فكيف بالبصير حينئذ ؟!
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « إنّ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم استأذن عليها أعمىٰ فحجبته ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لِمَ حجبتيه وهو لا يراك ، فقالت : يارسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه ، وهو يشمّ الريح. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أشهد أنك بضعة مني » (١).
وروىٰ الشيخ الكليني بالاسناد عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد فاطمة عليهاالسلام وأنا معه ، فلمّا انتهيت إلىٰ الباب وضع يده عليه ، ثم قال : « السلام عليكم ». فقالت فاطمة عليهاالسلام : « عليك السلام يا رسول الله » قال : « أدخل ؟ » قالت : « ادخل يا رسول الله ». قال : « أدخل أنا ومن معي ؟ » فقالت : « يارسول الله ليس عليَّ قناع ». فقال : « يافاطمة ، خذي فضل ملحفتك ، فقنّعي به رأسك » ففعلت ، ثم قال : « السلام عليكم ». فقالت فاطمة : « وعليك السلام يا رسول الله » ، قال : « أدخل » قالت : « نعم يا رسول الله » قال : « أنا ومن معي ؟ » قالت : « أنت ومن معك » الحديث (٢).
وروىٰ أبو نعيم بالاسناد عن جابر بن سمرة ، قال : جاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فجلس فقال : « إنّ فاطمة وجعة » فقال القوم : لو عدناها. فقام فمشىٰ حتىٰ انتهىٰ إلىٰ الباب ، والباب عليها مصفق ، قال : فنادىٰ : « شدّي عليك ثيابك ، فإنّ القوم جاءوا يعودونك » فقالت : « يا نبي الله ، ما عليَّ إلّا عباءة » قال : فأخذ رداءً فرمىٰ به إليها من وراء الباب ، فقال : « شدّي بهذا رأسك » فدخل ودخل
_______________________
١) المناقب / ابن المغازلي : ٣٨٠ / ٤٢٨. والنوادر / الراوندي : ١٣. وبحار الأنوار ٤٣ : ٩١ ـ ٩٢ / ١٦.
٢) الكافي ٥ : ٥٢٨ / ٥.