عشر عاماً ، فلمّا
بُعِث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
دعاها إلىٰ الإسلام ، فكانت أول امرأة آمنت بدعوته ، وبذلت كل ما بوسعها من أجل أهدافه المقدسة ، فكانت أموال خديجة ثالث أثافي دعوة الإسلام بعد تسديد العناية الإلهية لشخص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وحماية أبي طالب عليهالسلام
عم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
ونصرته ومؤازرته.
ثم انها قد اجتباها الله تعالىٰ لكرامة
لا توصف نالت بها سعادة الأبد ، وذلك بأن منّ الله تعالىٰ علىٰ الإسلام بأن حفظ في نسلها ذرية الرسول المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم
فهي أُمّ آل البيت الكبرىٰ ، الذين كانوا نفحةً من عطر شذاه ، وقبساً من سنا نوره ، إذ انحصرت في ابنتها الزهراء عليهاالسلام
نسبة كل منتسب إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فأعظم بها من مفخرة !
وتوفيت خديجة عليهاالسلام في السنة العاشرة من
المبعث الشريف بعد خروج بني هاشم من الشعب ، أي
قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين ، وذلك بعد أن عاشت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
نحو ربع قرن كانت فيها أُمّ عياله وربة بيته ومؤازرته علىٰ دعوته ، ولم يتزوج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
امرأة في حياتها قط إكراماً لها وتعظيماً لشأنها بخلاف ما كان منه صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعد وفاتها.
وقد جاء في فضلها عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنّه قال : «
سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت محمد ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية امرأة فرعون » .
ولم ينس ذكرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
حتىٰ في أواخر حياته كما في قول عائشة : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لا يكاد يخرج من البيت حتىٰ يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام ، فأخذتني الغيرة ، فقلت : هل
_______________________