قائمة الکتاب
سورة الصف
سورة الجمعة
سورة المنافقون
فصل في تعلق هذه السورة بالتي قبلها
سورة التغابن
سورة الطلاق
سورة التحريم
سورة الملك
سورة القلم
سورة الحاقة
سورة المعارج
سورة نوح
سورة الجن
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة القيامة
فصل في معنى الآية : «ولو ألقى معاذيره»
٥٥٧
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
قوله : (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ). هذه الجملة حالية ، وقد تقدم نظيرها مرارا.
والمعاذير : جمع معذرة على غير قياس ك «ملاقيح ومذاكير» جمع لقحة وذكر. وللنحويين في مثل هذا قولان :
أحدهما : أنه جمع لملفوظ به وهو لقحة وذكر.
والثاني : أنه جمع لغير ملفوظ به بل لمقدّر ، أي ملقحة ومذكار.
وقال الزمخشري : «فإن قلت : أليس قياس «المعذرة» أن تجمع على معاذر لا معاذير؟.
قلت : «المعاذير» ليست جمع «معذرة» بل اسم جمع لها ، ونحوه : «المناكير» في المنكر».
قال أبو حيان (١) : «وليس هذا البناء من أبنية أسماء الجموع ، وإنما هو من أبنية جموع التكسير» انتهى.
وقيل : «معاذير» جمع معذار ، وهو السّتر ، والمعنى : ولو أرخى ستوره ، والمعاذير : الستور بلغة «اليمن» (٢) ، قاله الضحاك والسديّ ؛ وأنشد : [الطويل]
٤٩٩٣ ـ ولكنّها ضنّت بمنزل ساعة |
|
علينا وأطّت فوقها بالمعاذر (٣) |
قال الزجاج : المعاذير : الستور ، والواحد : معذار. أي وإن أرخى ستوره يريد أن يخفي عمله فنفسه شاهدة عليه ، وقد حذف الياء من «المعاذر» ضرورة.
وقال الزمخشري : «فإن صح ـ يعني أن المعاذير : الستور ـ فلأنه يمنع رؤية المحتجب كما تمنع المعذرة عقوبة المذنب». وهذا القول منه يحتمل أن يكون بيانا للمعنى الجامع بين كون المعاذير : الستور والاعتذارات ، وأن يكون بيانا للعلاقة المسوّغة في التجويز.
فصل في معنى الآية
قال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن زيد وأبو العالية وعطاء والفراء والسديّ: المعنى : ولو اعتذر وقال : لم أفعل شيئا لكان عليه من نفسه من يشهد عليه من جوارحه ، فهو وإن اعتذر وجادل عن نفسه فعليه شاهد يكذّب عذره (٤).
__________________
(١) ينظر البحر المحيط ٨ / ٣٨٦.
(٢) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦٧) وعزاه إلى ابن المنذر.
(٣) ينظر : القرطبي ١٩ / ٦٦ ، والبحر ٨ / ٣٧٨ ، والدر المصون ٦ / ٤٢٩.
(٤) ينظر : تفسير القرطبي (١٦ / ٦٦).