وهو دون الرئيس.
وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَعْنَى أَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ : « رُؤَسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».
وَفِيهِ « الْعُرَفَاءُ فِي النَّارِ ».
وَفِيهِ « مَنْ تَوَلَّى عِرَافَةً أُتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ إِلَى عُنُقِهِ ».
وهذا تحذير من التصدر للرئاسة لما في ذلك من الفتنة ، وأنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق العقوبة.
والْعَرِيفُ كأمير فعيل بمعنى فاعل ، والعِرَافَةُ : عملُهُ.
وعَرُفَ فلانٌ بالضم عَرَافَةً بالفتح أي صار عريفا مثل خطب خطابة بالفتح صار خطيبا.
وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت عَرَفَ يَعْرُفُ عِرَافَةً مثل كتب يكتب كتابة.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام « لَا آخُذُ بِقَوْلِ عَرَّافٍ وَلَا قَائِفٍ ».
والْعَرَّافُ مثقلا : المنجم ، والكاهن يستدل على معرفة المسروق والضالة بكلام أو فعل ، وقيل الْعَرَّافُ يخبر عن الماضي ، والكاهن يخبر عن الماضي والمستقبل.
وَفِي حَدِيثٍ مَنِ انْقَطَعَ ظُفْرُهُ وَجَعَلَ عَلَيْهِ مَرَارَةً كَيْفَ يَصْنَعُ بِالْوُضُوءِ؟ فَقَالَ عليه السلام « تُعْرَفُ هَذَا وَأَشْبَاهُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ » ، ( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) [ ٢٢ / ٧٨ ].
قال الشهيد محمد بن مكي : فيه تنبيه على جواز استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.
وأقول : فيه أيضا دلالة على جواز العمل بالظواهر القرآنية.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ « مَنْ عَرَفَنِي عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا جُنْدَبٌ ». قيل في اتحاد الشرط والجزاء إشعار بصدق لهجته أي من لم يعرفني فليعلم أني جندب ، وَرُوِيَ « فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ ». أي المعروف بالصدق بِحَدِيثِ « مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ». إلخ.
والتَّعْرِيفُ : الوقوفُ بعرفات ، يقال عَرَّفَ الناسُ : إذا شهدوا عرفات.
وعَرَفَاتٌ يُعْرَبُ أعراب مسلماتٍ ومؤمنات ، والتنوين يشبه تنوين المقابلة كما في مسلمات ، وليس تنوين صرف ،