فَيَتَسَاوَمُونَ (١) بِهَا (٢) ، ثُمَّ يَشْتَرِي (٣) رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَيَتَسَاءَلُونَهُ (٤) ، فَيُعْطِيهِمْ مَا يُرِيدُونَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَيَكُونُ صَاحِبُ الطَّعَامِ هُوَ الَّذِي يَدْفَعُهُ إِلَيْهِمْ ، وَيَقْبِضُ الثَّمَنَ؟
قَالَ : « لَا بَأْسَ ، مَا أَرَاهُمْ إِلاَّ وَقَدْ (٥) شَرِكُوهُ (٦) ».
فَقُلْتُ (٧) : إِنَّ صَاحِبَ الطَّعَامِ يَدْعُو كَيَّالاً ، فَيَكِيلُهُ لَنَا ، وَلَنَا أُجَرَاءُ (٨) ، فَيُعَيِّرُونَهُ (٩) ، فَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟
قَالَ : « لَا بَأْسَ (١٠) مَا لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ كَثِيرٌ غَلَطٌ (١١) ». (١٢)
__________________
(١) في « بف » : « فيتسامون ». وفي الفقيه : « فيساومون ». وفي التهذيب : « فيستلمونها ». والتساوم بين اثنين : أنيعرض البائع السلعة بثمن ويطلبها صاحبه بثمن دون الأوّل. والمساومة : المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٩٧ ( سوم ).
(٢) في الفقيه : « منه ». وفي التهذيب : ـ « بها ».
(٣) في « ط ، بخ ، بف » والتهذيب : « يشتريها ». وفي الوسائل ، ح ٢٣١٥٩ والفقيه : « يشتريه ».
(٤) في « بس ، بف ، جت » والوافي والوسائل ، ح ٢٣١٥٩ والفقيه والتهذيب : « فيسألونه ». وفي « ى » : « فيسألون ».
(٥) في « بف » : « قد » بدون الواو.
(٦) في الفقيه : « وقد شاركوه ». وفي الوافي : « وقد شركوه ، كأنّ المجوّز الشركة ». وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : إلاّوقد شركوه ، لعلّه محمول على التشبيه بالشركة ، وإلاّ فالمسألة المسؤول عنها أنّ صاحب الطعام باع ما في السفينة لرجل واحد منهم ، ثمّ باع ذلك الرجل لكلّ واحد ممّن معه ما أراد ، ولم يكونوا هم شركاء الرجل الأوّل في البيع الأوّل إلاّ أنّهم مثل الشركاء. وعلى كلّ حال يجوز بيع المشتري الأوّل لرفقائه قبل أن يكيل لنفسه من الصاحب الأصلي ».
(٧) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « قلت ».
(٨) في التهذيب : « آخر ».
(٩) في حاشية « بح ، جت » والفقيه : « فيعتبرونه ». يقال : عيّر الدينار : وازن به آخر. وعيّر الدنانير : امتحنها لمعرفة أوزانها ، ووزن واحداً واحداً. وهذا ممّا خالفت العامّة فيه لغة العرب ؛ فإنّ أئمّة اللغة قالوا : إنّ الصواب : « عاير » بدل « عيّر » ، ولايقال : عيّرت ، إلاّمن العار ، فلا تقول : عيّرت الميزانين ، إنّما تقول : عيّرته بذنبه. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٦٢٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٣٩ ( عير ).
(١٠) في « ط » : ـ « ما أراهم إلاّوقد شركوه » إلى هنا.
(١١) في المرآة : « وحاصل الخبر أنّهم دخلوا جميعاً السفينة وطلبوا من صاحب الطعام البيع ، وتكلّموا في القيمة ، ثمّ يشتريها رجل منهم أصالة ووكالة ، أو يشتري جميعها لنفسه. وعبارات الخبر بعضها تدلّ على الوكالة ،