وأبو تمّام هذا كان يتولّى الخطابة بجامع الحربية. سمع أبا القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن صهر هبة ، وغيرهما.
سمع منه أبو بكر المبارك بن مشّق ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته».
أنبأنا أبو بكر بن أبي طاهر البيّع ، قال : أخبرنا أبو تمّام أحمد بن عليّ بن أحمد ابن المهتدي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال (١) : قرىء على سفيان (٢) : سمعت ابن جدعان (٣) ، عن أنس أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (٤).
قال ابن مشّق : وتوفي أبو تمّام ابن المهتدي ليلة السبت خامس عشر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت بجامع المنصور ، ودفن بمقبرة الجامع ، رحمهالله وإيانا.
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ١١١ و ١١٢.
(٢) هو ابن عيينة.
(٣) هو علي بن زيد بن جدعان.
(٤) إسناده ضعيف ومتنه صحيح ، علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
أخرجه من هذا الوجه أحمد ٣ / ١١١ و ١١٢ ، وأبو يعلى (٣٩٩١) والحاكم ٣ / ٣٥٢.
ولكن صح من حديث ثابت عن أنس ؛ أخرجه ابن أبي شيبة ١٢ / ٤٦٣ ، وأحمد ٣ / ٢٠٣ ، وعبد بن حميد (١٣٨٤) من طريق يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة عن ثابت ، به.
وأبو طلحة هو الصحابي الجليل زيد بن سهل الخزرجي ، من بني النجار ، ومن أعيان البدريين ، وهو زوج أم سليم والدة أنس رضياللهعنهم.