وأنشأ الشيخ المغربي مزولة في المسجد لمعرفة أوقات النهار كما أنشأ تكية في المسعى وكانت تعرف الى عهد قريب بتكية السيدة فاطمة (١) وصرف عليها أموالا كثيرة وصارت صورة المزولة في المسجد الحرام فيها للفقراء «دشيشة» ينفق على صنعها من كراء أوقاف جقمق وقايتباي (٢).
ولا نشك في أنه كان يريد الإحسان بذلك الى الفقراء والمجاورين ، ولكني أرى أن في بناء التكايا ما يغري على الكسل ويساعد على اجتذاب فقراء الآفاق الى هذا البلد الذي عانى ويعاني من مشاكلهم الى اليوم ما يجل عنه الوصف.
وعمر الشيخ بن سليمان المغربي عدة أوقاف بمكة كانت قد خربت واستولت عليها بعض الأيدى وليته استبدل بها مدرسة تحارب الأمية وتنشر العلم ولا أجيز لنفسي أكثر مما تؤديه كلمة «ليت» لأن موضوع الأوقاف الخربة وما تؤدي إليه من نتائج له بحث أوسع من أن يوفيه قلمي وهو قبل هذا يخص أصحاب الاختصاص من رجال الدين أكثر مما يخصني.
ومنع الشيخ أصحاب الزوايا من ضرب الدفوف في ليالي المولد. وتخالجني كلمة «ليت» مرة أخرى وبودي أن أقول ليت الشيخ أقنع أصحاب الزوايا في لين ورفق بأن في ميدان الحياة من الأعمال المنتجّة لعز الإسلام وسؤدد هذا البلد الحرام
__________________
(١) وقد سميت كذلك نسبة الى بيت فاطمة الذى كان يقع بجوارها وقد هدمت أخيرا وقام فى محلها الشارع الفيصلي قبيل المدعي.
(٢) خلاصة الكلام ٩٣.