ومن أعرض عن الدين استولى عليه الحرص والجشع وهو أشد الحرص ويتسلط عليه الشح الذي يقبض يده على الإنفاق فيعيش ضَنْكاً ، ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) البصرِ أو أعمى عن الحجة لا يهتدي إليها.
وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ : وَاللهِ هُمُ النُّصَّابُ ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَأَيْتَهُمْ دَهْرَهُمُ الْأَطْوَلَ فِي كِفَايَةٍ حَتَّى مَاتُوا! قَالَ : ذَلِكَ وَاللهِ فِي الرَّجْعَةِ يَأْكُلُونَ الْعَذِرَةَ ».
هذا وقد تقدم في ( عيش ) مزيد بحث في الآية.
وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِ ضَنْكٍ مَخْرَجاً » أي من كل ضيق.
باب ما أوله العين
( عتك )
فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله « أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ قُرَيْشٍ » العَوَاتِكُ جمع عَاتِكَة من أسماء النساء.
وأصل العَاتِكَة : المتضمّخة بالطيب والعَوَاتِكُ : ثلاث نسوة كن من أمهات النبي صلى الله عليه واله : إحداهن ( عَاتِكَةُ ) بنت هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم عبد مناف.
والثانية ( عَاتِكَةُ ) بنت مرة بن هلال أم هاشم بن عبد مناف.
والثالثة ( عَاتِكَةُ ) بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج ، وهي أم وهب أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وآله.
فالأولى من العَوَاتِكِ : عمة الثانية.
والثانية : عمة الثالثة.
كذا قرره بعض شراح الحديث.
وَفِي الْخَبَرِ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله ـ « أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ » يعني جداته.
قال في الصحاح : وهي تسع عَوَاتِكَ وذكر الثلاث التي تقدم ذكرهن.