قائمة الکتاب
سورة الصف
سورة الجمعة
سورة المنافقون
فصل في تعلق هذه السورة بالتي قبلها
سورة التغابن
سورة الطلاق
فصل في الإشهاد على الرجعية
١٥٥سورة التحريم
سورة الملك
سورة القلم
سورة الحاقة
سورة المعارج
فصل في المراد بالشر والخير في الآية : «إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا»
٣٦٩سورة نوح
سورة الجن
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة القيامة
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
فلا شك أنّها تحدث بخلق الله ـ تعالى ـ لأنّ من خلقت نفسه على تلك الحالة لا يمكنه إزالة تلك الحالة من نفسه ، بل الأفعال الظّاهرة من القول والفعل يمكنه تركها والإقدام عليها فهي أمور اختيارية.
وأما الحالة النفسانية التي هي الهلع في الحقيقة ، فهي مخلوقة على سبيل الاضطرار.
فصل في المراد بالشر والخير في الآية
قوله : (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً).
قيل : المراد بالخير والشر : الغنى والفقر ، أو الصحة والمرض ، والمعنى : أنّه إذا صار فقيرا أو مريضا أخذ في الجزع والشكاية ، وإذا صار غنيا ، أو صحيحا أخذ في منع المعروف ، وشحّ بماله.
فإن قيل : حاصل هذا الكلام أنّه نفور عن المضار لطلب الراحة ، وهذا هو اللائق بالعقل ، فلم ذمّه الله عليه.
فالجواب : إنّما ذمّه الله عليه لقصور نظره على الأمور العاجلة ، والواجب عليه أن يكون شاكرا راضيا في كل حال.
قوله : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ).
قال النخعيّ : المراد ب «المصلين» : الذين يؤدون الصلاة المكتوبة (١).
وقال ابن مسعود : هم الذين يصلونها لوقتها ، فأمّا تركها فكفر (٢).
وقيل : هم الصحابة وقيل : هم المؤمنون عامّة.
قوله : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) ، أي : على مواقيتها.
وقال عقبة بن عامر : الذين إذا صلّوا لم يلتفتوا يمينا ولا شمالا (٣).
و «الدائم» الساكن ، ومنه : «نهى عن البول في الماء الدائم» ، أي : الساكن.
وقال ابن جريج والحسن : هم الذين يكثرون فعل التّطوع منها (٤).
فإن قيل : كيف قال : (عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) وقال في موضع آخر : (عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) [المؤمنون : ٩].
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٢٣٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤٢٠) وعزاه إلى عبد بن حميد.
(٢) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٤٠) وعزاه إلى ابن أبي شيبة.
(٣) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ١٨٨).
(٤) ينظر المصدر السابق.