للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم ، وتكثر
الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشيء ، فقلت لها : يا أُمّاه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني ، الجار ثمّ الدار » .
وكان للزهراء عليهاالسلام دور رائد في الدفاع
عن قضايا الإسلام المصيرية بعد رحلة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلىٰ عالم الخلود ورضوان ربه ، فقد جهرت بالحق ودافعت عن الإمامة ، وخطبت في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
خطبة بليغة أعادت إلىٰ الأذهان الخطوط العريضة التي رسمها الإسلام لقيادة الاُمّة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وحفظ الدعوة وتأصيل مفاهيمها ، وقد كادت خطبتها أن تؤتي أُكلها لولا تسلّط الظالمين وبطش الجبارين. وسنأتي علىٰ بعض فقرات هذه الخطبة في آخر هذا البحث.
وعلىٰ رغم المأساة التي تعرضت لها
الزهراء عليهاالسلام
بعد وفاة أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقد استطاعت أن تؤدي دورها في إلقاء الحجة علىٰ أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبيان الحقائق الناصعة التي طالما نوّه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بها في حياته.
جاء في خصال الشيخ الصدوق : أن فاطمة
الزهراء عليهاالسلام
لمّا منعت فدكاً وخاطبت الأنصار ، فقالوا : يا بنت محمد ، لو سمعنا هذا الكلام قبل بيعتنا لأبي بكر ماعدلنا بعلي أحداً. فقالت : « وهل ترك أبي يوم
غدير خمّ لأحد عذراً » .
وعن الإمام الباقر عليهالسلام : «
أنّ عليّاً عليهالسلام
حمل فاطمة عليهاالسلام
علىٰ حمارٍ وسار بها ليلاً إلىٰ بيوت الأنصار يسألهم النصرة ، وتسألهم فاطمة عليهاالسلام الانتصار له ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، لو كان ابن عمك سبق
_______________________