النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاته رفع صوته ، ثم دعا عليهم (١).
وروى مسلم والبخاري في الصحيح عن عبدالله ، قال : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ساجد وحوله ناس من قريش ، إذ جاء عُقبة بن أبي مُعيط بسَلَى جزور ، فقذفه علىٰ ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يرفع رأسه حتىٰ جاءت فاطمة فأخذته عن ظهره ، ودعت علىٰ من صنع ذلك ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللهمَّ عليك الملأ من قريش ؛ أبا جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وشيبة بن ربيعة ، وأُميّة بن خلف ـ أو أُبي بن خلف ـ » قال عبدالله : فلقد رأيتهم قُتِلوا يوم بدر ، فاُلقوا في القليب (٢).
وروىٰ البيهقي بالاسناد عن ابن عباس عن فاطمة عليهاالسلام قالت : « اجتمع مشركو قريش في الحجر ، فقالوا : إذا مرّ محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهم ضربه كل واحد منّا ضربة ، فسَمِعته ( فاطمة ) فدخلت علىٰ أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكرت ذلك له ، فقال : يا بنية اسكني ، ثم خرج فدخل عليهم المسجد ، فرفعوا رؤوسهم ثم نكسوا ، فأخذ قبضةً من تراب فرمىٰ بها نحوهم ثم قال : شاهت الوجوه ، فما أصاب رجلاً منهم إلّا قتل يوم بدر كافراً » (٣).
وهذه النصوص تكشف لنا عن أداء الزهراء عليهاالسلام لدورها الرسالي في الوقوف إلىٰ جنب أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ مطلع الدعوة ، والذبّ عنه وحمايته
_______________________
١) صحيح مسلم ٣ : ١٤١٨ / ١٠٧ ، كتاب الجهاد والسير ـ دار الفكر ـ بيروت. ودلائل النبوة / البيهقي ٢ : ٢٧٩ ، دار الكتب العلمية.
٢) صحيح مسلم ٣ : ١٤١٩ / ١٠٨ ، كتاب الجهاد والسير. وصحيح البخاري ٤ : ٢٢٠ / ٢٦ ، كتاب الجزية والموادعة ، باب طرح جيف المشركين في البئر ، عالم الكتب ـ بيروت. ودلائل النبوة / البيهقي ٢ : ٢٧٨.
٣) دلائل النبوة / البيهقي ٢ : ٢٧٦. ومجمع الزوائد ٨ : ٢٢٨. ومسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام / السيوطي : ١١٨.