مولده في محرم سنة تسع وخمسين وخمس مئة. سمعت ذلك منه (١).
٦٢٥ ـ محمد (٢) بن يحيى بن عليّ بن الفضل بن هبة الله ، أبو عبد الله ابن شيخنا أبي القاسم المعروف بابن فضلان ـ وهو لقب للفضل ـ الفقيه الشافعيّ ، ابن الفقيه ، وسيأتي ذكر أبيه.
تفقه محمد هذا على أبيه ، وأحسن الاشتغال ، وتكلّم في المسائل والمناظرات وأجاد الكلام. ورحل إلى خراسان وناظر مع علمائها ، وعاد إلى بغداد ، ودرّس بعد أبيه بمدرسة فخر الدولة أبي المظفّر ابن المطّلب بعقد المصطنع. وتخرّج به في الفقه جماعة. ودرّس بالمدرسة النّظامية يوم السّبت ثالث شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وست مئة وخلع عليه خلعه سوداء ، وحضر عنده الولاة والفقهاء. وعزل في سابع ذي القعدة سنة ست عشرة وست مئة. وولي قضاء القضاة يوم الأحد ثالث شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وست مئة ، والنظر في الوقوف والمدارس.
وقد سمع جماعة من أصحاب ابن بيان ، وأبي طالب الزّينبي ، وأبي القاسم ابن الحصين ، ومن أبيه.
بلغني أنّ مولده في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وخمس مئة (٣).
__________________
(١) وتوفي في السابع من شوال سنة ٦٣٩ ، كما ذكر المنذري وغيره.
(٢) ترجمه صاحب الكتاب المسمى بالحوادث ٩٠ ـ ٩١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٧ ، والعبر ٥ / ١٢٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٦٢ ، وذكر وفاته في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٦٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٠٧ ، وصاحب العسجد المسبوك ٤٦٣ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٤٦ ، وينظر كتاب عمي العلامة الدكتور ناجي معروف : تاريخ علماء المستنصرية ١ / ٢٠٣.
(٣) توفي في سلخ شوال سنة ٦٣١ ، وولّي في آخر حياته تدريس الشافعية بالمدرسة المستنصرية ، وذكر له ابن الساعي رسالة طويلة في تسلّط أهل الذمة على رقاب المسلمين أرسل بها إلى الخليفة الناصر لدين الله ، أوردها عنه صاحب الكتاب المسمى بالحوادث ، وذكر الذهبي قطعة صغيرة منها.