فقلبت الواو ياءً وأُدغمت الياءُ في الياء ، كما هو القاعدة الكلّيّة
الصرفيّة ، وقد استقصينا الكلام عليها في ( اللّمعة الدرية في تحقيق الذرّيّة ).
والمراد بـ (
المولى ) هنا ؛ إمّا المالك ، أو الربّ ، أو الناصر ، أو المنعِم ، أو المعتِق ،
أو الولي ، أو الأوْلى بالتصرّف في الأمر ، أو العاقبة بمعنى المرجع ، ويحتملها
قوله تعالى خطاباً للكفار ( مَأْواكُمُ النّارُ
هِيَ مَوْلاكُمْ ) ، أي : أوْلى بكم ، أو مرجعكم إليها.
ويقال أيضاً
على الحليف [ و ] العَقِيد ، والمعتَق المنعَم عليه بالعتق ، والتابع ،
والمُحِبّ ، والصاحب القريب ؛ كابن العمّ ونحوه ، والجار ، والابن ، والعمّ ،
والنزيل ، والشريك ، والصهر ، وابن الأُخت ، لكنها غير مناسبة هنا.
وهو مشتق أمّا
من الوَلي بفتح الواو بمعنى : القرب والدّنوّ ، فيكون وزنه مفعلاً.
وأمّا من
وَأَلَ إليه يئل وألاً ووءولاً ، بمعنى : لجأ وخلص ؛ لأنّ العباد يلجئون إليه
وخالصون في الرّقّ له ، أو مخلصون في عبادته.
وأمّا مِنْ
وَألَ ، بمعنى : طلب النجاة ؛ لأنّ الخلق كلّهم يطلبون منه النجاة في جميع الأوقات
والحالات والآنات واللّحظات ، وهو ينجيهم من مهاوي العثرات ومن عقوبات السيّئات ،
فيصيرُ أصلُه موئلاً ، فنُقلت العين إلى موضع اللّام واللّام إلى موضع العين ،
فصار مولأً ، فقلبت الهمزةُ ألِفاً تخفيفاً ، أو لأنّهم لمّا تصرّفوا فيها بالنقل
هان عندهم الخطب فتصرّفوا فيها بالقلب ، كما فعلوا ذلك في أمثلةٍ كثيرة فيصيرُ
وزنُهُ حينئذٍ مفلعاً.
وأمّا من آل
إليه أوْلاً ومآلاً ، بمعنى : رجع ؛ لأنّ مرجع الخلق إليه ومعوّلهم عليه ، فيصير
أصله مأولاً ، فنقلت الفاء إلى موضع اللّام فصار مولأً ، ففُعل به ما مرّ فصار
مولى ، فيصير وزنه حينئذٍ معلفاً.
والنقل في كلام
العربِ شائعٌ ذائع ، كما نقلوا ( فاء ) واحد إلى موضع لامه ، ثم
__________________