الرجال ، وكذلك شأن أولاد فاطمة عليهاالسلام.
ونلمس من خلال انحصار ذرية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بفاطمة عليهاالسلام مسألتين مهمتين :
الاُولىٰ : إذا لم يكن للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبناء ولا أبناء أبناء ولا نسل ولا ذرية إلّا من فاطمة عليهاالسلام ، كان من المحتّم وبحكم الطبيعة البشرية أن تنحصر عاطفته الأبوية بأولاد فاطمة عليهاالسلام ، وأن يهتمّ بتربيتهم وتعليمهم ، وقد شاءت الارادة الربانية أن يستأثر الحسن والحسين عليهماالسلام بذلك الاهتمام ، وأن يكونا بمثابة ابنيه ، وقد عبّر صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تلك الاُبوة وهذه البنوّة بعبارات شتّىٰ غير ما قدّمنا ، منها قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الحسن والحسين ابناي ، من أحبّهما أحبّني ، ومن أحبّني أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله الجنة » (١). وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما » (٢) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما » (٣) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا » (٤).
وكان من ثمار اهتمام الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحسن والحسين عليهماالسلام وتربيتهما ، أن تكون أخلاقهما وشمائلهما وسيرتهما تعبيراً صريحاً ومصداقاً حقيقياً لأخلاق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وشمائله وسيرته ومكارم أخلاقه ، وأن يكون لهما من علمه وحلمه وشجاعته وكرمه وزهده وصبره ما لم يكن لأحد بعد أبيهما أمير المؤمنين عليهالسلام.
_______________________
١) مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٦ وصححه علىٰ شرط الشيخين.
٢) الصواعق المحرقة / الهيتمي : ١٩١ باب ١١ فصل ٣.
٣) الصواعق المحرقة / الهيتمي : ١٩١ / باب ١١ فصل ٣.
٤) الصواعق المحرقة / الهيتمي : ١٩١ باب ١١ فصل ٣. وصحيح البخاري ٥ : ١٠٢ / ٢٤١.