.................................................................................................
______________________________________________________
الرّمي قاله ثلاثا (١).
وجه الاستدلال انّ الله تعالى أمرنا بأعداد الرّمي ورباط الخيل للحرب ولقاء العدو ، والاعداد لذلك انما يحصل بالتعلّم ، والنهاية في التعلّم المسابقة بذلك ، إلخ (٢).
وأنت تعلم ان لا دلالة في الآية الأولى على العقد المطلوب ، وعلى تقديره لا تدل على مشروعيّته ، فإن فعلهم ليس بحجّة ، ومجرد عدم الإنكار لا يدلّ عليها ، فإنه ليس في وقت الفعل ، وقد نقل في القرآن العزيز كثير من المنكرات بدون الإنكار ، وعلى تقديرها شرع من قبلنا ليس بحجة علينا.
والآية الثانية أبعد ، وهو ظاهر.
وأما السنّة فما روي (فاروى ـ خ) عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، أنه قال : لا سبق إلّا في نصل أو خفّ أو حافر (٣) ، والنّصل يشمل النّشاب ، وهي للعجم ، والسهم ، وهو للعرب ، والمزاريق (٤) وهي الرّدينيّات (٥) والرّماح والسّيوف ، كل ذلك من النصل واسمه صادق على الجميع. وأمّا الخفّ فالإبل والفيلة ، وأمّا الحافر فيشمل الخيل والبغال والحمير (الى قوله) : ومن طريق الخاصة قولهم عليهم السّلام
__________________
(١) سمع عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يقول وهو على المنبر : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ألا إن القوّة الرمي ، إلا إن القوّة الرمي ، إلا إن القوّة الرمي. مسند أحمد ج ٤ ص ١٥٧ سطر ١.
(٢) انتهى كلام التذكرة ج ٢ ص ٣٥٣ وتمامه : ليكد كل واحد نفسه في بلوغ النهاية والحذق فيه. انتهى موضع الحاجة من كلامه قدّس سرّه.
(٣) عوالي اللئالي ج ٣ ص ٢٦٥ ولاحظ ذيله.
(٤) المرزاق : رمح قصير (القاموس).
(٥) الرّديني : اسم (القاموس).