القرآن الكريم. وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. وصحب القاضي أبا يعلى محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وانحدر معه إلى واسط لما تولّى القضاء بها ، أعني ابن الفرّاء ، وقبل شهادته بها ، وولّاه قضاء قرية عبد الله ، ناحية قريبة من واسط ، وأقام هناك مدة ، وعاد إلى بغداد بعد عزل القاضي أبي يعلى عن قضاء واسط ، وأقام بها إلى حين وفاته.
كان عنده كبر وتيه ؛ ذكر صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» أنّه كان مقيما في مسجد بباب الأزج ويؤم فيه في أوقات الصّلوات ، فأذّن مؤذن المسجد لبعض الصّلوات وقعد ينتظر حضوره ليقيم الصّلاة ، فأبطأ ، فقال له بعض الحاضرين : أقم الصّلاة. فقال : كيف أقيم الصّلاة والإمام ما حضر؟ فوافق ذكر الإمام حضوره ، فلما سمعه حرد (٢) على المؤذّن ، وقال : ألمثلي يقال الإمام! فاعتذر إليه المؤذّن والحاضرون وهو لا يقبل العذر ولا يزداد إلا غضبا. وانتقل من ذلك الموضع إلى غيره ، فمضى الجماعة إليه وسألوه العود ، فأبى ، فاستقرّ أنهم يبعدون المؤذّن ويؤذّن في المسجد غيره ، فعاد بعد الشّدّة ، وهو يكرّر لفظة
__________________
(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٢٩ ، والصفدي في الوافي ٤ / ٣٨١ ، وابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٠٥ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢١٤ ، ونسبه في جميع المصادر المذكورة : «محمد بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل» ، فكأن المؤلف نسبه إلى جد أبيه ، وكذلك فعل في ترجمة أخيه عمر الآتية.
(٢) حرد : غضب.