حوراء إنسية ، كلّما اشتقت إلىٰ الجنة قبلتها » (١).
ومناسبة هذا الحديث للتاريخ المذكور عن أهل البيت عليهمالسلام في ولادتها ، تأتي لكون الاسراء وقع بعد البعثة بنحو ثلاث سنين بلا خلاف ، فهذا الحديث حاكم علىٰ بطلان الأقوال المصرحة بالولادة قبل البعثة.
قد يقال : إنّ عمر خديجة عليهاالسلام حين الزواج بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعون سنة ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ابن خمس وعشرين سنة ، ونزل عليه الوحي في سنّ الأربعين ، فإذا ولدت الزهراء عليهاالسلام بعد مضي خمس سنين من نزول الوحي ، يكون عمر أُمّها عند الحمل بها ستين سنة ، وذلك أمر مستبعد للعادة.
وفيه : أنّ المنقول عن ابن عباس وابن حمّاد ، أنّ عمر خديجة عليهاالسلام حين تزوجها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان ثماني وعشرين سنة (٢).
وقد أيّد هذا بعض المؤرخين وعلماء الأنساب (٣).
ولهذا قال ابن العماد الحنبلي : « رجّح كثيرون أنّها عند الزواج بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت ابنة ثماني وعشرين سنة » (٤).
ولا يخفىٰ بأنّ القول بصحة الرأي الأخير يسقط أصل الإشكال ، إذ سيكون عمر خديجة عليهاالسلام حين البعثة المشرّفة ثلاث وأربعين سنة ، وحين
_______________________
وفرائد السمطين / الجويني ٢ : ٦١ / ٣٨٦ ، مؤسسة المحمودي. ومجمع الزوائد / الهيثمي ٩ : ٢٠٢ ، دار الكتاب العربي ـ بيروت. والمناقب / ابن المغازلي : ٣٥٧ ـ ٣٥٩ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران. ومسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام / السيوطي : ٥١ ، حيدر آباد ـ الهند.
١) تاريخ بغداد / الخطيب ٥ : ٨٧ ، دار الكتب العلمية.
٢) كشف الغمة / الاربلي ٢ : ٥١٠ و ٥١٣.
٣) أنساب الأشراف / البلاذري ١ : ١٠٨ ، دار الفكر ـ بيروت. والمحبر / ابن حبيب : ٧٩ ، دار الآفاق الجديدة ـ بيروت.
٤) شذرات الذهب / ابن العماد الحنبلي ١ : ١٤ في حوادث سنة ١١ ه ، دار احياء التراث العربي ـ بيروت.