تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

البلخي ، وإبراهيم بن هارون البزّار البلخي ، وقتيبة بن سعيد ، وإبراهيم بن عيسى ، والحسين بن منصور ، وأبو طالب هاشم بن الوليد الهروي ، وأبو صالح مسلم بن عبد الرّحمن النيسابوري ، ومحمّد بن أبي بكر المقدّمي ، وأبو سعيد الأشجّ ، وأبو كامل الجحدري (١) ، وعثمان بن أبي شيبة ، وهنّاد بن السّري ، ومحمّد بن معاوية النيسابوري ، وعفّان بن مسلم ، وأحمد بن حنبل ، وشريح بن يونس ، ونصر بن علي الجهضمي ، ويحيى بن موسى البلخي ، ختّ ، وأبو ياسر عمّار بن هارون المستملي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا علي بن أحمد بن العباس المذكّر ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سهل البلخي ، نا عمر بن هارون البلخي ، عن شعبة ، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الشفعة في العبيد وفي كلّ شيء».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، وأبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر ، قالا : أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا أبو كامل ، نا عمر بن هارون ، نا ثور بن يزيد عن هلال بن ميمون السامي ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي سعيد قال :

مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يسلخ شاة فرآه لا يحسن فقال : «تباعد» ، قال : فدحس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين جلدها ولحمها فعلّمه ثم مضى إلى الصلاة ، فصلّى ولم يمس ماء.

وفي رواية [ابن البنا :](٢) عمرو بن هارون ، وهو وهم.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد المرواني [الضّبّي](٣) نا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس الدّلّال ، نا محمّد بن القاسم الطايكاني ، نا عمر بن هارون ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرجل صالح يأتي بالخبر الصالح ، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء» [٩٩١٣].

__________________

(١) في «ز» : المحدري ، وهو أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري.

(٢) الزيادة عن م و «ز».

(٣) الزيادة عن م ، و «ز».

٣٦١

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، حدّثني أبو سليمان محمّد بن عبد الله الرّبعي ، حدّثني أبي ، نا أبو إسماعيل الترمذي ، نا محمّد بن معاوية النيسابوري ، نا عمر بن هارون البلخي قال :

لما قدمت الشام وذلك في أوّل أيام بني هاشم أتيت الأوزاعي فسألني عن أحوال الناس بخراسان ، فأخبرته حتى انتهيت إلى ذكر وال عندنا من أصحاب أبي مسلم ، فوصفت له جوره وظلمه وانتهاكه المحارم ، وأخذه أموال الناس بالباطل ، فقال الأوزاعي : ولم تصبروا عليه؟ قلت : فما عسينا أن نصنع به؟ قال : ترفعون أمره إلى السلطان ، فقلت : إنّ السلطان في هذا الوقت شديد البأس والسطوة ، ونخشى إن رفعنا أمره إليه أن يهلكه ، فنكون نحن السبب في ذلك ، فقال الأوزاعي : أبعده الله وما عليكم مما يكون منه ، قلت : فما نصنع بالخبر؟ فقال : وأيّ خبر يعني؟ قلت : قوله : فاصبروا حتى يستريح برا ويستراح من فاجر ، فقال : إنّما هذا في الأصول لا في الفروع ، فقلت : يا أبا عمرو فإن رفعنا أمره إلى السلطان فردّ الأمر فيه إلينا ، وقال لنا : ما تسألون فيه ما ترى أن نقول؟ قال : تسألونه أن يزيله عنكم ويعاقبه (١) وينكّل به ويستخرج الحقوق من يده لأهلها ، قلت : فإن لم يحضر أهلها فيطالبوه بها؟ قال : لا يترك في يده يقوى بها على الباطل إذا علم أنه أخذها بغير حقّ ، ولكن ينزعها الإمام ، قلت : فما يعمل فيها؟ قال : إن قدر على أصحابها ردّها عليهم ، وإلّا صرفها في مصالح المسلمين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (٢) قال : في الطبقة الخامسة من أهل خراسان : عمر بن هارون من أهل بلخ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٤) قال : في تسمية الفقهاء والمحدّثين من أهل خراسان : عمر بن هارون البلخي.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ويعافيه.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٦٠١ رقم ٣١٤٤ وعنه في تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٣.

(٣) في م و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع.

٣٦٢

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال :

عمر (٢) بن هارون البلخي ، روى عن ابن جريج وغيره ، قد كتب الناس عنه كتابا كثيرا ، وتركوا حديثه.

آخر الجزء السادس بعد الثلاثمائة من الأصل (٣).

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ، واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٤) :

عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج تكلم فيه يحيى بن معين.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٥) :

عمر بن هارون البلخي ، روى عن ابن جريج ، روى عنه الرازيّون ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي ، وابن حميد ، وحدّثنا عنه أبو سعيد الأشج.

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٣٧٤.

(٢) في طبقات ابن سعد : عمرو بن هارون.

(٣) كتب بعدها في «ز» : بلغت سماعا بقراءتي من أوله على الشيخ العالم الفاضل الأصيل زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله الشافعي أبقاه الله بسماعه من عمه المصنف والملحق فبإجازته منه ، وأبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك الزيدي. وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي وعارض بالأصل يوم الخميس ببستان الشيخ المسمع على نهر ثور في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة سبع عشرة وستمائة والحمد لله وحده وصلاته على نبيه وسلامه.

(٤) ليس له ذكر في التاريخ الكبير للبخاري ، انظر تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٣ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٢٦٨.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٤٠ ـ ١٤١.

٣٦٣

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :

عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي مولاهم ، كان من أهل السّنّة ومن الذابّين عن أهلها ، فإن أسلم بن سالم سمع قرّة بن خالد السّدوسي ، وابن جريج ، وشعبة ، والثوري ، وسعيد بن أبي عروبة ورد نيسابور ، وكتب عنه جماعة من مشايخنا منهم الحسن بن عيسى ، وعلي بن الحسن الذهلي وغيرهما.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (١) :

عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة أبو حفص الثقفي البلخي ، قدم بغداد وحدّث بها عن أيمن بن نابل ، وسلمة بن وردان ، ومعروف بن خرّبوذ ، وحريز بن عثمان ، وعبد ربه بن أبي راشد ، وثور بن يزيد ، وصفوان بن عمرو ، والأوزاعي ، وابن جريج ، وسعيد بن أبي عروبة ، ومالك ، وشعبة ، والثوري ، روى عنه عفان (٢) بن مسلم ، وقتيبة بن سعيد ، وأحمد بن حنبل ، وسريج (٣) بن يونس ، ومحمّد بن حميد الرازي ، ونصر بن علي الجهضمي ، وغيرهم.

قال (٤) : وأنا ابن الفضل ، أنا دعلج بن أحمد ، نا أحمد بن علي الأبّار ، نا أبو غسان ـ يعني زنيجا ـ قال : قال عمر بن هارون ألقيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزى عشرين ألفا ، ولعثمان البرّي (٥) كذا وكذا ألفا فقلت له : يا أبا غسان ما كان حاله؟ قال : قال بهز : أرى يحيى بن سعيد حسده ، قال أكثر عن ابن جريج من لزم رجلا اثني عشر (٦) سنة لا يزيد أن يكثر عنه.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ١٨٧.

(٢) بالأصل ، و «ز» وم : عثمان بن مسلم ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) بالأصل ، و «ز» ، وم : شريح ، تصحيف ، والتصويب عن تاريخ بغداد.

(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١١ / ١٨٧ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٣ وسير الأعلام ٩ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩.

(٥) هذه النسبة إلى البر ، الحنطة ، يعني بيعه (كما في اللباب).

(٦) بالأصل وم و «ز» : «اثني عشر» مكرر ، بالأصل الثلاثة. والمثبت عن المصادر.

٣٦٤

قال أبو غسان : وبلغني أن أمّه كانت تعينه على الكتاب.

قال الخطيب : وذكر مسلم بن عبد الرّحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أمّ عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، نا أبو أحمد بن عدي (١) قال :

عمر بن هارون البلخي يقال : إنه لقي ابن جريج بمكة ، وكان حسن الوجه ، فسأله ابن جريج ألك أخت؟ قال : نعم ، فتزوج بأخته ، فقال : لعلّ هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها ، فتفرّد عن ابن جريج ، روى عنه أشياء لم يروها غيره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الحافظ (٢) ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن إبراهيم البيضاوي ، نا سليمان بن محمّد بن أحمد بن أبي أيوب الشاهد ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا سعيد بن زنجل قال : سمعت صاحبا لنا يقال له ثور بن الفضل قال : سمعت أبا عاصم ذكر عمر بن هارون قال : كان عمر عندنا أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك.

قال الخطيب (٣) وقرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار يقول : عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي كان كثير السماع ، روى عنه عفّان بن مسلم ، وقتيبة بن سعيد ، وغير واحد من أهل الحديث ، ويقال : إنّ مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه ، وكان أبو رجاء ـ يعني قتيبة ـ يطريه ويوثّقه ، وذكر عن وكيع أنه قال : عمر بن هارون مرّ بنا وبات عندنا وكان يزنّ بالحفظ (٤) ، سمعت أبا رجاء يقول : كان عمر بن هارون شديدا على المرجئة وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم ، قال : وإنّما كانت العداوة فيما بينه وبينهم من هذا السبب ، قال : وكان من أعلم الناس بالقراءات ، وكان القرّاء يقرءون عليه ويختلفون إليه في حروف القرآن ، وسمعت أبا رجاء يقول : سألت عبد الرّحمن بن مهدي فقلت : إن

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ٣١.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ١٨٨.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ١٨٩.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : يزين بالحفظ ، تصحيف ، ويزن : أي يعاب بسوء حفظه.

٣٦٥

عمر بن هارون قد أكثرنا عنه وبلغنا أنك تذكره ، فقال : أعوذ بالله ، ما قلت فيه إلّا خيرا.

قال : وسمعت أبا رجاء يقول : قلت لعبد الرّحمن : بلغنا أنك قلت ، أنه روى عن فلان ولم يسمع منه؟ فقال : يا سبحان الله ما قلت أنا ذا قط ، ولو روى ما كان عندنا بمتهم (١).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٢) ، نا عبد الله بن أحمد بن توبة المروزي ، نا محمّد بن عبد الله بن قهزاد ، نا إبراهيم بن شماس قال : قلت لوكيع : ما تقول في عمر بن هارون؟ قال : بات عندنا ليلة.

قال : ونا العقيلي (٣) ، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ ، نا محمود بن غيلان ، قال : سئل وكيع وأنا أسمع عن عمر بن هارون فقال : نعم ـ رحمه‌الله ـ بات عندنا ليلة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) :

ذكره أبي ، نا محمود بن غيلان قال : سمعت وكيعا وسئل عن عمر بن هارون فقال :

بات عندنا ليلة ، حاد عن الجواب.

قالا : ونا ابن أبي حاتم (٥).

نا علي بن الحسن الهسنجاني (٦) قال : سمعت يحيى بن المغيرة قال : سمعت ابن المبارك يغمز عمر بن هارون في سماعه من جعفر بن محمّد ، وكان عمر يروي عنه ستين حديثا أو نحو ذلك.

قال : ونا ابن أبي حاتم (٧).

__________________

(١) وانظر تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٤ وسير الأعلام ٩ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.

(٢) بهذا السند ليس في الضعفاء الكبير للعقيلي.

(٣) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ١٩٤.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ١٤١.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٤١ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٤ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٠.

(٦) هذه النسبة إلى هسنكان ، ويقال لها هسنجان قرية من قرى الري. وفي «ز» : البسنجاني.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ١٤١ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٤ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٠.

٣٦٦

نا علي بن الحسين بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمر بن هارون كذّاب ، قدم مكة ، وقد مات جعفر بن محمّد فحدّث (١) عنه.

قالا : وأنا ابن أبي حاتم قال (٢) :

سألت أبي عن عمر بن هارون البلخي فقال : تكلم فيه ابن المبارك ، فذهب حديثه ، قلت لأبي : إنّ أبا سعيد الأشج حدّثنا عن عمر بن هارون البلخي فقال : هو ضعيف الحديث نخسه (٣) ابن المبارك نخسة فقال : إنّ عمر بن هارون يروي عن جعفر بن محمّد ، وقد قدمت قبل قدومه ، وكان قد توفي جعفر بن محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر السّامي ، أنا أبو الحسن المجهّز ، أنا أبو يعقوب الصيدلاني ، نا محمّد بن عمرو العقيلي (٤) ، نا محمّد بن زكريا البلخي ، نا قتيبة قال : قلت لجرير : نا عمر بن هارون عن القاسم بن مبرور قال : نزل جبريل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ كاتبك هذا أمين ـ يعني معاوية ـ فقال لي جرير : اذهب فقل له : كذبت.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (٥) ، أنا البرقاني ، نا الحسين بن علي التميمي ، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني ، نا أحمد بن محمّد بن الحجاج أبو بكر المروذي (٦) قال : ـ وسئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل عن عمر بن هارون البلخي ـ فقال : ما أقدر أن أتعلق عليه بشيء ، كتبت عنه حديثا كثيرا ، قيل له : قد كانت له قصة مع ابن مهدي؟ فقال : بلغني أن عبد الرّحمن كان يحمل عليه ، ولا أدري ما كانت قصته ، فقال له أبو جعفر : إنّي سمعت من يحكي عن ابن مهدي أنه قدم عليهم عمر بن هارون البصرة وهو شاب ، فذاكره عبد الرّحمن فكتب عنه ثلاثة أحاديث منها : حديث عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني (٧) ، عن عمرو بن عبد الله

__________________

(١) الأصل وم و «ز» : يحدث ، والمثبت عن المصادر.

(٢) الجرح والتعديل ٦ / ١٤١ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٤ ـ ١٦٥ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٢٧١.

(٣) في سير الأعلام : بخسه ابن المبارك بخسة.

(٤) الخبر لم يروه العقيلي في الضعفاء الكبير في ترجمة عمر بن هارون ، والخبر في سير أعلام النبلاء ٩ / ٢٧١ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٥ نقلا عن العقيلي.

(٥) الخبر رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١١ / ١٨٨ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٥.

(٦) الأصل : المروزي ، والمثبت عن م و «ز» وتاريخ بغداد.

(٧) كذا بالأصل ، و «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد ، وفي تهذيب الكمال وسير الأعلام : السيباني.

٣٦٧

الحضرمي عن عبد الله بن عمرو في : شرب العصير ، ومنها : عن عبد الملك عن عطاء في : الحفار ينسى الفأس في القبر بعد ما يفرغ منه ، وحديث آخر ، فلما كان بعد زمان قدم عليهم البصرة ، فأتى رجل عبد الرّحمن فقال : إنّك كتبت عن هذا شيئا ، فأعطاه الرقعة ، فذهب إليه فسأله عن حديث يحيى بن أبي عمرو قال : لم أسمع من يحيى بن أبي عمرو شيئا ، إنّما كان هذا مني في الحداثة ، وسأله عن حديث عبد الملك فقال : لم أسمع من عبد الملك إنّما حدّثنيه فلان عن عبد الملك ، فأتى ابن مهدي فأخبره فنال منه ، وتكلم فقال أبو عبد الله : كان أكثر ما يحدثنا عن ابن جريج ، ويروي عن الأوزاعي ، قيل له : فتروي عنه؟ فقال : قد كنت رويت عنه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا ابن أبي عصمة ، نا أبو طالب قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عمر بن هارون لا أروي عنه شيئا (٢) ، قال : وهو من أهل بلخ ، وقد أكثرت عنه ، ولكن كان عبد الرّحمن بن مهدي يقول : لم يكن له قيمة عندي ، وبلغني أنه قال : حدّثني بأحاديث ، فلما قدم مرة أخرى حدّث بها عن إسماعيل بن عياش عن أولئك ، فتركت حديثه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا (٣) ـ أبو بكر الخطيب (٤) :

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنا أحمد (٥) بن حميد المخرّمي ، أنا ابن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : قال أبو زكريا : عمر بن هارون البلخي ، كذّاب ، خبيث ، ليس حديثه بشيء ، قد كتبت عنه ، وبتّ على بابه باب الكوفة ، وذهبنا معه إلى النهروان ، ثم تبيّن لنا أمره بعد ذلك ، فحرّقت (٦) حديثه كله ، ما عندي عنه كلمة إلّا أحاديث على ظهر دفتر ، حرّقتها (٧) كلها ، قلت لأبي زكريا : ما تبيّن لكم من أمره؟ قال : قال

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ٣٠ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٢٧٢ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٥.

(٢) بالأصل وم : شيء ، والتصويب عن «ز» ، والكامل.

(٣) بالأصل : «أنا» والمثبت عن م و «ز» ، والكامل.

(٤) تاريخ بغداد ١١ / ١٨٩ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٢ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٥.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : محمّد.

(٦) كذا بالأصل وم وسير الأعلام ، وفي تاريخ بغداد ، وتهذيب الكمال و «ز» : فخرقت.

(٧) في تاريخ بغداد وتهذيب الكمال : خرقتها.

٣٦٨

عبد الرّحمن بن مهدي ـ ولم أسمعه منه ـ ولكن هذا مشهور عن عبد الرّحمن ، قال : قدم علينا فحدّثنا عن جعفر بن محمّد فنظرنا إلى مولده وإلى خروجه إلى مكة ، فإذا جعفر قد مات قبل خروجه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا علي بن محمّد بن الحسين ، نا أبو العباس الأصم ، نا العباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : عمر بن هارون البلخي ليس بشيء (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو بكر البرقاني ، حدّثني أبو عمر بن حيّوية ، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري ، نا أبو الفضل جعفر بن درستويه بن المرزبان الفسوي ، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز ، قال : وسمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن عمر بن هارون البلخي؟ ـ فقال : ليس هو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل الغلّابي ، نا أبي قال : قال أبو زكريا : عمر بن هارون البلخي ليس بثقة ، ونصر بن باب مثله (٢).

قال : وأنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء بإسناده هذا قال : قال أبو زكريا عمر بن هارون ضعيف (٣).

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا ـ وأبو الحسن علي بن الحسن ، نا ـ أبو بكر الحافظ (٤) ، أنا الحسن بن أبي بكر ، وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، والحسين بن شجاع الصوفي ، قالوا : أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، قال : سمعت جعفرا الطيالسي سئل عن عمر بن هارون فقال : سمعت يحيى بن معين يقول : يكذب.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، نا أبي ، نا محمّد بن مخلد ، نا العباس بن محمّد.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٦ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٢.

(٢) تهذيب الكمال ١٤ / ١٦٦.

(٣) سير الأعلام ٩ / ٢٧٣ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٦.

(٤) تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٢ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٦.

٣٦٩

قال : ونا ابن صدقة ، نا ابن أبي خيثمة.

ح وقرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، نا ابن أبي خيثمة.

قالا : سمعنا يحيى بن معين يقول : عمر بن هارون البلخي ليس بشيء.

وأنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر البغدادي الفقيه المالكي ، نا أبو حفص بن شاهين ، نا محمّد بن مخلد ، نا عباس بن محمّد.

ح قال : ونا ابن شاهين ، قال : ونا الحسين بن صدقة ، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني علي بن محمّد المالكي ، أنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، نا محمّد بن عمران الصيرفي ، نا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني ، قال : سألت أبي عن عمر بن هارون البلخي؟ فضعّفه جدا.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : وأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) قال :

سمعت أبا زرعة يقول : سمعت إبراهيم بن موسى وقيل له : لم لا تحدّث عن عمر بن هارون؟ فقال : الناس تركوا حديثه.

قال (٣) : ونا شعيب بن رجاء المكتب الرازي (٤) ، قال : سمعت إبراهيم بن موسى يقول : كتبت عن عمر بن هارون مثل ذي ، يعني حزمة ، فلم أحدث عنه بشيء.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٦ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٣.

(٢) الجرح والتعديل ٦ / ١٤١.

(٣) يعني ابن أبي حاتم ، الجرح والتعديل ٦ / ١٤١.

(٤) اللفظة «الرازي» سقطت من الجرح والتعديل.

٣٧٠

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن (١) ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٢).

وأنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قالا (٣) : نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، نا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي.

نا القاسم بن عيسى القصار ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : عمر بن هارون لم يقنع الناس بحديثه.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا العتيقي ، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه ، نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري ، قال : سألت أبا داود عن عمر بن هارون؟ فقال : سمعت يحيى يقول : هو غير ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وأبو يعلى حمزة بن علي ، قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النّسائي.

وأخبرنا أبو منصور بن عبد الملك ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أحمد بن علي بن ثابت (٥) ، أنا البرقاني ، نا أحمد بن سعيد بن سعد ، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب ، نا أبي.

قال : عمر بن هارون البلخي متروك الحديث.

أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا علي بن طلحة المقرئ ، أنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عمر بن هارون البلخي ، قال ابن المبارك : هو كذّاب.

قال (٧) : وأنا محمّد بن علي المقرئ ، أنا أبو مسلم بن مهران ، أنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : حديث ابن أبي مليكة عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الشفعة في كل شيء» خطأ ، إنّما أخطأ فيه أبو حمزة ، ورواه أيضا

__________________

(١) في «ز» : أبو الحسين تصحيف ، والسند معروف.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : «قالا».

(٤) تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠ وتهذيب الكمال ١٤ / ١٦٦ وسير الأعلام ٩ / ٢٧٣.

(٦) تاريخ بغداد ١١ / ١٩١.

(٧) القائل أبو بكر الخطيب ، تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠.

٣٧١

عمر بن هارون عن شعبة عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعمر بن هارون بلخي ، وهو متروك الحديث ، والحديث باطل [٩٩١٤].

قال (١) : وأنا البرقاني ، قال : قال محمّد بن العباس العصمي (٢) : نا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، نا أبو علي صالح بن محمّد الأسدي قال : عمر بن هارون كان كذّابا.

قال (٣) : وأنا البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي ، نا محمّد بن علي الإيادي ، نا زكريا السّاجي (٤) قال : عمر بن هارون البلخي فيه ضعف.

كتب إليّ أبو نصر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ.

ح وأخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النيسابوري قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : عمر بن هارون البلخي متروك (٦).

وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق ، أنا أبو تمّام علي بن محمّد الواسطي ، وأبو الغنائم محمّد بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدّارقطني قال : عمر بن هارون البلخي ضعيف.

أنبأنا أبو سعد (٧) محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج ، والأوزاعي وشعبة بالمناكير لا شيء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٨) ، قال : قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق بخطه ، أنا علي بن الفضل بن طاهر البلخي قال : مات عمر بن هارون ببلخ يوم الجمعة أول يوم من رمضان سنة أربع وتسعين ـ يعني ومائة ـ

__________________

(١) القائل أبو بكر الخطيب ، تاريخ بغداد ١١ / ١٩٠.

(٢) تقرأ بالأصل : العصبي ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ١٩١.

(٤) كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وفي م : «الشماخي» وفي «ز» : «الملشاحي» كلاهما تصحيف.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ١٩١.

(٦) في تاريخ بغداد : متروك الحديث.

(٧) الأصل : «أبو سعيد» وفي «ز» : «أبو سعيد بن محمّد» والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٨) تاريخ بغداد ١١ / ١٩١.

٣٧٢

وهو ابن ست وستين ، وكان يخضب ، هكذا أخبرني محمّد بن محمّد بن عبد العزيز عن مسلم بن عبد الرّحمن السّلمي ، ورأيت في كتاب (١) أنه توفي وهو ابن ثمانين سنة.

٥٢٩٠ ـ عمر بن هانئ الطّائي

قدم دمشق مع عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس حين افتتحها.

وحكى عنه نبشه لقبور بني أمية ، وإحراق من أحرق منهم.

حكى عنه الهيثم بن عدي الطّائي.

٥٢٩١ ـ عمر بن هبيرة بن معيّة بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك

ـ ويقال : ابن حممة (٢) بدل مالك ـ بن أسعد (٣) بن عديّ بن فزارة

ابن ذبيان (٤) بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو المثنّى الفزاري (٥)

وأم عمر بسرة (٦) بنت حسان بن شريك بن نعيم بن ثعلبة العدوي عدي بن عبد مناة وكان أمير العراقين من قبل يزيد بن عبد الملك ، فلمّا ولي ، هشام بن عبد الملك عزله بخالد القسري ، فأخذه خالد وسجنه مدة ، ثم هرب من السجن ولحق بهشام بدمشق ، واستجار بمسلمة بن عبد الملك فأجاره ، وأمنه هشام.

حكى عنه مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أبو الحسن بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا

__________________

(١) كذا بالأصل ، و «ز» ، وم ، وفي تاريخ بغداد : كتابه.

(٢) في م : «جمعة» وفي «ز» : «حمهة».

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : سعد.

(٤) الأصل : دينار ، والمثبت عن م و «ز».

(٥) انظر أخباره في مروج الذهب (الفهارس) ، الكامل لابن الأثير بتحقّقنا؟؟؟ (الفهارس) خزانة الأدب ٣ / ١٤٤ وتاريخ خليفة (الفهارس) ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٦٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٠٦ وفيات؟؟؟؟

الأعيان؟؟؟؟ (الفهارس) تاريخ الطبري (الفهارس) ، وتاريخ اليعقوبي (الفهارس).

(٦) الأصل : يسرة ، والمثبت عن م و «ز» ، والمختصر.

٣٧٣

الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : عمر بن هبيرة الفزاري.

أخبرتنا أم البهاء أنا أحمد بن محمود ، أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد الزّهري قال : قال أبي : شتّى عمر بن هبيرة بالبحر يعني سنة سبع وتسعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي عليه ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم قال :

وفي سنة سبع وتسعين غزا مسلمة في البر ، وغزا ابن هبيرة في البحر (١).

قال الوليد : حدّثني الليث السامي قال : غزونا القسطنطينة مع مسلمة [سنة](٢) سبع وتسعين وعلى جماعة الناس مسلمة بن عبد الملك ، وعلى أهل البحر عمر بن هبيرة الفزاري ، فكنت فيمن غزا مع عمر ، فلما هبطنا على المسلمين صفوا لقتال أهل القسطنطينة صفين لم أر صفين قط أطول منهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أنا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، قال : عزل ـ يعني يزيد بن عبد الملك ـ مسلمة بن عبد الملك عن العراق ، وولّى عمر بن هبيرة ثم عزله ، ثم ولّى هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الله البصرة في أول سنة ست ومائة وعزل ابن هبيرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٣) ، حدّثني عبد الله بن المغيرة ، عن أبيه والوليد بن هشام عن أبيه ، عن جده وغيرهم قالوا : جمعت العراق لعمر بن هبيرة الفزاري سنة ثلاث ومائة في أولها.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي [أبو](٤) يعلى.

__________________

(١) تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٠٢) ص ٢٠٦.

(٢) زيادة للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٣٥ ، وتاريخ الإسلام ص ٢٠٦ ولم يعزها لأحد.

(٤) زيادة عن م و «ز».

٣٧٤

ح وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عياش في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران : عمر بن هبيرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد (١) الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد الرقاشي ، نا عبد الصمد بن عبد الوارث ، نا محمّد بن ذكوان ، حدّثني مجالد بن سعيد قال : سمعت الشعبي يقول :

سمعت الحسن يحدّث ابن هبيرة عن عبد الرّحمن بن سمرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما استرعى الله عبدا رعية فلم يحطها (٢) بنصيحة (٣) إلّا حرم الله عليه الجنة».

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس.

ح وأخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أبي جعفر محمّد بن إبراهيم الدّواتي (٤) ـ بأصبهان ـ أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد قال ابن شكرويه إملاء نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر ، نا (٥) إبراهيم بن مكتوم ، نا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن محمّد بن ذكوان ، عن مجالد ، عن الشعبي قال :

شهدت الحسن في جنازة ، وهو يحدّث عمر بن هبيرة يقول : سمعت عبد الرّحمن بن سمرة القرشي يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحفظها بالنصيحة ـ وقال ابن شكرويه : بنصيحة ـ إلّا حرّم الله عليه الجنّة» [٩٩١٥].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد الله ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد ، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن ، نا هلال بن العلاء ، نا المغيرة بن عبد الرّحمن بن عون ، نا أبي ، نا عون ـ يعني جده ـ وهو عون بن حبيب بن الرّيّان قال :

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : بن.

(٢) في م و «ز» : يحفظها.

(٣) في «ز» : بنصحه.

(٤) في م و «ز» : الدواني ، والمثبت يوافق المشيخة ٢٣ / ب.

(٥) في «ز» : «بن» تصحيف.

٣٧٥

دخل الحسن والشعبي على ابن هبيرة فقال لهما : إنّ أمير المؤمنين يريد أن يكتب إليّ في أشياء قال : فقال له الشعبي : أنفذ بعضا وراجع في بعض ، قال : وقال له الحسن : خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله ، فإنّ الله يكفيك من يزيد ، ولا يكفيك يزيد من الله ، قال : فأمر للحسن بأربعة آلاف درهم ، وأمر للشعبي بألفي درهم ، قال : فخرج الشعبي وهو يقول : رفقنا له فرفق لنا.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو الفرج غيث بن علي قالوا : أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر أحمد بن علي المرورّوذي الصّفّار بدمشق ، أنا أبو محمّد جعفر بن علي المرورّوذي ، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي.

قال : ونا ابن الزنبقي ، نا الفضل بن عمر ، نا محمّد بن سلّام الجمحي ، حدّثني عبد الله بن بكر السهمي ، قال :

سمعت بعض أصحابنا يقول : أرسل عمر بن هبيرة وهو على العراق إلى فقهاء من فقهاء البصرة وفقهاء من فقهاء الكوفة ، وكان ممن أتاه من أهل البصرة : الحسن ، ومن أهل الكوفة الشعبي ، فدخلوا عليه ، فقال لهم : إن أمير المؤمنين يزيد يكتب إليّ في أمور أعمل بها ، فما تريان؟ فقال الشعبي : أصلح الله الأمير أنت مأمور والتبعة على من أمرك ، فأقبل على الحسن فقال : ما تقول؟ قال : قد قال هذا ، قال : قل أنت ، قال : اتّق الله يا عمر ، فكأنك بملك قد أتاك ، فاستنزلك عن سريرك هذا ، وأخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، فإنّ الله ينجيك من يزيد ، وإنّ يزيد لا ينجيك من الله ، فإيّاك أن تعرض لله بالمعاصي ، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ثم قام فاتبعه الآذن فقال : أيها الشيخ ما حملك على ما استقبلت به الأمير؟ قال : حملني عليه ما أخذ الله على العلماء من الميثاق في علمهم ، ثم تلا : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)(١).

قال : فخرج عطاؤهم وفضل الحسن (٢).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد المصري ، نا أبو

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٧.

(٢) الخبر في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٠٦ ـ ٢٠٧ وانظر حلية الأولياء ٢ / ١٤٩ في ترجمة الحسن البصري.

٣٧٦

بكر المالكي ، نا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، نا قاسم بن هاشم ، نا عصمة بن سليمان ، نا فضيل بن جعفر قال :

خرج الحسن من عند ابن هبيرة ، فإذا هو بالقرّاء على الباب ، فقال : ما أجلسكم هاهنا؟ تريدون الدخول على هؤلاء ، أما والله ما مخالطتهم بمخالطة الأبرار تفرقوا ، فرّق الله بين أرواحكم وأجسادكم ، خصفتم نعالكم ، وشمّرتم ثيابكم ، وجززتم رءوسكم فضحتم القرّاء ، فضحكم الله ، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم ولكنكم (١) رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم (٢) ، فأبعد الله من أبعد.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٣) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح قال أبو منصور : ونا أبو محمّد بعد الله بن علي بن أيوب ، أنا أبو بكر أحمد (٤) بن محمّد بن الجرّاح ، قالا (٥) : أنا أبو بكر بن دريد قال : دخل الشعبي على ابن هبيرة وبين يديه رجل يريد قتله ، فقال له : أصلح الله الأمير ، إنّك على ردّ ما لم تفعل أقدر منك على ردّ ما فعلت ، فقال : صدقت يا شعبي ردّوه إلى محبسه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نا أبي ، نا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ، نا مالك بن مغول ، أحسبه عن الشعبي وأصحابنا لا يشكون فقلت : لم شككت؟ فإن الشيطان قال ؛ قلت لابن هبيرة : عليك بالتؤدة فإنك على ترك ما لم تفعل ، أقدر منك على ردّ ما قد فعلت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٦) ، حدّثني سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن رجاء (٧) ، عن ابن عون قال : أرسل ابن هبيرة إلى ابن سيرين فأتاه ، فقال له : كيف تركت أهل مصرك؟ قال : تركتهم والظلم فيهم فاش.

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من «ز».

(٢) ما بين الرقمين سقط من «ز».

(٣) في «ز» : المحلى ، بالحاء المهملة.

(٤) في «ز» : حمد.

(٥) في «ز» : قال.

(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٦٢ وانظر حلية الأولياء ٢ / ٢٦٤ في ترجمة ابن سيرين.

(٧) هو رجاء بن أبي سلمة.

٣٧٧

قال ابن عون : كان محمّد يرى أنها شهادة سئل عنها فكره أن يكتمها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا محمّد بن الصلت ، نا موسى بن محمّد الأنصاري عن شيخ يقال له إسحاق قال :

دخل ابن سيرين على ابن هبيرة وعنده الناس ، فقال : السلام عليكم ، فغضب ابن هبيرة ، فأرسل إليه ، فدخل على ابن هبيرة وهو وحده ، فقال السلام عليك أيها الأمير ، فقال ابن هبيرة : جئتني وعندي الناس ، فقلت السلام عليكم ، وجئت الآن فقلت : السلام عليك أيها الأمير ، فقال ابن سيرين : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا سلّم عليه وهو في القوم قالوا : السلام عليكم ، وإذا كان وحده قالوا : السلام عليك يا رسول الله.

قرأنا (١) على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أبي ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، نا ابن عون قال :

لما توجه ابن سيرين إلى ابن هبيرة قلت : بيني وبين أيوب أراه سينزل مسألة ابن هبيرة إياه منزلة الشهادة ، قال : فأخبرني بعض من كان معه قال : لما دخل على ابن هبيرة قال : كيف تركت البصرة؟ قال : تركت الظلم فيها فاشيا ، قال : فغضب ابن هبيرة وأبو الزناد عند رأسه ، فجعل يقول : أصلحك الله إنه شيخ ، إنه شيخ ، قال : إلى أن عرض شيء فتكلم فيه محمّد ببعض كلامه ذاك قال : فضحك ابن هبيرة.

قال ابن عون فأخبرني محمّد فقال : لما خرجت قال : أعطوه كذا ، وأعطوه كذا ، فأبيت أن أقبل ، فأتاني إياس بن معاوية فقال : أتردّ على الأمير عطيته ، قال : قلت : إن (٢) كانت صدقة فلا حاجة لي فيها ، وإن كان إنّما يعطيني أجر ما علّمني الله فلا أريد عليه أجرا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، نا ابن نمير ، عن ابن فضيل قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : قرأت.

(٢) استدركت «إن» على هامش «ز» ، وكتب بعدها : صح.

٣٧٨

كان عمر بن هبيرة يقول : اللهم إنّي أعوذ بك من طول الغفلة وإفراط الفطنة ، اللهمّ لا تجعل قولي فوق عملي ، ولا تجعل أسوأ عملي ما قرب من أجلي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا محمّد بن الفتح القلانسي ، نا ابن أبي عمرو الشيباني ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرّحمن الطائي قال : قال لي عبد الرّحمن (٢) بن يزيد القيسي :

بينا أنا واقف على رأس ابن هبيرة ، وبين يديه سماطان من وجوه الناس ، إذ أقبل شاب لم أر في مثل جماله وكماله حتى دنا من ابن هبيرة ، فسلّم عليه بالإمرة ، فقال : أصلح الله الأمير ، امرؤ قدحته كربة ، وأوحشته غربة (٣) ونأت به الدار ، وحلّ به عظيم ، خذله أخلّاؤه ، وشمت به أعداؤه ، وأسلمه البعيد ، وجفاه القريب ، فقمت مقاما لا أرى لي فيه معولا ، ولا حازبا إلّا الرجاء لله تعالى ، وحسن عائدة الأمير ، وأنا أصلح الله الأمير ممن لا تجهل أسرته ولا تضيع حرمته ، فإنّ رأى الأمير أصلحه الله أن يسدّ خلّتي ، ويجبر خصاصتي يفعل ، فقال ابن هبيرة : ممن الرجل؟ قال : من الذين يقول لهم الشاعر :

فزارة بيت العزّ والعزّ فيهم

فزارة قيس حسب قيس فعالها

لها العزّة القصوى مع الشرف الذي

بناه لقيس في القديم رجالها

وهل أحد إن مدّ يوما بكفه

إلى الشمس في مجرى النجوم ينالها

لهيهات ما أعيا القرون التي مضت

مآثر قيس واعتلاها فعالها

فقال ابن هبيرة : إنّ هذا الأدب لحسن (٤) مع ما أرى من حداثة سنك ، فكم أتى لك من السن؟ قال : تسع وعشرين سنة ، فلحن الفتى ، وأطرق ابن هبيرة كالشامت به ثم قال : أو لحّان أيضا مع جميل ما أتى عليه منطقك؟ شنته والله بأقبح العيب ، قال : فأبصر الفتى ما وقع فيه ، فقال : إنّ الأمير أصلحه الله عظم في عيني وملأت هيبته (٥) صدري ، فنطق لساني بما لم يعرفه قلبي ، فو الله [إلّا](٦) ما أقالني الأمير عثرتي عند ما كان من زلّتي ، فقال ابن هبيرة : وما

__________________

(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي ١ / ٤٩٨ وما بعدها.

(٢) في الجليس الصالح : عبد الله بن زيد القيسي.

(٣) رسمها بالأصل : «كربه» وفي «ز» وم : كربة ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٤) الجليس الصالح : إن هذا لأدب حسن.

(٥) بالأصل : هيئته ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.

(٦) زيادة عن الجليس الصالح وهي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.

٣٧٩

على أحدكم أن يتعلم العربية فيقيم بها أوده ، ويحضر بها سلطانه ، ويزيّن بها مشهده ، وينوء بها على خصمه ، أو يرضى أحدكم أن يكون لسانه مثل لسان عبده وأكّاره؟ قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم ، فإن كان سبقك لسانك وإلّا فاستعن ببعض ما أوصلناه إليك ، ولا يستحي أحدكم من التعلم ، فإنه لو لا هذا اللسان كان الإنسان كالبهيمة المهملة ـ وفي رواية أخرى : أو كالصورة الممثلة (١) ، قاتل الله الشاعر حيث يقول :

ألم تر مفتاح الفؤاد لسانه

إذا هو أبدى ما يقول من الفم

وكائن ترى من صامت (٢) لك معجب

زيادته أو نقصه في التّكلّم

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

فلم يبق إلّا صورة اللحم والدّم

قال القاضي في هذا الخبر : فإن رأى الأمير يفعل ، والأحسن : فإن رأى فعل ، أو فإن ير يفعل ، ليتفق لفظ الشرط ولفظ الجزاء ، وفعل الجزاء مستقبل في المعنى ، وإن أتى به بلفظ المضي ، ومجيئه (٣) مختلفا على ما في هذا الخبر صواب ، وقال زهير (٤) :

ومن هاب أسباب المنايا قتلنه

ولو نال أسباب السماء بسلّم

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو محمّد بن السّمرقندي ، وأبو الحسن بن مرزوق ـ إذنا ـ قالا : نا ـ وقال أبو الحسن أنا ـ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن علي الكاتب ، أنا الحسن بن حامد الأديب ، نا أبو خيثمة زهير بن حرب من كتابه ، سمعته يمليه على أبيه أبي بكر فتقدمت فقال : يا عسكري (٥) على ابني اقعد اكتب ، قال : حدّثنا عبد الله بن بكر السهمي ، نا أبي ، نا سلم بن قتيبة قال :

كنت عند ابن هبيرة الأكبر فجرى الحديث حتى جرى ذكر العربية فقال : والله ما استوى رجلان دينهما واحد ، وحسبهما واحد ، ومروءتهما واحدة ، أحدهما يلحن والآخر لا يلحن ؛ إنّ أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن ، قلت : أصلح الله الأمير ، هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته وعربيته ، أرأيت الآخر ما باله أفضل فيها؟ قال : إنه يقرأ كتاب الله على ما أنزل الله ، وإنّ الذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب الله ما ليس فيه ، ويخرج منه ما هو فيه ، قال : قلت : صدق الأمير وبرّ.

__________________

(١) رسمها وإعجامها مضطربان ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والجليس الصالح.

(٢) في الجليس الصالح : صاحب.

(٣) في الجليس الصالح : ومجيئه مختلط.

(٤) البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى ، راجع ديوانه.

(٥) رسمها بالأصل : «طعلئب»؟؟؟؟ وفي م و «ز» أعجمت الفاء.

٣٨٠