قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]

200/599
*

وعن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) : علي بن أبي طالب (١).

وقيل : خيار المؤمنين ، و «صالح» : اسم جنس ، كقوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر : ١ ، ٢]. قاله الطبريّ.

وقال العلاء بن زياد ، وقتادة ، وسفيان : هم الأنبياء (٢).

وقال ابن زيد : هم الملائكة (٣).

وقال السديّ : هم أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

وقيل : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ليس لفظ الواحد ، وإنما هم «صالحو المؤمنين» فأضاف الصالحين إلى المؤمنين ، وسيأتي له مزيد بيان إن شاء الله تعالى.

فصل في هذا التظاهر

قيل : كان التّظاهر منهما في التحكيم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النفقة ، ولهذا آلى منهن شهرا واعتزلهن.

وروى مسلم عن جابر بن عبد الله قال : دخل أبو بكر يستأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجد النّاس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال : فأذن لأبي بكر فدخل ، ثمّ أقبل عمر ، فاستأذن ، فأذن له ، فوجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا حوله نساؤه ، واجما ساكتا ، قال : فلأقولن شيئا أضحك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت بنت خارجة تسألني النفقة ، فقمت إليها ، فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «هنّ حولي كما ترى يسألنني النّفقة» فقام أبو بكر إلى عائشة رضي الله عنها يجأ عنقها ، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، كلاهما يقول : تسألن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما ليس عنده ، فقلن : والله لا نسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا أبدا ليس عنده ، ثم اعتزلهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهرا ، أو تسعا وعشرين ، ثم نزلت عليه : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ) حتى بلغ (لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب : ٢٩] الحديث (٥).

__________________

(١) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٧٤) وعزاه إلى ابن مردويه عن أسماء بنت عميس وذكره أيضا عن ابن عباس وعزاه إلى ابن مردويه وابن عساكر.

(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ١٥٤) عن قتادة وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٧٤) عن قتادة وعزاه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.

وذكره أيضا عن العلاء بن زياد وعزاه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر.

(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ١٥٤) عن ابن زيد.

(٤) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ١٢٤).

(٥) أخرجه مسلم (٢ / ١١٠٤) كتاب الطلاق ، باب : أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا (٢٩ / ١٤٧٨) من طريق أبي الزبير عن جابر.