عن إسماعيل بن همّام (١) قال : قال الرّضا ـ عليه السّلام ـ في قول الله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : إذا كان يوم القيامة قال الله : أليس عدل من ربّكم أن تولّوا كلّ قوم من تولّوا؟
قالوا : بلى.
قال : فيقول : تميّزوا. فيتميّزون.
عن محمّد بن حمران (٢) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعض (٣) بعضا ، فاتّقوا الله وأطيعوا ، فإنّ الله يقول : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ).
وفي مجمع البيان (٤) : وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : ألا تحمدون (٥) الله ، إذا كان يوم القيامة فدعي كلّ قوم إلى من يتولّونه (٦) ، وفزعنا (٧) إلى رسول الله وفزعتم إلينا ، فإلى أين (٨) ترون (٩) يذهب بكم؟
إلى الجنّة ، وربّ الكعبة! قالها ثلاثا.
(فَمَنْ أُوتِيَ) : من المدعوّين.
(كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) ، أي : كتاب عمله.
(فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ) : ابتهاجا وتبجّحا بما يرون فيه.
(وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (٧١) : ولا ينقصون من أجورهم أدنى (١٠) شيء.
في تفسير عليّ بن إبراهيم (١١) : أنّ «الفتيل» الجلدة الّتي في ظهر النّواة.
وجمع اسم الإشارة والضّمير ، لأنّ «من أوتي» في معنى الجمع.
وتعليق القراءة بإيتاء الكتاب باليمين يدلّ على أنّ من أوتي كتابه بشماله ، إذا
__________________
(١) نفس المصدر / ٣٠٤.
(٢) نفس المصدر / ٣٠٥.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : بعضنا.
(٤) المجمع ٣ / ٤٣٠.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : ألا تمجّدون.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : يتولّون.
(٧) المصدر : دعانا.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : «قال : أم» بدل «إلى أين».
(٩) أ ، ب : تريدون.
(١٠) كذا في أنوار التنزيل ١ / ٥٩٣. وفي النسخ :أوفى.
(١١) تفسير القمّي ٢ / ٢٣.
اطّلع على ما فيه ، غشيهم من الخجل والحيرة ما يحبس ألسنتهم عن القراءة ، ولذلك لم يذركهم (١) ، مع أنّ قوله : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) ـ أيضا ـ مشعر بذلك ، فإنّ الأعمى لا يقرأ الكتاب. والمعنى : ومن كان في هذه الدّنيا أعمى (٢) القلب لا يبصر رشده ، كان في الآخرة أعمى لا يرى طريق النّجاة.
(وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٧٢) : منه في الدّنيا ، لزوال الاستعداد وفقدان الآلة والمهلة.
وقيل (٣) : لأنّ الاهتداء بعد لا ينفعه ، والأعمى مستعار من فاقد الحاسّة.
وقيل (٤) : الثّاني للتّفضيل من عمي بقلبه ، كالأجهل والأبله (٥) ، ولذلك لم يمله أبو عمرو ويعقوب ، فإنّ أفعل التّفضيل تمامه «بمن» فكانت ألفه في حكم المتوسّطة ، كما في «أعمالكم» بخلاف النّعت فإن ألفه واقعة في الطّرف لفظا وحكما ، فكانت معرّضة للإمالة من حيث إنّها تصير ياء في التّثنية ، وقد أمالها حمزة والكسائي وأبو بكر ، وقرأ ورش ، بين بين ، فيهما.
وفي أصول الكافي (٦) : عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، عن آدم بن إسحاق ، عن عبد الرزّاق بن مهران ، عن الحسين بن ميمون ، عن محمّد بن سالم ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : وليست [تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما] (٧) تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب ، فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه ، [قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ]) (٨) (فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً).
وفي عيون الأخبار (٩) ، في باب مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ مع أهل الأديان والمقالات في التّوحيد كلام للرّضا ـ عليه السّلام ـ مع عمران ، وفيه : وإيّاك وقول الجهّال من أهل العمى والضّلال ، الّذين يزعمون أنّ الله ـ جلّ وتقدّس ـ موجود في الآخرة
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : لم يذكر.
(٢) كذا في أنوار التنزيل ١ / ٥٩٣. وفي النسخ : عمى.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) يعني : أنّ العمى وإن كان من العيوب لا يبنى منه أفعل التّفضيل ، لكنّه إذا كان بمعنى فقد الحاسّة أمّا إذا كان المراد عمى القلب ، يكون كالجهل فيبنى منه أفعل التّفضيل.
(٦) الكافي ٢ / ٣٢ ، ح ١.
(٧ و ٨) من المصدر.
(٩) العيون ١ / ١٧٥.
للحساب والثّواب والعقاب ، وليس بموجود في الدّنيا للطّاعة والرّجاء. ولو كان في الوجود لله ـ عزّ وجلّ ـ نقض واهتضام ، لم يوجد في الآخرة أبدا ، ولكنّ القوم تاهوا وعموا (١) عن الحقّ من حيث لا يعلمون ، ذلك قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ، يعني : أعمى عن الحقائق الموجودة.
وفي كتاب الخصال (٢) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، وفيه يقول : أشدّ العمى من عمي عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منّا ، إلّا [أنّا] (٣) دعونا إلى الحقّ ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدّنيا ، فأتاهما ونصب البراءة منّا والعداوة.
أبي (٤) ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلا بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) قال : من لم يدلّه خلق السّماوات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار ودوران الفلك والشّمس والقمر والآيات العجيبات على أنّ وراء ذلك أمرا أعظم منه (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً).
وفي الكافي (٥) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً).
قال : ذلك يسوّف نفسه الحجّ ، يعني : حجّة الإسلام ، حتّى يأتيه الموت.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : حدّثني أبي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ ، عن أبي الطّفيل ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : جاء رجل إلى عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ فقال له : إنّ ابن عبّاس يزعم أنّه يعلم كلّ آية نزلت في القرآن ، في أيّ يوم نزلت وفيمن نزلت.
__________________
(١) في المصدر زيادة : وصمّوا.
(٢) الخصال / ٦٣٣.
(٣) من المصدر.
(٤) التوحيد / ٤٥٥ ، ح ٦.
(٥) الكافي ٤ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، ح ٢.
(٦) تفسير القمّي ٢ / ٢٣.
فقال أبي ـ عليه السّلام ـ : [سله] (١) فيمن نزلت : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً). وفيمن نزلت (٢) : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ). وفيمن نزلت (٣) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا).
فأتاه الرّجل فسأله ، فقال : وددت أنّ الّذي أمرك بهذا واجهني به ، فأسأله عن العرش ممّ (٤) خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟
فانصرف الرّجل إلى أبي (٥) ، فقال أبي ـ عليه السّلام ـ : فهل أجابك بالآيات؟
قال : لا.
قال أبي : لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير مدّع ولا منتحل (٦). أمّا قوله : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ففيه نزل (٧) وفي أبيه ، وأمّا قوله : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) ففي أبيه نزلت ، وأمّا قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا) ففي أبيه نزلت وفينا ، ولم يكن الرّباط الّذي أمرنا به ، وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط (٨).
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وقال أبو عبد الله (٩) ـ عليه السّلام ـ أيضا ـ : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) قال : نزلت فيمن يسوّف الحجّ حتّى مات ولم يحجّ (١٠) ، فعمي عن فريضة من فرائض الله.
وفيه (١١) خطبة له ـ صلّى الله عليه وآله ـ وفيها : وأعمى العمى عمى (١٢) الضّلالة بعد
__________________
(١) من المصدر.
(٢) هود / ٣٤.
(٣) آل عمران / ٢٠٠.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : ممّن.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : أبي عبد الله ـ عليه السّلام.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : ونور وغير المدّعى ولا المنتحل و.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : نزلت.
(٨) قيل : يحتمل أن يكون المراد من قوله ـ عليه السّلام ـ : «ففي أبيه نزل ... الخ» : أنّهم مأمورون برباطنا وصلتنا ، وقد تركوا ولم يأتمروا ، وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم ـ عليه السّلام ـ فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط ، بالفتح ، أعني : القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ ومن نسله المرابط ، بالكسر. ويحتمل على هذا ـ أيضا ـ الكسر فيهما والفتح ، فتأمّل.
(٩) نفس المصدر / ٢٤.
(١٠) في المصدر زيادة : فهو أعمى.
(١١) نفس المصدر ١ / ٢٩١. (١٢) ليس في المصدر.
الهدى ، وشرّ العمى عمى القلب.
وفي كتاب ثواب الأعمال (١) ، رفعه إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ قال : يحشر المرجئة عميانا [وإمامهم أعمى. فيقول بعض من يراهم من غير أمّتنا : ما نرى أمّة محمّد إلّا. عميانا] (٢) فيقال لهم (٣) : ليسوا من أمّة محمّد إنّهم بدلّوا فبدّل (٤) بهم ، وغيّروا فغيّر ما بهم.
وفيه (٥) بإسناده إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : ومن قرأ القرآن ولم يعمل به ، حشره الله ـ عزّ وجلّ ـ يوم القيامة أعمى فيقول : (رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ، قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) (٦) فيؤمر به إلى النّار.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) قيل (٧) : نزلت في ثقيف ، قالوا : لا ندخل في أمرك حتّى تعطينا خصالا نفتخر بها على العرب ، لا نعشر ولا نحشر ولا نجبى (٨) في صلاتنا (٩) ، وكلّ ربا لنا فهو لنا ، وكلّ ربا علينا فهو موضوع عنّا وأن تمتّعنا باللّات ، سنة وأن تحرم وادينا (١٠) ، كما حرمت مكّة ، فإن قالت العرب : لم فعلت ذلك؟ فقل : إن الله أمرني.
وقيل (١١) : في قريش ، قالوا : لا نمكّنك من استلام الحجر حتّى تلمّ بآلهتنا وتمسّها بيدك.
و «إن» هي المخفّفة و «اللّام» هي الفارقة ، والمعنى : إنّ الشّأن قاربوا بمبالغتهم أن يوقعوك في الفتنة بالاستنزال (١٢).
__________________
(١) ثواب الأعمال / ٢٤٨ ، ح ٧.
(٢) من المصدر.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : فأقول لهم.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : فبدّلهم.
(٥) نفس المصدر / ٣٣٧.
(٦) طه / ١٢٥ ـ ١٢٦.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٥٩٣.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : ننجي.
(٩) قوله : «لا نعشر ولا نحشر ولا نجبي في صلاتنا» الأوّل معناه : لا يؤخذ عشر أموالنا ، والثاني معناه : لا نبعث إلى المغازي ولا يضرب علينا البعوث ، والثّالث التّجبية ، وهو أن يضع يديه على ركبتيه.
(١٠) كذا في المصدر. وفي النسخ : وأن تحرموا دينا.
(١١) نفس المصدر والموضع.
(١٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : بالاشراك.
(عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) : من الأحكام.
(لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) : غير ما أوحينا إليك.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : قال : يعني : في (٢) أمير المؤمنين.
(وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (٧٣) : ولو اتّبعت مرادهم لاتّخذوك بافتتانك وليّا لهم بريئا (٣) من ولايتي.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : يعني : لاتّخذوك صديقا لو أقمت غيره.
(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ) : ولو لا تثبيتنا إيّاك.
(لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) (٧٤) : لقاربت إلى أن تميل إلى اتّباع مرادهم.
والمعنى : أنّك كنت على صدد الرّكون (٥) إليهم لقوّة خدعهم وشدّة احتيالهم ، لكن أدركتك عصمتنا فمنعت أن تقرب من الركون فضلا عن أن تركن إليهم (٦). وهو صريح في أنّه ما همّ بإجابتهم مع قوّة الدّاعي إليها ، ودليل على أنّ العصمة بتوفيق الله ـ تعالى ـ وحفظه.
وفي عيون الأخبار (٧) ، في باب ذكر مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث ، يقول فيه المأمون للرّضا ـ عليه السّلام ـ : فأخبرني عن قول الله (٨) ـ عزّ وجلّ ـ : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ).
قال الرّضا ـ عليه السّلام ـ : هذا ممّا نزل بإيّاك (٩) أعني واسمعي ، يا جارة (١٠) ، خاطب الله ـ تعالى ـ بذلك نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأراد به أمّته ، وكذلك قوله (١١)
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ / ٢٤.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) كذا في أنوار التنزيل / ٥٩٣. وفي النسخ : بريئا عنّي و.
(٤) تفسير القمّي ٢ / ٢٤.
(٥) كذا في أنوار التنزيل ١ / ٥٩٣. وفي النسخ : الركن.
(٦) كذا في نفس المصدر. وفي النسخ : أن تقرب من الركن فضلا من أن تركن إليه.
(٧) العيون ١ / ٢٠٢.
(٨) التوبة / ٤٣.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : وإيّاك ...
(١٠) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره. وقيل : إنّ أوّل من قال ذلك سهل بن مالك الفزاريّ ، وقصّته مذكورة في كتاب مجمع الأمثال ١ / ٥٠.
(١١) الزمر / ٦٥.
ـ عزّ وجلّ ـ : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ). وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً).
قال : صدقت ، يا ابن رسول الله.
وفي أصول الكافي (١) : محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : نزل القرآن بإيّاك أعني واسمعي ، يا جارة.
وفي رواية أخرى (٢) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : معناه : ما عتب (٣) الله ـ عزّ وجلّ ـ به على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ فهو يعني به : ما قد قضى في القرآن ، مثل قوله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) عنى بذلك : غيره.
وفي كتاب الاحتجاج (٤) للطّبرسي ـ رحمه الله ـ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ مجيبا لبعض الزّنادقة ـ وقد قال : ثمّ خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الإزراء عليه وإنقاص محلّه (٥) ، وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء ، مثل قوله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) ـ : والّذي بدا في الكتاب (٦) من الإزراء على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ من فرية (٧) الملحدين.
وفي تفسير العيّاشي (٨) : عن أبي يعقوب ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن قول الله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً).
قال : لمّا كان يوم الفتح أخرج رسول الله (ص) أصناما من المسجد ، وكان منها صنم على المروة ، وطلبت إليه قريش أن يتركه ، وكان مستحيا (٩) فهمّ بتركه ، ثمّ أمر بكسره ، فنزلت هذه الآية.
__________________
(١) الكافي ٢ / ٦٣٠ ـ ٦٣١ ، ح ١٤.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) المصدر : ما عاتب.
(٤) يوجد قول الزنديق في الاحتجاج ١ / ٢٤٦. وامّا جوابه ـ عليه السّلام ـ ففي ص ٢٥٧ نقله على معناه.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : من الازوراء وانخفاض محلّه.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : والّذي بدأ الكتاب.
(٧) المصدر : فرقة.
(٨) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٦.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : مسخا.
عن ابن أبي عمير (١) ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ما عاتب الله نبيّه فهو يعني به : من قد مضى (٢) في القرآن ، مثل قوله : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) عنى بذلك : غيره.
وفي شرح الآيات الباهرة (٣) : روى محمّد بن العبّاس ـ رحمه الله ، عن أحمد بن القاسم قال : حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري (٤) ، عن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن الفضيل (٥) ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) في عليّ ـ عليه السّلام ـ.
وقال ـ أيضا ـ (٦) : حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، عن عيسى بن داود النّجّار ، عن أبي الحسن ، موسى بن جعفر ، عن أبيه ـ صلوات الله عليه ـ قال : وليمسك عنه بعض الإمساك (٧) حتّى أن بعض نسائه ألححن (٨) عليه في ذلك فكاد يركن إليهم بعض الرّكون ، فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) في عليّ (لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ، وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً). فمعنى ذلك : ولولا أن ثبّتنا فؤادك (٩) على الحقّ بالنّبوّة والعصمة (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ) [ركونا قليلا ، أي : لقد قاربت أن تسكن إليهم بعض السّكون وتميل إليهم بعض الميل والمعنى : (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ)] (١٠) ولكن ما ركنت لأجل ما ثبّتناك بالعصمة فلا [بأس] (١١) عليك في ذلك ، لأنّك لم تفعله بيد ولا لسان.
وقد صحّ عنه ـ صلوات الله عليه ـ أنّه قال : وضع عن أمّتي ما حدّثت (١٢) به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلّم (١٣).
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٠ ، ح ٥.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : قضى.
(٣) تأويل الآيات الباهرة ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : السائري.
(٥) المصدر : ابن الفضيل.
(٦) نفس المصدر والموضع.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : وليمسك عن بعض فضائله.
(٨) المصدر : ألحّ.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : أن ثبتّناك.
(١٠) ليس في ب.
(١١) من المصدر.
(١٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : حدّث.
(١٣) كذا في المصدر. وفي ر : بتكلّم. وفي غيرها : يتكلّم.
قال ابن عبّاس (١) : رسول الله معصوم ، ولكن هذا تخويف لأمّته لئلّا يركن أحد من المؤمنين إلى أحد من المشركين.
فعليه وعلى أهل بيته المعصومين صلاة باقية دائمة إلى يوم الدين (٢).
(إِذاً لَأَذَقْناكَ) ، أي : لو قاربت لأذقناك.
(ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) ، أي : عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة ، ضعف ما يعذب به في الدّارين بمثل هذا الفعل غيرك ، لأنّ خطأ الخطير أخطر.
قيل (٣) : وكان أصل الكلام : عذابا ضعفا في الحياة وعذابا ضعفا في الممات ، يعني : مضاعفا ، ثمّ حذف الموصوف وأقيمت الصّفة مقامه ، ثمّ أضيفت (٤) ، كما يضاف موصوفها.
وقيل (٥) : الضّعف من أسماء العذاب.
وقيل (٦) : المراد بضعف الحياة : عذاب الآخرة ، وبضعف الممات : عذاب القبر.
(ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) (٧٥) : يدفع العذاب عنك.
وفي تفسير العيّاشي (٧) : عن عبد الله بن عثمان البجلّي ، عن رجل : أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلّموا في عليّ ، وكان من النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أن يلين (٨) لهما في بعض القول ، فأنزل الله : (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ، إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ) مثل عليّ وليّا (٩).
وفي مجمع البيان (١٠) : (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) قيل (١١) : لما نزلت هذه الآية ، قال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : الّلهمّ ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين [أبدا] (١٢) ... عن قتادة.
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : الّذي.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٥٩٣.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : أضيف.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) نفس المصدر / ٥٩٣ ـ ٥٩٤.
(٧) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٦.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : لين.
(٩) المصدر : ... ثمّ لا تجد لك علينا نصيرا» ثمّ لا تجد بعدك مثل عليّ وليّا.
(١٠) المجمع ٣ / ٤٣٢.
(١١) المصدر : وقال : إنّه.
(١٢) من المصدر.
(وَإِنْ كادُوا) : وإن كاد أهل مكّة.
(لَيَسْتَفِزُّونَكَ) : ليزعجونك بمعاداتهم.
(مِنَ الْأَرْضِ) : أرض مكّة.
(لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ) : ولا يبقون بعدك.
(إِلَّا قَلِيلاً) (٧٦) : إلّا زمانا قليلا ، وقد كان كذلك فإنّهم اهلكوا ببدر بعد هجرته.
وقيل (١) : الآية نزلت في اليهود ، حسدوا مقام النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقالوا : الشّام مقام الأنبياء ، فإن كنت نبيّا فالحق بها حتّى نؤمن بك. فوقع ذلك في قلبه فخرج مرحلة ، فنزلت فرجع ، ثمّ قتل منهم بنو قريظة واجلي بنو النّضير بقليل.
وقرئ (٢) : «لا يلبثوا» منصوبا «بإذا» على أنّه معطوف على جملة قوله : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ) (٣) لا على خبر «كاد» ، فإنّ «إذا» لا تعمل إذا كان معتمدا ما بعدها على ما قبلها.
وقرأ (٤) ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وحفص : «خلافك» وهو لغة فيه ، قال الشّاعر :
عفت الدّيار خلافهم فكأنّما |
|
بسط الشّواطب بينهنّ حصيرا |
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : حتّى قتلوا ببدر.
(سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) : نصب على المصدر ، أي : سنّ الله ذلك سنّة ، وهو أن يهلك كلّ أمّة أخرجوا رسولهم (٦) من بين أظهرهم.
فالسّنّة لله ، وإضافتها إلى الرّسل لأنّها من أجلهم ، ويدل عليهم : (وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧) ، أي : تغييرا.
وفي تفسير العيّاشي (٧) : عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ قال : إنّ
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٥٩٤.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) ليس في ب.
(٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) تفسير القمّي ٢ / ٢٤.
(٦) كذا في أنوار التنزيل ١ / ٥٩٤. وفي النسخ : رسلهم.
(٧) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٦.
الله قضى الاختلاف على خلقه وكان أمرا قد قضاه في حكمته (١) ، كما قضى على الأمم من قبلكم ، وهي السّنن والأمثال تجري (٢) على النّاس فجرت علينا ، كما جرت على الّذين من قبلنا ، وقول الله [حقّ ، قال الله ـ] (٣) تبارك وتعالى ـ لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) [وقال (٤) : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) وقال (٥) :] (٦) (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).
وقال : لا تبديل لقول الله ، وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر (٧) ، ثمّ مرّوا على قوم يعبدون أصناما (قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (٨) فاستخلف موسى هارون ، فنصبوا عجلا جسدا له خوار (فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى) (٩) وتركوا هارون ، فقال : (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ، قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) (١٠).
فضرب لكم أمثالهم ، وبيّن لكم كيف صنع بهم.
وقال : إنّ نبيّ الله لم يقبض حتّى أعلم النّاس أمر عليّ ـ عليه السّلام ـ فقال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه (١١). وقال : إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى غير (١٢) أنّه لا نبيّ بعدي. وكان صاحب راية رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في المواطن كلّها ، وكان معه في المسجد يدخله (١٣) على كلّ حال ، وكان أوّل النّاس إيمانا به (١٤).
فلمّا قبض نبيّ الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان الّذي كان ، لما قضي (١٥) من الاختلاف ، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعد.
__________________
(١) المصدر : علمه.
(٢) المصدر : يجري.
(٣) ليس في ب.
(٤) فاطر / ٤٣.
(٥) يونس / ١٠٢.
(٦) من المصدر.
(٧) المصدر : النّذر.
(٨) الأعراف / ١٣٤.
(٩) طه / ٨٨.
(١٠) طه / ٩٠ ـ ٩١.
(١١) المصدر : فعليّ مولاه.
(١٢) أ ، ب : إلّا. (١٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : يدخل.
(١٤) ليس في المصدر. (١٥) المصدر : قد قضى.
فلمّا رأى ذلك عليّ ـ عليه السّلام ـ ورأى النّاس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتن (١) النّاس ، ففرغ (٢) إلى كتاب الله وأخذ بجمعه (٣) في مصحف ، فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع.
فقال [عليّ] (٤) : لا أخرج حتّى أجمع القرآن.
فأرسل إليه مرّة أخرى ، فقال : لا أخرج حتّى أفرغ.
فأرسل إليه الثّالثة ابن عمّ له يقال له : قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ تحول بينه وبين عليّ ـ عليه السّلام ـ فضربها ، فانطلق قنفذ (٥) قبله وليس معه عليّ ـ عليه السّلام ـ. فخشي أن يجمع عليّ ـ عليه السّلام ـ النّاس (٦) فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ، ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على عليّ بيته [وعلى] (٧) فاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم ـ. فلمّا رأى عليّ (ع) ذلك (٨) خرج ، فبايع كارها غير طائع.
عن أبي العبّاس (٩) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) قال : هي سنّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ ومن (١٠) كان قبله من الرّسل ، وهو الإسلام.
(أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) : لزوالها ، ويدلّ عليه قوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أتاني جبرئيل لدلوك الشّمس حين زالت ، فصلى بي الظّهر.
وقيل (١١) : لغروبها ، وأصل التّركيب للانتقال.
وقيل (١٢) : ومنه الدلك (١٣) ، فإنّ الدّالك لا تستقرّ يده ، وكذا [كلّ] (١٤) ما تركّب من الدّال والّلام ، كدلج ، ودلح ، ودلع ، ودلف ، ودله (١٥).
__________________
(١) المصدر : يفتتن.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : ففزع.
(٣) ر : يجمعه.
(٤) من المصدر.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : قبله.
(٦) ليس في أ.
(٧) ليس في المصدر.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : فلّما رأى ذلك عليّ.
(٩) نفس المصدر / ٣٠٨.
(١٠) ليس في أ.
(١١ و ١٢) أنوار التنزيل ١ / ٥٩٤.
(١٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : من الدلك.
(١٤) من المصدر.
(١٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : دل.
وقيل (١) : «الدّلوك» من الدّلك ، لأنّ النّاظر إليها يدلك عينيه لدفع شعاعها.
و «الّلام» للتّأقيت ، مثلها في : لثلاث خلون.
(إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) : إلى ظلمته ، وهو وقت صلاة (٢) عشاء الآخرة.
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) : وصلاة الصّبح ، سمّيت قرآنا لأنّه ركنها ، كما سمّيت : ركوعا وسجودا.
(إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) (٧٨) : يشهده ملائكة اللّيل وملائكة النّهار. أو شواهد القدرة من تبدّل الظّلمة بالضّياء والنّوم ، الّذي هو أخو الموت بالانتباه. أو كثير من المصلّين. أو من حقّه أن يشهده الجمّ الغفير.
قيل (٣) : الآية جامعة للصّلوات (٤) الخمس إن فسّر الدلوك بالزّوال ، ولصلوات اللّيل وحدها إن فسّر بالغروب.
وقيل (٥) : المراد بالصّلاة : صلاة المغرب. وقوله : (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ [إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ)] (٦) بيان لمبدإ الوقت ومنتهاه ، واستدلّ (٧) به على أنّ الوقت يمتدّ إلى غروب الشّفق.
وفي تهذيب الأحكام (٨) : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عمّا فرض الله من الصّلاة.
فقال : خمس صلوات في اللّيل والنّهار.
فقلت : هل سمّا هنّ الله وبيّنهنّ في كتابه؟
فقال : نعم ، قال الله ـ عزّ وجلّ ـ لنبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) و «دلوكها» زوالها ، ففي ما بين دلوك الشّمس إلى غسق اللّيل أربع صلوات سمّاهنّ الله وبيّنهنّ ووقّتهنّ. و (غَسَقِ اللَّيْلِ) انتصافه ، ثمّ قال : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) فهذه الخامسة.
وفي من لا يحضره الفقيه (٩) : وروى بكر بن محمّد ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : وأوّل وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة ، وآخر وقتها إلى (غَسَقِ اللَّيْلِ) ، يعني :
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) ليس في أ ، ب.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) كذا في المصدر. وفي ب : لصلاة. وفي غيرها : للصّلاة.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) من المصدر.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : يستدلّ.
(٨) التهذيب ٢ / ٢٤١ ، صدر ح ٩٥٤.
(٩) الفقيه ١ / ١٤١ ، ح ٦٥٧.
نصف اللّيل.
وفي الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن يزيد بن خليفة قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت.
فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إذا لا يكذب علينا.
قلت : ذكر أنّك قلت : أوّل صلاة افترضها الله على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ الظّهر ، وهو قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ [إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ)] (٢) ، فإذا زالت الشّمس لم يمنعك إلّا سبحتك ، ثمّ لا تزال في وقت إلى أن يصير الظّلّ قامة وهو آخر الوقت ، فإذا صار الظّلّ قامة دخل وقت العصر فلم تزل في (٣) وقت حتّى يصير الظّلّ قامتين ، وذلك المساء فقال : صدق.
عليّ بن محمّد (٤) ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الرّحمن بن سالم ، عن إسحاق بن عمّار قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أخبرني بأفضل المواقيت في صلاة الفجر.
فقال : مع طلوع الفجر ، إنّ الله يقول : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) ، يعني : صلاة الفجر تشهده ملائكة اللّيل وملائكة النّهار ، فإذا صلّى العبد الصّبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرّتين : أثبتها ملائكة اللّيل وملائكة النّهار.
عليّ بن محمّد (٥) ، عن بعض أصحابنا ، عن عليّ بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد المسلي (٦) ، عبد الله بن سليمان العامريّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : لمّا عرج برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ نزل بالصّلاة عشر ركعات ، ركعتين ركعتين. فلمّا ولد الحسن والحسن زاد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ سبع ركعات شكرا لله (٧) ، فأجاز الله له ذلك ، وترك الفجر لم يزد فيها [لضيق وقتها] (٨) لأنّه تحضرها ملائكة اللّيل و [ملائكة] (٩) النّهار.
__________________
(١) الكافي ٣ / ٢٧٥ ، ح ١.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) المصدر : فلم يزل.
(٤) نفس المصدر / ٢٨٢ ، ح ٢.
(٥) نفس المصدر / ٤٨٧ ، صدر ح ٢.
(٦) كذا في المصدر وجامع الرواة ١ / ٣١٧. وفي النسخ : ربيعي بن محمد المسلمي (ب : السلمي)
(٧) ليس في ب.
(٨ و ٩) من المصدر.
وفي من لا يحضره الفقيه (١) : سئل الصّادق ـ عليه السّلام ـ : لم صارت المغرب ثلاث ركعات وأربعا بعدها ، ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟
فقال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أنزل على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ كلّ صلاة ركعتين ، فأضاف إليها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لكلّ صلاة ركعتين في الحضر وقصر فيها في السّفر إلّا المغرب والغداة ، فلمّا صلّى ـ عليه السّلام ـ المغرب بلغه مولد فاطمة ـ عليها السّلام ـ فأضاف إليها ركعة شكرا لله ـ عزّ وجلّ ـ فلمّا أن ولد الحسن ـ عليه السّلام ـ أضاف إليها ركعتين شكرا لله ـ عزّ وجلّ ـ. فلمّا أن ولد الحسين ـ عليه السّلام ـ أضاف إليها ركعتين شكرا لله ـ عزّ وجلّ ـ فقال : (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) (٢). فتركها على حالها في السّفر والحضر.
وفي تفسير العيّاشي (٣) : عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ عن قوله : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ).
قال : جمعت الصّلوات كلهنّ ، ودلوك الشمس زوالها ، وغسق الليل انتصافه.
وقال : إنّه ينادي مناد من السّماء كلّ ليلة إذا انتصف اللّيل : من رقد عن صلاة العشاء إلى هذه السّاعة فلا نامت عيناه.
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) قال : صلاة الصّبح.
وأمّا قوله : (كانَ مَشْهُوداً) قال : تحضر (٤) ملائكة اللّيل والنّهار.
وعن عبيد بن زرارة (٥) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ [وَقُرْآنَ الْفَجْرِ]) (٦) قال : إنّ الله افترض أربع صلوات (٧) : أوّل وقتها من زوال الشّمس إلى انتصاف اللّيل ، منها صلاتان أوّل وقتهما (٨) من عند زوال الشّمس إلى غروبها ، إلّا أنّ هذه قبل هذه. ومنها صلاتان أوّل وقتهما (٩) من غروب الشّمس إلى انتصاف اللّيل ، إلّا أنّ هذه قبل هذه.
__________________
(١) الفقيه ١ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ، ح ١٣١٩.
(٢) النّساء / ١١.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ / ٣٠٩.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : تحضره.
(٥) نفس المصدر / ٣١٠.
(٦) ليس في المصدر.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : صلاة.
(٨ و ٩) المصدر : وقتها.
عن زرارة (١) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قول الله : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) قال : «دلوكها» (٢) زوالها (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) إلى نصف اللّيل ، ذلك أربع صلوات وضعهنّ (٣) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ووقّتهنّ للنّاس (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) صلاة الغداة.
وفي كتاب علل الشّرائع (٤) ، بإسناده إلى سعيد بن (٥) المسيّب قال : سألت عليّ بن الحسين ـ صلوات الله عليه وآله ـ فقلت له : متى فرضت الصّلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟
قال : فقال : بالمدينة حين (٦) ظهرت الدّعوة وقوي الإسلام ، وكتب الله ـ عزّ وجلّ ـ [على المسلمين] (٧) الجهاد ، زاد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في الصّلاة (٨). سبع ركعات ، في الظّهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، وفي المغرب ركعة ، وفي العشاء الآخرة ركعتين.
وأقرّ الفجر على ما فرضت بمكّة لتعجيل عروج ملائكة اللّيل إلى السّماء ، ولتعجيل [نزول] (٩) ملائكة النّهار إلى الأرض ، فكان ملائكة النّهار وملائكة اللّيل يشهدون مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ صلاة الفجر ، فلذلك قال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) يشهده (١٠) المسلمون ويشهده (١١) ملائك النّهار وملائكة اللّيل.
وبإسناده (١٢) إلى أبي هاشم الخادم : عن أبي الحسن الماضي ، حديث طويل ، يقول في آخره : وما بين غروب الشّمس إلى سقوط الشّفق غسق.
وبإسناده (١٣) إلى الحسين (١٤) بن عبد الله : عن آبائه ، عن جدّه ، الحسن بن عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فسأله أعلمهم عن مسائل ، وكان فيما سأله أن قال : أخبرني عن الله ـ عزّ وجلّ ـ لأيّ شيء فرض هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على أمّتك في ساعات اللّيل وساعات
__________________
(١) نفس المصدر / ٣٠٩.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : وصفهنّ.
(٤) العلل / ٣٢٤.
(٥) المصدر : عن.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : حتّى.
(٧) من المصدر. (٨) أ ، ب : الصّلوات. (٩) من المصدر. (١٠ و ١١) المصدر : ليشهده.
(١٢) نفس المصدر / ٣٢٧ ، ذيل ح ١. (١٣) نفس المصدر / ٣٣٧.
(١٤) المصدر : الحسن.
النّهار؟
فقال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إن الشّمس عند الزّوال لها حلقة تدخل [فيها] (١) ، فإذا دخلت فيها زالت الشّمس ، فيسبّح كلّ شيء دون العرش بحمد ربّي ـ جلّ جلاله ـ. وهي السّاعة الّتي يصلّي عليّ فيها ربّي ، ففرض الله ـ عزّ وجلّ ـ عليّ وعلى أمّتي فيها الصّلاة ، وقال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وهي السّاعة الّتي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوافق تلك السّاعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرّم الله ـ عزّ وجلّ ـ جسده على النّار.
وأمّا صلاة العصر فهي السّاعة الّتي أكل آدم فيها من الشّجرة فأخرجه الله ـ عزّ وجلّ ـ من الجنّة ، فأمر الله ذرّيّته بهذه الصّلاة إلى يوم القيامة ، واختارها لأمّتي ، فهي من أحبّ الصّلوات (٢) إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات (٣).
وأمّا صلاة المغرب فهي السّاعة الّتي تاب الله ـ عزّ وجلّ ـ فيها على آدم ، وكان بين ما أكل من الشّجرة وبين ما تاب الله ـ عزّ وجلّ ـ عليه ثلاثمائة سنة من أيّام الدّنيا ، وفي أيّام الآخرة يوم كألف سنّة ما بين العصر إلى العشاء ، فصلّى آدم ثلاث ركعات : ركعة لخطيئته ، وركعة لخطيئة حوّاء ، وركعة لتوبته. ففرض (٤) الله ـ عزّ وجلّ ـ هذه الثلاث ركعات (٥) على أمّتي ، وهي السّاعة الّتي يستجاب فيها الدّعاء فوعدني (٦) ربّي ـ عزّ وجلّ ـ أن يستجيب لمن دعاه فيها ، وهي الصّلاة الّتي أمرني ربّي بها في قوله (٧) ـ عزّ وجلّ ـ : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ).
وأمّا صلاة العشاء الآخرة فإنّ للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة ، أمرني ربّي ـ عزّ وجلّ ـ وأمّتي [بهذه الصّلاة] (٨) لتنوّر القبر وليعطيني وأمّتي النّور على الصّراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم الله ـ عزّ وجلّ ـ جسده (٩) على النّار ، وهي الصّلاة الّتي
__________________
(١) من المصدر.
(٢ و ٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : الصّلاة.
(٤) المصدر : فافترض.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : هذه الركعات.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : فوعد بي.
(٧) الروم / ١٦.
(٨) ليس في ب.
(٩) المصدر : جسدها.
اختارها [الله ـ عزّ وجلّ ـ] (١) للمرسلين قبلي (٢) وأمّا صلاة الفجر فإن الشّمس إذا طلعت تطلع على قرن (٣) شيطان ، فأمرني ربّي (٤) ـ عزّ وجلّ ـ أن أصلّي قبل طلوع الشّمس صلاة الغداة ، وقبل أن يسجد لها الكافر تسجد أمّتي لله ـ عزّ وجلّ ـ ، وسرعتها أحبّ (٥) إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ ، وهي الصّلاة الّتي تشهدها ملائكة اللّيل وملائكة النّهار.
[قال : صدقت يا محمّد] (٦).
وفي من لا يحضره الفقيه ، مثل ما في العلل سواء (٧).
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ) : وبعض اللّيل فاترك الهجود للصّلاة ، والضّمير للقرآن.
(نافِلَةً لَكَ) : زائدة لك على الصّلوات المفروضة. أو فضيلة لك لاختصاص وجوبه بك.
وفي تهذيب الأحكام (٨) : محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ بن عبد الله ، عن ابن فضّال ، عن مروان ، عن عمّار السّاباطي قال : كنّا جلوسا عند أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ بمنى ، فقال له رجل : ما تقول في النّوافل؟
فقال : فريضة.
فقال : ففزعنا وفزع الرّجل.
فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّما أعني : صلاة اللّيل على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ).
وفي كتاب الخصال (٩) ، فيما أوصى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ عليّا ـ عليه
__________________
(١) ليس في المصدر.
(٢) أ ، ب ، ر : «للمسلمين» بدل «للمرسلين قبلي».
(٣) المصدر : قرني.
(٤) المصدر : الله.
(٥) ليس في ب.
(٦) من المصدر.
(٧) يوجد مثل حديثه الأوّل في الفقيه ١ / ٢٩١ ، ح ١٣٢١ ، ومثل الحيث الثالث فيه / ١٣٧ ـ ١٣٨ ح ٦٤٣. وأمّا الحديث الثاني فلا يوجد في الفقيه مثله. وفي الكافي ٣ / ٤٨٧ ح ٥ حديث مشابه له متنا.
(٨) التهذيب ٢ / ٢٤٢ ، ح ٩٥٩.
(٩) الخصال / ١٢٥.
السّلام ـ : يا عليّ ، ثلاث فرحات للمؤمن [في الدّنيا] (١) : لقاء الإخوان ، والإفطار من الصّيام ، والتّهجّد في آخر اللّيل.
وفي كتاب علل الشّرائع (٢) ، بإسناده إلى عليّ بن النّعمان (٣) عن بعض رجاله قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ [فقال : يا أمير المؤمنين] (٤) إنّي قد حرمت الصّلاة باللّيل.
قال : فقال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك.
وبإسناده (٥) إلى الحسين بن الحسن الكنديّ : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الرّجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة اللّيل ، فإذا حرم بها صلاة اللّيل حرم بها الرّزق.
وبإسناده (٦) إلى آدم بن إسحاق : عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال : عليكم بصلاة اللّيل ، فإنّها سنّة نبيّكم (٧) ودأب الصّالحين قبلكم ومطردة الدّاء عن أجسادكم.
وقال أبو عبد الله (٨) ـ عليه السّلام ـ : صلاة اللّيل تبيّض الوجه (٩) [وصلاة اللّيل تطيّب الريح] (١٠) ، وصلاة اللّيل تجلب الرّزق.
وبإسناده (١١) إلى إسماعيل بن موسى بن (١٢) جعفر : عن أخيه الرّضا ، عن أبيه ، عن جدّه ـ عليهم السّلام ـ قال : سئل (١٣) عليّ بن الحسين ـ عليه السّلام ـ : ما بال المتهجّدين باللّيل من أحسن النّاس وجها (١٤)؟
قال : لأنّهم خلوا بالله ، فكساهم [الله] (١٥) من نوره.
__________________
(١) من المصدر.
(٢) العلل / ٣٦٢.
(٣) المصدر : بإسناده إلى الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه.
(٤) من المصدر.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) نفس المصدر والموضع.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : فيكم.
(٨) نفس المصدر / ٣٦٣.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : الوجوه.
(١٠) من المصدر.
(١١) نفس المصدر / ٣٦٥.
(١٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : عن.
(١٣) ليس في ب.
(١٤) المصدر : وجبا.
(١٥) من المصدر.
وفي من لا يحضره الفقيه (١) : وروى جابر بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ـ عليهما السّلام ـ : أنّ رجلا سأل عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ عن قيام اللّيل بالقرآن (٢).
فقال له : أبشر ، من صلّى من اللّيل (٣) عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء ثواب الله ـ عزّ وجلّ ـ قال الله ـ تبارك وتعالى ـ لملائكته : اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في اللّيل من حبّة وورقة وشجرة ، وعدد كلّ قصبة وخوص ومرعى.
ومن صلّى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات ، وأعطاه الله (٤) ، كتابه بيمينه.
ومن صلّى ثمن (٥) ليلة ، أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النّيّة ، ويشفع (٦) في أهل بيته.
ومن صلّى سبع ليلة ، خرج من قبره يوم يبعث ووجهه ، كالقمر ليلة البدر ، حتّى يمرّ على الصّراط مع الآمنين.
ومن صلّى سدس ليلة ، كتب في الأوّابين ، وغفر له ما تقدّم من ذنبه [وما تأخر] (٧).
ومن صلّى خمس ليلة ، زاحم إبراهيم خليل الرّحمن في قبّته (٨).
ومن صلّى ربع ليلة ، كان في أوّل الفائزين حتّى يمرّ على الصّراط ، كالرّيح العاصف ، ويدخل الجنّة بغير حساب.
ومن صلّى ثلث ليلة لم يبق ملك إلّا غبطه بمنزلته من الله ـ عزّ وجلّ ـ. وقيل له : ادخل من أيّ أبواب الجنّة (٩) الثّمانية شئت.
ومن صلّى نصف ليلة فلو أعطي ملء الأرض ذهبا سبعين ألف مرّة لم يعدل جزاءه ، وكان له بذلك عند الله أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل.
__________________
(١) الفقيه ١ / ٣٠٠ ، ح ١٣٧٧.
(٢) المصدر : بالقراءة.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : باللّيل.
(٤) ليس في أ ، ب ، ر.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : بثمن.
(٦) المصدر : شفّع.
(٧) ليس في المصدر.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : قبّة.
(٩) كذا في ب. وفي غيرها : الجنان.