خديجة فماتوا صغاراً.
وبناءً علىٰ أنّ زينب ورقية وأم كلثوم ، بنات خديجة من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع قبل الإسلام ، وولدت له بنتاً ، وهي أُمامة ، تزوجها الإمام علي عليهالسلام بعد فاطمة عليهاالسلام بوصية منها ، ولم ترزق أولاداً ، وتزوج رقية ابن عمّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عتبة بن أبي لهب ، وتزوّج أمّ كلثوم أخوه عتيق بن أبي لهب ، وطلّقهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد الإسلام من عتبة وعتيق ، فتزوج عثمان ابن عفان رقية ، وولدت منه ذكراً ، وهو عبدالله ، ومات في السنة السادسة من عمره ، فتزوج بعدها اختها أم كلثوم ولا عقب لها ، وتوفيت زينب ورقية وأم كلثوم في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يبق له من الولد إلّا فاطمة ، ولا عقب له إلّا منها.
وعليه فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا عقب له من الصلب ، لكنّه لم يحرم من الذرية والنسل ، بل لقد دلّ القرآن الكريم علىٰ أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام هما ابناه حقيقة ، فقد اتفقت كلمة المفسرين علىٰ أنّ المراد بقوله تعالىٰ في آية المباهلة : ( أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) الحسن والحسين عليهماالسلام (١).
قال الرازي : هذه الآية دالة علىٰ أنّ الحسن والحسين كانا ابني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَعَدَ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يدعو أبناءه ، فدعا الحسن والحسين ، فوجب أن يكونا ابنيه ، وممّا يؤكّد هذا قوله تعالىٰ في سورة الأنعام : ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلىٰ قوله : ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) (٢) ومعلوم أنّ عيسى عليهالسلام إنّما انتسب إلىٰ إبراهيم عليهالسلام بالاُمّ لا بالأب ، فثبت أنّ ابن البنت قد
_______________________
١) تقدّمت تخريجاته في أول هذا الفصل.
٢) سورة الأنعام : ٦ / ٨٤.