تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وإنه من أسلم من يهوديّ أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه ، ودان دين الإسلام فإنه من المؤمنين ، له مثل الذي لهم ، وعليه مثل الذي عليهم ، ومن كان على نصرانية أو يهودية فإنه لا يغيّر (١) عنها ، وعلى كل حالم : ذكر أو أنثى ، عبد أو حرّ : دينار واف ، أو عوضه ثيابا.

فمن أدّى ذلك ، فإنّ له ذمة الله وذمة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومن منعه فإنّه عدوّ الله ورسوله والمؤمنين (٢) جميعا.

وقد روي متصلا (٣) من وجه آخر :

أخبرناه (٤) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب ، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان الشّيباني ـ بنسا (٥) ـ وأبو يعلى الموصلي ـ بالموصل ـ وأبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وأبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي ، وأبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ـ ببغداد ـ واللفظ لحامد ، قالوا : أنا الحكم بن موسى ، نا يحيى بن حمزة ، عن سليمان بن داود ، حدّثني الزّهري ، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسّنن والدّيات ، وبعث به مع عمرو بن حزم ، فقرئت على أهل اليمن ، وهذه نسختها :

بسم الله الرّحمن الرحيم.

من محمّد النبي (٦) إلى شرحبيل بن عبد كلال ، والحارث بن عبد كلال ، ونعيم بن عبد كلال قيل ذي رعين ، ومعافر وهمدان (٧).

أما بعد ، فقد رجع رسولكم وأعطيتم من المغانم خمس الله ، وما كتب على المؤمنين من العشر في العقار ، وما سقت السماء ، أو كان سيحا (٨) ، أو كان بعلا (٩) ففيه العشر إذا بلغ

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «يغني» وفي «ز» : «يفتن» واللفظة غير واضحة في م ، والمثبت كما في الرواية السابقة والمختصر ، وفي سيرة ابن هشام : لا يردّ عنها.

(٢) الأصل : «بالمؤمنين» والمثبت عن م ، و «ز».

(٣) الأصل : «منه لا» والمثبت عن م و «ز».

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) في «ز» : بشيبان.

(٦) بالأصل : «الذي» والمثبت عن م ، و «ز».

(٧) في «ز» : وهمذان ، بالذال المعجمة.

(٨) السيح : الماء الجاري المنبسط على الأرض وهو أعم من العين ، فيشمل الماء الجاري المذاب من الثلج.

(٩) البعل ما شرب بعروقه نم الأرض.

٤٨١

خمسة أوسق (١) ، وما سقي بالرشاء والدالية (٢) ففيه نصف العشر إذا بلغ خمسة أوسق ، وفي كلّ خمس من الإبل سائمة شاة ، إلى أن تبلغ أربعا وعشرين ، فإذا زادت واحدة على أربع وعشرين ففيها بنت مخاض (٣) ، فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون (٤) ذكر إلى أن تبلغ خمسا وثلاثين ، فإذا زادت على خمس وثلاثين واحدة ففيها حقة (٥) طروقة الجمل إلى أن تبلغ ستين ، فإذا زادت واحدة على ستين ففيها جذعة إلى أن تبلغ خمسا وسبعين ، فإذا زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها شاة لبون إلى أن تبلغ تسعين ، فإن زادت واحدة ففيها حقّتان طروقتا الفحل ، إلى أن تبلغ عشرين ومائة ، فما زاد ففي كلّ أربعين لبون ، وفي كلّ خمسين حقة طروقة الجمل ، وفي كلّ ثلاثين باقورة تبيع جذع أو جذعة وفي كلّ أربعين باقورة بقرة ، وفي كلّ أربعين شاة [سائمة شاة](٦) إلى أن تبلغ عشرين ومائة ، فإذا زاد على عشرين ومائة ففيها شاتان ، إلى أن تبلغ مائتين ، فإذا زادت واحدة فثلاث إلى أن تبلغ ثلاثمائة فما زاد ففي كلّ مائة شاة شاة.

ولا تؤخذ في الصّدقة هرمة ، ولا ذات عوار (٧) ، ولا تيس الغنم ، ولا يجمع بين متفرق ، ولا يفرق بين مجتمع خيفة الصدقة ، فما أخذ من الخليطين فإنهما يتراجعان بالتسوية بينهما.

وفي كل خمسة أواق من الورق خمسة دراهم ، فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم ، وليس فيما دون خمسة أواق شيء ، وفي كلّ أربعين دينارا دينار.

وإنّ الصدقة لا تحلّ لمحمّد ولا لأهل بيته ، إنّما هي الزكاة ، تزكون بها أنفسكم ولفقراء المؤمنين ، وفي سبيل الله ، وليس في رقيق ولا مزرعة ولا عماله شيء ، إذا كانت تؤدي صدقتها من العشر ، وليس في عبد مسلم ولا في فرسه شيء.

قال يحيى بن أفضل (٨) : وكان في الكتاب : إنّ أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الشرك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير حق.

__________________

(١) الوسق ستون صاعا.

(٢) الرشاء ككساء : الحبل والدالية والناعورة.

(٣) بنت مخاض هي ما دخل في السنة الثانية.

(٤) ابن لبون هو ما له سنتان ودخل في الثالثة.

(٥) الحق والحقة : بكسر الحاء المهملة : هو من الإبل ما يستحق أن يحمل عليه ، والجمع : حقاق.

(٦) الزيادة عن م و «ز».

(٧) عوار : أي عيب.

(٨) بالأصل وم : يحيى أفضل ، والمثبت عن «ز» ، وفوق أفضل فيها ضبة.

٤٨٢

والفرار في سبيل الله يوم الزحف ، وعقوق الوالدين ، ورمي المحصنة ، وتعلّم السحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وإنّ العمرة الحج الأصغر ، ولا يمسّ القرآن إلّا طاهر ، ولا طلاق قبل إملاك ، ولا عتاق حتى يبتاع ، ولا يصلين أحد منكم في ثوب واحد ليس على منكبيه (١) شيء ، ولا يحتبي في ثوب واحد ليس بين فرجه وبين السماء شيء ، ولا يصلي أحد منكم في ثوب واحد وشقه باد ، ولا يصلين أحد منكم عاقصا (٢) شعره.

وكان في كتابه : إنّ من اعتبط (٣) مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود إلّا أن يرضى أولياء المقتول.

وإن في النفس الدية مائة من الإبل ، وفي الأنف إذا أوعب جدعا (٤) الدية ، وفي اللسان وفي الشفتين الدية ، وفي الذكر الدية ، وفي العينين الدية ، وفي الرجل الواحدة نصف الدّية ، وفي المأمومة (٥) ثلث الدّية ، وفي الجائفة (٦) ثلث الدية ، وفي المنقلة (٧) خمس عشرة من الإبل ، وفي كلّ أصبع من الأصابع في اليد والرجل عشر من الإبل ، وفي السن خمس من الإبل ، وإنّ الرجل يقتل بالمرأة ، وعلى أهل الذهب ألف دينار.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال الهيثم بن عدي.

في هذه السنة يعني سنة إحدى وخمسين ماتت ميمونة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفيها مات سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وجرير بن عبد الله البجلي ، وعمرو بن حزم ، وكعب بن مالك.

قال الهيثم : حدّثني صالح بن حبان عن ولد عمرو بن حزم : أنه توفي سنة إحدى وخمسين.

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «مثليه» وفي م : منكبه ، والمثبت عن «ز».

(٢) الأصل م و «ز» : عاقص.

(٣) الاعتباط : القتل بلا جناية ولا جريرة من المقتول يوجب قتله.

(٤) الأصل وم و «ز» : جذعة ، خطأ ، ولعل الصواب ما أثبت ، وأوعب جدعا أي قطع جميعه.

(٥) المأمومة : الشجة التي بلغت أم الرأس.

(٦) الجائفة : الطعنة التي تنفذ إلى الجوف.

(٧) المنقلة : الطعنة التي تخرج منها صغار العظام وتنقل من أماكنها.

٤٨٣

وقال المدائني : فيها مات سعيد بن زيد ، وعمرو بن حزم ، وجرير بن عبد الله ، وكعب بن عجرة ، وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني ، والهيثم بن عدي بذلك (١).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) قال :

وفيها يعني سنة إحدى وخمسين مات عمرو بن حزم الأنصاري.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، نا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، نا عبد الملك بن هشام ، نا زياد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق قال :

توفي عمرو بن حزم الأنصاري سنة أربع وخمسين (٣).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ ثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد بن سلّام قال : سنة أربع وخمسين فيها : مات عمرو بن حزم الأنصاري (٤).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المكتب ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدولابي ، أخبرني محمّد بن سعدان عن أبي حسان قال :

وفيها يعني سنة أربع وخمسين مات عمرو بن حزم الأنصاري ، ويكنى أبا محمّد.

٥٣٢٧ ـ عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

الهاشمي الحسيني

خرج مع عمه الحسين بن علي إلى العراق ، وكان فيمن قدم به دمشق مع علي بن الحسين ، وسأذكر قدومه في ترجمة عمته زينب بنت علي بن أبي طالب.

__________________

(١) راجع تهذيب الكمال ص ١٤ / ١٩٨ ـ ١٩٩ وأسد الغابة ٣ / ٧١٢.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢١٨.

(٣) تهذيب الكمال ١٤ / ١٩٩.

(٤) تهذيب الكمال ١٤ / ١٩٩.

٤٨٤

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (١) قال :

ولد الحسن : عمرو بن الحسن ، وذكر غيره ، فأما عمرو بن الحسن بن علي فولد : محمّدا ، وقد انقرض ولد عمرو بن الحسن بن علي ، وكان رجلا ناسكا من أهل الصلاح والدين.

٥٣٢٨ ـ عمرو بن حصين السّكسكي

ـ ويقال : السّكوني

من شجعاء أصحاب معاوية من فرسان أهل الشام الذين شهدوا معه صفّين ، له ذكر.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسن قال : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، نا نصر بن مزاحم (٢) ، نا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم بن حذلم قال :

خرج حريث مولى معاوية يومئذ وكان شديدا ذا بأس ، فقال : أهاهنا عليّ ، هل لك يا عليّ في المبارزة؟ اقدم إذا شئت أبا حسن ، فأقبل علي نحوه وهو يقول :

أنا عليّ وابن عبد المطلب

نحن لعمر (٣) الله أولى بالكتب

أهل اللواء والمقام والحجب

منا النبي المصطفى غير كذب

نحن نصرناه على جلّ العرب

يا أيها العبد الغرير المنتدب

اثبت لنا يا أيها الكلب الكلب

__________________

(١) راجع نسب قريش قريش للمصعب الزبيري ص ٥٠.

(٢) الخبر والشعر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٧٢ ـ ٢٧٤ (ت هارون).

(٣) الأصل وم : «لعمرو» والمثبت عن «ز» ، ووقعة صفين.

٤٨٥

ثم التقيا ، فبدأه عليّ فقتله ، فلمّا قتل حريثا نهد إليه عمرو بن الحصين السّكسكي فقال : يا أبا الحسن ، هلمّ إلى المبارزة ، فشدّ على عليّ ، فأثنى عليه عليّ هو يقول :

ما علّتي وأنا جلد صارم

وعن يميني مذحج القماقم

وعن يساري وائل الخضارم

والقلب مني مضر الجماجم

أقسمت بالله العليّ العالم

لا أنثني إلّا بردّ الرّاغم

فحمل عليه عمرو ليضربه بالسيف ، وبدره سعيد بن قيس ، فطعنه بالرمح ، فدقّ صلبه.

فقام عليّ بين الصّفّين ، فنادى : ويلك يا معاوية ، أبرز إليّ علي ما نضرب بعض الناس ببعض؟ فالتفت معاوية إلى عمرو بن العاص فقال له : ما ترى يا أبا عبد الله؟ فقال له عمرو : قد أنصفك الرجل ، واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سبّة (١) عليك ، وعلى عقبك ، فقال له معاوية : يا ابن العاص أمثلي يخدع عن نفسه؟ والله ما بارز ابن أبي طالب رجلا إلّا سقى الأرض من دمه.

قال : وحدّثني نصر (٢) ، حدّثني عمرو (٣) بن عبد الملك بن سلع ، نا أبي عن عبد خير قال :

خرج عمرو بن الحصين السّكسكي بعد قتل علي حريثا ، فقال عمرو : من يبارز ، فخرج إليه رجل من أصحاب علي فقتله عمرو بن الحصين ، ثم قام على ظهره ثم نادى : هل من مبارز؟ فخرج رجل من أصحاب علي ، فقتله ، وقام على ظهره ثم نادى : هل من مبارز؟ فخرج إليه علي ، ففرقت عليه همدان (٤) لما رأوا من شجاعة الرجل ، فلما رآه السّكسكي بدأه بالحملة ، قال : ويشد عليه سعيد بن قيس الهمداني من خلف عليّ حين بدر إليه علي فطعنه فدق ظهره ، ثم إنّ عليا دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه رجل من أصحاب معاوية ، فقتله علي ، ثم دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه رجل آخر فقتله علي ، ثم دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه الثالث فقتله علي أيضا ، ثم انصرف علي إلى أصحابه وقد اجتمعت له همدان ، فقالوا له : يا

__________________

(١) الأصل : شبه ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ووقعة صفين.

(٢) راجع وقعة صفين ص ٢٧٣ ـ ٢٧٤.

(٣) «عمرو بن» استدركنا على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٤) «ز» : همذان ، تصحيف.

٤٨٦

أمير المؤمنين لقد تخوفنا عليك من الرجل ، فأنشأ علي يقول (١) :

ولو كنت بوّابا على باب جنّة

لقلت لهمدان ادخلي بسلام

قال عمرو : ولم يذكر أبي غير هذا البيت وزاد فيه غيره :

دعوت فجاءني (٢) من القوم عصبة

لدا البأس من همدان غير لئام

فوارس من همدان ليسوا بعزّل

غداة الوغى من شاكر وشبام (٣)

ومن أرحب الشّمّ العرانين بالقنا

ونهم (٤) وخيوان السّبيع ويام

ومن كلّ حيّ قد أتتني عصابة

ذوو نجدات في الوغى وعزام

يسوقهم حامي الحقيقة (٥) ماجد

سعيد بن قيس والكريم محامي

فيصلى صلاها واصطلينا بنارها

وكانوا لدى الهيجاء أسد ضرام

لهمدان أخلاق كرام تزيّنهم

وصدق (٦) إذا لاقوا وحسن كلام

متى تأتهم في دارهم تستضيفهم

تبت ناعما في لذّة وطعام

جزى الله همدان الجنان فإنهم

سمام العدى في كلّ يوم سمام (٧)

أناس يحبون النّبيّ ورهطه

سراع إلى الهيجاء غير كهام (٨)

٥٣٢٩ ـ عمرو بن حفص بن [يزيد](٩)

أبو محمّد الثقفي

حدّث عن الوليد بن مسلم ، وأبي حفص عمرو بن صالح البصري ، نزيل دمشق ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وسهل بن هاشم البيروتي.

روى عنه : جعفر الفريابي ، وأبو إسماعيل الترمذي ، وأبو عبد الله محمّد بن

__________________

(١) بعض الأبيات في وقعة صفين ص ٢٧٤ منسوبة إلى علي رضي‌الله‌عنه وديوانه ط بيروت ص ١٧٢ ـ ١٨٣.

(٢) وقعة صفين : فلباني ... فوارس من همدان.

(٣) شاكر وشبام : بطنان من همدان.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : وفهم ، وفي الديوان : ورهم وأحياء السبيع ويام.

(٥) الأصل : الحسبة ، والمثبت عن م و «ز» والديوان.

(٦) الديوان : ودين يزينهم ولين إذا لاقوا.

وفي وقعة صفين : وبأس إذا لاقوا وحدّ خصام.

(٧) الديوان : خصام ، وفي وقعة صفين : زحام.

(٨) قوم كهام : كليلون بطيئون لا غناء عندهم.

(٩) سقطت من الأصل وم واستدركت عن «ز». وقد أخرت ترجمته فيها إلى ما بعد الترجمة التالية.

٤٨٧

وضاح بن بزيغ القرطبي ، وأبو الحسن (١) أحمد بن سيّار المروزي.

أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين (٣) المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الخياط الأزجي ـ قراءة عليه ـ أنبأ أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سليمان بن بابوية بن مهرويه بن عبيد بن مرزوق المخرّمي الدقاق ، أنا جعفر بن محمّد بن المستفاض أبو بكر الفريابي ، نا عمرو بن حفص بن يزيد أبو محمّد الثقفي الدمشقي.

[ح](٤) وأخبرنا (٥) أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال : حدّثنا ـ وأبو (٦) النجم بدر بن عبد الله قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا عبد الله بن محمّد الحذّاء ، أنبأ عمر بن محمّد بن علي الناقد ، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي (٧) ، نا عمرو بن حفص الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا الأوزاعي ، نا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :

سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : متى وجبت لك النبوة؟ قال : «فيما بين خلق آدم ونفخ الروح فيه» [٩٩٤٣].

لا أرى (٨) هذا ، وابن شليلة إلّا واحدا ، والله أعلم.

٥٣٣٠ ـ عمرو ـ ويقال : عمر ـ بن حفص بن شليلة

أبو هشام الثقفي الدّمشقي البزّار (٩)(١٠)

مولى الحجاج بن يوسف ، ويعرف بابن زبر ، وكانت داره بدمشق بناحية باب السلامة.

روى عن الوليد بن مسلم ، وضمرة بن ربيعة ، وسهل بن هاشم ، وعقبة بن علقمة البيروتي ، ومحمّد بن شعيب ، وأيوب بن تميم ، وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب.

__________________

(١) «الحسن» سقطت من «ز».

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) بالأصل : الحسين بن المبارك.

(٤) «ح» استدركت عن «ز».

(٥) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ١٩٩.

(٨) الأصل : أدري ، والمثبت عن م ، وم ، «ز».

(٩) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : البزاز.

(١٠) ترجمته في الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٩.

٤٨٨

روى عنه : أبو عبد الملك القرشي ، ومحمّد بن هارون أبو نشيط (١) ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، وخالد بن روح ، وأحمد بن المعلّى ، وأبو الجهم عمرو بن حازم القرشي ، ويزيد بن محمّد ، وأبو زرعة الدمشقي ، ومحمّد بن عوف ، وعثمان بن خرّزاد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ تمام بن محمّد ، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم في آخرين قالوا : أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا عمرو بن حفص ـ يعني ابن شليلة ـ نا الوليد ، حدّثني عبد الله بن العلاء ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن : في البقرة ، وآل عمران ، وطه» ، قال : فالتمستها فوجدت في البقرة آية الكرسي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(٢) ، وفاتحة آل عمران : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(٣) ، وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(٤).

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمد بن المحاملي ، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد القصار ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو حفص عمر بن علي الزيات ، أنبأ جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي ـ إملاء ـ نا عمرو بن حفص الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا الأوزاعي ، حدّثنا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :

سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : متى وجبت لك النبوة؟ قال : «فيما بين خلق آدم ونفخ الروح فيه» [٩٩٤٤].

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ، قالا : أنبأ أبو القاسم بن أبي عبد الله ، أنبأ أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنبأ أبو الحسن.

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٥) :

__________________

(١) الأصل : «بسيط» ورسمها في م : «مرط» والمثبت عن «ز». ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٢٤.

(٢) الآية ٢٥٥ من سورة البقرة.

(٣) الآية الأولى من آل عمران.

(٤) الآية ١١١ من سورة طه.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٠٣ في باب عمر.

٤٨٩

عمر (١) بن حفص بن شليلة الدمشقي ، روى عن الوليد بن مسلم ، روى عنه أبي ، وأبو زرعة ، سئل أبي عنه فقال : دمشقي صدوق.

وقال في باب عمرو (٢) :

عمرو بن حفص بن شليلة (٣) الدمشقي : أبو هشام المعروف بابن زبر ، روى عن ضمرة ، وسهل بن هاشم ، وعقبة بن علقمة ، سمع منه أبي بدمشق في الرحلة الأولى ، وسألته عنه فقال : صدوق ، قال أبو محمّد : روى عنه محمّد بن هارون أبو نشيط (٤) البغدادي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو محمّد عمرو بن حفص بن عمر الثقفي الدمشقي ، سمع محمّد بن شعيب بن شابور القرشي ، وسهل بن هاشم البيروتي ، روى عنه أبو الحسن أحمد بن سيّار المروزي ، كنّاه ونسبه وسمّاه ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري ، نا أحمد بن سيّار.

٥٣٣١ ـ عمرو بن الحمق (٥) بن الكاهن بن حبيب

ابن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي (٦)

له صحبة.

سكن الكوفة ثم انتقل إلى مصر ، وكان قد سيّره عثمان بن عفّان إلى دمشق ، وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة جندب بن زهير (٧) ، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

__________________

(١) في «ز» : عمرو.

(٢) الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٩ في باب عمرو.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : «سليلة» وبهامشه عن سنخة : شليلة.

(٤) بالأصل ، و «ز» ، وم : بسيط ، والمثبت عن الجرح والتعديل ، مرّ التعريف به.

(٥) الحمق : بفتح أوله وكسر الميم بعدها قاف (الإصابة).

(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٢٠٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٣٢ وأسد الغابة ٣ / ٧١٤ والإصابة ٢ / ٥٣٢ والاستيعاب ٢ / ٥٢٣ (هامش الإصابة).

(٧) راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ١١ / ٣٠٣ رقم ١٠٩١.

٤٩٠

روى عنه رفاعة بن شدّاد الفتياني (١) ، وجبير بن نفير ، وعبد الله بن عامر المعافري ، وميمونة جدّة يوسف بن سليمان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب بن غيلان ، أنبأ أبو بكر الشافعي ، أنا محمّد بن غالب ، حدّثني عبد الصمد بن النعمان ، نا أسباط بن نصر الهمداني ، عن السّدّي ، عن رفاعة ، حدّثني أخي عمرو بن الحمق قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من رجل أمّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل ، وإن كان المقتول كافرا» [٩٩٤٥].

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله وأبو (٢) القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي.

ح وأخبرنا (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا علي بن الجعد ، أخبرني حمّاد ـ وفي حديث عيسى : أنا حمّاد ـ بن سلمة عن عبد الملك بن عمر ، عن رفاعة بن شدّاد قال :

كنت أقوم على رأس المختار فلما تبين لي حذايته هممت وأيم الله أن أسل سيفي فأضرب عنقه حتى ذكرت حديثا حدّثنيه ـ وقال عيسى : حدّثني به ـ عمرو بن الحمق قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أمّن رجلا على نفسه فقتله ، أعطي لواء الغدر يوم القيامة» [٩٩٤٦].

أخبرنا (٤) أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس ، أنبأ أبو سعد الخير ، أنبأ أبو أحمد الحافظ ، نا محمّد بن مروان ـ بدمشق ـ نا هشام بن عمّار ، نا شهاب بن خراش ، نا الحارث بن غصين الثقفي ، عن السّدّي ، عن رفاعة بن عاصم (٥) الفتياني قال :

كنت واقفا على رأس المختار بالسيف ، وعنده نمرقتان فقال : كان على هذه جبريل

__________________

(١) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.

(٢) الأصل : أبو ، بدون واو ، أضيفت الواو عن م و «ز» ، وكتب فوق اللفظة في «ز» : «ح» حرف صغير.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، تصحيف ، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.

٤٩١

وعلى هذه ميكائيل ، فنظرت إلى قائم سيفي لأضربه ، ثم ذكرت حديثا حدّثنيه عمرو بن الحمق أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من ائتمن رجلا على دمه فقتله ، فأنا من القاتل بريء ، وإن كان المقتول كافرا» [٩٩٤٧].

قال شهاب : وتصديق ذلك في كتاب الله : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ)(١).

كذا قال ، وإنما هو رفاعة بن شداد.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى التّجيبي ، أنا ابن وهب ، أخبرني أبو شريح ، عن عميرة بن عبد الله المعافري ، سمعه من أبيه عن عمرو بن الحمق عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ستكون» (٢).

وأخبرنا (٣) أبو عبد الله أيضا ، أنبأ إبراهيم بن منصور ، أنبا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا عمرو بن سواد ، أنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عبد الرّحمن بن شريح ، عن عميرة بن عبد الله المعافري ، عن أبيه ، عن عمرو بن الحمق.

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تكون فتنة أسلم الناس فيها ـ أو خير الناس فيها ـ الجند الغربيّ» [٩٩٤٨].

فلذلك قدمت عليكم مصر.

أخبرنا (٤) أبو القاسم هبة الله الشروطي ، أنا وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا (٥) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٦) ، أنا أبو صالح ، حدّثني أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح المعافري أنه سمع عميرة بن عبد الله المعافري يقول : حدّثني أبي أنه سمع عمرو بن الحمق يقول :

__________________

(١) سورة الأنفال ، الآية : ٥٨.

(٢) الأصل : ستلقون ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) كتب فوقها في م و «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) كتب فوقها في م و «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) كتب فوقها في م و «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٦) رواه يعقوب بن سفيان ٢ / ٤٨٣.

٤٩٢

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تكون فتنة أسلم الناس فيها ـ أو خير الناس ـ فيها الجند الغربي».

قال ابن الحمق : فلذلك قدمت عليكم مصر [٩٩٤٩].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي ، حدّثني أبي قال (١) : لم يرو عمرو بن الحمق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير حديثين «إذا أراد الله بعبد خيرا عسله» [٩٩٥٠].

وفي حديث آخر : «من ائتمن على نفسه رجلا فقتله» [٩٩٥١].

كذا قال ، وقد روينا له غيرهما.

أخبرنا (٢) أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ بن منصور ، قالا : أنبأ أبو طاهر الباقلاني ـ زاد ابن المبارك : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن [أنبأ أبو الحسين](٣) الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة بن خياط (٤) قال :

عمرو بن الحمق بن كاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحيّ بن (٥) حارثة بن عمرو بن تمام بن حارثة (٦) ، من ساكني الكوفة ، قتل بالموصل سنة إحدى وخمسين ، قتله عبد الرّحمن بن عثمان الثقفي ، وبعث برأسه إلى معاوية ، روى أحاديث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٧) في الطبقة الرابعة.

من الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ثم من خزاعة وهم بنو كعب ، ومليح ، وعدي بني عمرو بن ربيعة بن

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٦٣ رقم ١٢٥٥.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) الزيادة عن م و «ز».

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٨٠ رقم ٦٦٣.

(٥) ما بين الرقمين ليس في م.

(٦) ما بين الرقمين ليس في م.

(٧) راجع طبقات ابن سعد ٦ / ٢٥.

٤٩٣

حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد : عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو ، تابع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجة الوداع ، وصحبه بعد ذلك ، ثم كان أحد الرءوس الذين ساروا إلى عثمان بن عفّان ، وشهد المشاهد بعد ذلك مع علي بن أبي طالب ، ثم قتل بالجزيرة ، قتله ابن أم الحكم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا (١) أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر ، أنا أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال :

ومن خزاعة وهو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن مازن بن ثعلبة بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان : عمرو بن الحمق يقول من ينسبه : عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو ، وكان بمصر ، وله بها دار ، وقد كان بالكوفة زمن زياد ، وقتل بالموصل سنة إحدى وخمسين ، قتله عبد الرّحمن ابن أم الحكم الثقفي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا (٢) أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) :

عمرو بن الحمق الخزاعي ، سكن مصر ، مات قبل معاوية ، قاله محمّد بن صباح عن شريك عن أبي إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

__________________

(١) في «ز» : ثم حدثنا ، وفوقها «ح» بحرف صغير.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣١٣ ـ ٣١٤.

٤٩٤

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (١) :

عمرو بن الحمق له صحبة ، روى عنه جبير بن نفير ، ورفاعة بن شدّاد ، وروى عميرة بن عبد الله المعافري عن أبيه عنه ، سمعت أبي يقول بعض ذلك ، وبعضه من قبلي.

أخبرنا (٢) أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من قبائل اليمن : عمرو بن الحمق الخزاعي ، ثم قدم مصر ، سمعته من أبي صالح عن أبي شريح.

أخبرنا (٣) أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن جوصا ـ قراءة ـ.

قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى : عمرو بن الحمق الخزاعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، قال :

عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي ، سكن الكوفة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا ، وقتل في زمن معاوية.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد في كتابيهما ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا (٤) أبو سعيد بن يونس.

عمرو بن الحمق الخزاعي ، قدم مصر آخر أيام عثمان بن عفّان ، روى عنه من أهل مصر عبد الله بن عامر المعافري ، يقال : قتله عبد الله بن عثمان الثقفي سنة خمسين ، وكان عمرو بن الحمق أحد من ألّب (٥) على عثمان بن عفّان.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٥.

(٢) بالأصل : قوله ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) بالأصل : قوله ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وفوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) الأصل : أنا ، والمثبت عن «ز».

(٥) غير واضحة بالأصل ، وفي «ز» : «السيف» والمثبت عن م.

٤٩٥

أخبرنا (١) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :

عمرو بن الحمق الخزاعي سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عداده في أهل مصر ، روى عنه جبير بن نفير ، ورفاعة الفتياني وغيرهما.

أخبرنا (٢) أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الله بن محمّد بن علي الصّنعاني ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر قال :

بلغني أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان جالسا في أصحابه يوما فقال : «اللهمّ أنج أصحاب السفينة» ، ثم مكث ساعة فقال : «قد استمرّت» ، فلما دنوا من المدينة قال : «قد جاءوا يقودهم رجل صالح».

قال : والذين كانوا في السفينة الأشعريون والذين قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أين جئتم؟» قالوا : من زبيد (٣) ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بارك الله في زبيد» ، قالوا : وفي زمع (٤) قال : «بارك الله في زبيد» قالوا : وفي زمع يا رسول الله ، قال في الثالثة : «وفي زمع» [٩٩٥٢].

أخبرنا أبو علي الحداد ـ إذنا ـ قال : قال : لنا (٥) أبو نعيم الحافظ.

عمرو بن الحمق الخزاعي ، هو عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن ربيعة بن كعب الخزاعي ، سكن الكوفة ، ثم انتقل إلى مصر ، روى عنه رفاعة بن شداد الفتياني ، وجبير بن نفير وغيرهما ، كان أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق ، أصابته لدغة فتوفي ، فخافت الرسل أن يتّهموا به ، فقطعوا رأسه ، فحملوه إلى معاوية ، ودعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يمتع بشبابه ، فمرت عليه ثمانون سنة ، فلم نر له شعرة بيضاء.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) الخبر التالي سقط من «ز» ، هنا ، وجاء فيها بعد عدة أخبار.

(٣) زبيد : مدينة مشهورة باليمن (راجع ياقوت).

(٤) زمع : موضع لم يذكره ياقوت في معجم البلدان ، ذكره البكري في معجم ما استعجم : منزل من منازل حمير باليمن.

(٥) الأصل : أنا ، وفي م : انبا ، والمثبت : لنا ، عن «ز».

٤٩٦

أخبرنا (١) أبو القاسم بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا الحكم بن موسى ، نا يحيى (٢) بن حمزة ، عن إسحاق بن أبي فروة ، أخبرني يوسف بن سليمان ، عن جدته ناثرة عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سقى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «اللهم أمتعه بشبابه» ، فمرت به ثمانون سنة لم ير الشعرة البيضاء.

رواه غيره عن سليمان فسمّى جدّته : ميمونة.

أخبرناه (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنا عبد الدائم بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو بكر بن خريم (٤) ، نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة الحضرمي ، حدّثني إسحاق بن أبي فروة (٥) ، نا يوسف بن سليمان عن جدّته ميمونة عن عمرو بن الحمق الخزاعي.

أنه سقى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبنا ، فقال : «اللهمّ أمتعه بشبابه» ، فمرّت به ـ وقال عبد الكريم : فصارت له ـ ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء [٩٩٥٣].

ورواه عبد الله بن أحمد عن الحكم ، وسمّاها ميمونة أيضا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) : وقال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين وعلى خزاعة عمرو بن الحمق الخزاعي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن علي العلوي ، نا محمّد بن عبد الله الجعفي ، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، أنا جعفر بن محمّد بن عمرو الخشاب ـ قراءة ـ نا أبي ، نا زيدان بن عمرو بن البختري ، حدّثني غياث بن إبراهيم ، عن الأجلح بن عبد الله الكندي ، قال :

سمعت زيد بن علي ، وعبد الله بن الحسن ، وجعفر بن محمّد ، ومحمّد بن عبد الله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) عن «ز» : «يحيى بن حمزة» وبالأصل : محمّد.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) في م : حزيم ، تصحيف.

(٥) من طريقه رواه في تهذيب الكمال ١٤ / ٢٠٥ وفيه : إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٩٤ (تحت عنوان : تفصيل خبر صفين).

٤٩٧

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كلهم ذكره عن آبائه ، وعن من أدرك من أهله ، وسمعته أيضا من غيرهم ، فذكرهم ، وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «يا عمرو أتحبّ أن أريك آية الجنّة؟» قال : نعم (١) يا رسول الله ، فمر علي فقال : «هذا وقومه آية الجنة» ، فلما قتل عثمان وبايع الناس عليا لزمه ، فكان معه حتى أصيب ، ثم كتب معاوية في طلبه ، وبعث من يأتيه به.

قال الأجلح : فحدّثني عمران بن سعيد البجلي عن رفاعة بن شدّاد البجلي ـ وكان مواخيا لعمرو بن الحمق ـ أنه خرج معه حين طلب فقال لي : يا رفاعة إنّ القوم قاتلي ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرني أن الجنّ والإنس تشترك في دمي ، وقال لي : «يا عمرو إن أمّنك رجل على دمه فلا تقتله فتلقى الله بوجه غادر».

قال رفاعة : فما أتمّ حديثه حتى رأيت أعنة الخيل فودّعته ، وواثبته حية فلسعته ، وأدركوه ، فاحتزوا رأسه ، فكان أول رأس أهدي في الإسلام [٩٩٥٤].

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا عبد الله بن أحمد ، أنا محمّد بن جرير (٢) ، حدّثني عمر بن شبّة ، نا علي بن محمّد ، عن سلمة بن عثمان ، قال : بلغني عن الشعبي قال :

لما قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال : إن عمرو بن الحمق يجمع (٣) إليه من شيعة أبي تراب ، فقال له عمرو بن حريث : ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقّنه ولا ندري ما عاقبته ، فقال زياد : كلاكما لم يصب ، أنت جئت تكلمني في هذا علانية ، وعمرو حين يردّك عن كلامك ، قوما إلى عمرو بن الحمق فقولا له : ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك ، من أرادك أو (٤) أردت كلامه ففي المسجد.

قال : ويقال : إن الذي (٥) رفع على عمرو بن الحمق قال : قد أنغل (٦) المصرين (٧) ، يزيد بن رويم ، فقال : عمرو بن حريث : ما كان قط أقبل على ما ينفعه منه اليوم ، فقال زياد

__________________

(١) «قال : نعم» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٢) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٢٣٦ حوادث سنة ٥٠.

(٣) الطبري : يجتمع.

(٤) بالأصل : «وأرادت» والمثبت : «أو أردت» عن الطبري ، وفي «ز» ، وم : وأردت.

(٥) الأصل وم و «ز» : الدين ، والمثبت عن الطبري.

(٦) أنغل : أفسد.

(٧) بالأصل وم : المصريين ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ الطبري.

٤٩٨

ليزيد بن رويم : أما أنت فقد أشطت دمه ، وأما عمرو فقد حقن دمه ، ولو علمت أنّ مخّ ساقه قد سال من بغضي ما هجته حتى يخرج علي.

قال محمّد بن جرير : قال (١) هشام بن محمّد عن أبي مخنف ، حدّثني المجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، وزكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق :

أنّ حجرا لما قفّي به من عبد زياد نادى بأعلى صوته : اللهم إنّي على بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها ، سماع الله والناس ، فحبس عشر ليال ، وزياد ليس له عمل إلّا طلب رؤساء أصحاب حجر ، فخرج عمرو بن الحمق ورفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن ، ثم ارتحلا حتى أتيا أرض الموصل ، فأتيا جبلا فكمنا فيه ، وبلغ عامل ذلك الرستاق أن رجلين قد كمنا في جانب الجبل ، فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان يقال له : عبد الله بن أبي بلتعة ، فسار إليهما في الخيل نحو الجبل ، ومعه أهل البلد ، فلمّا انتهى إليهما خرجا ، فلما عمرو بن الحمق فكان مريضا ، وكان بطنه قد سقى (٢) فلم يكن عنده امتناع ، وأما رفاعة بن شداد فكان شابا قويا فوثب على فرس له جواد فقال له : أقاتل عنك؟ قال : وما ينفعني أن تقاتل؟ أنج بنفسك ، فحمل عليه ، فأفرجوا له ، فخرج ينفّر به فرسه ، وخرجت الخيل في طلبه ، وكان راميا ، فأخذ لا يلحقه فارس إلّا رماه ، فجرحه أو عقر به ، فانصرفوا عنه ، وأخذ عمرو فسألوه : من أنت؟ فقال : من إن تركتموه كان أسلم لكم ، وإن قتلتموه كان أضر لكم ، فسألوه ، فأبى أن يخبرهم ، فبعث به ابن أبي بلتعة إلى عامل الموصل ـ وهو عبد الرّحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي ـ فلما رأى عمرو بن الحمق عرفه ، وكتب إلى معاوية يخبره ، فكتب إليه معاوية : أنه زعم أنه طعن عثمان بن عفّان سبع (٣) طعنات بمشاقص كانت معه ، وإنا لا نريد أن نعتدي (٤) عليه ، فأطعنه تسع (٥) طعنات ، فطعنه تسع (٦) طعنات ، فمات في الأولى منهن (٧) أو الثانية ، عورض به (٨).

__________________

(١) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ (حوادث سنة ٥١).

(٢) الاستسقاء والسقي : ماء أصفر يقع في البطن عن مرض.

(٣) في الطبري : تسع.

(٤) الأصل : نعتذر ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والطبري.

(٥) في «ز» : سبع.

(٦) في «ز» : سبع.

(٧) الأصل : منهم ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.

(٨) «عورض به» ليس في م. وكتب بعد الثانية في م : أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال.

وكتب في «ز» بعد قوله : عورض به : آخر الجزء الثامن والسبعين بعد الثلاثمائة ، ويتلوه : أخبرنا أبو الغنائم

٤٩٩

__________________

محمّد بن علي بن ميمون في كتابه ، أنا محمّد بن علي بن الحسن ، نا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي.

بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله فسمعه ابني محمّد بن القاسم بن علي وكتب العالم بن علي بن الحسن في نوبتين آخرهما ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة بالمنارة الشرقية ، وصح وثبت سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الإمام الشيخ الفقيه العالم الحافظ الثقة ثقة الدين ، صدر الحفاظ ، ناصر السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله ، ابنه أبو الفتح الحسن وابن أخيه الفقيه ، أبو البركات الحسن بن محمّد بن الحسن ، والشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد الله الحنفي ، والشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كوما الصالحي ، والشيخ الأجل الأمين بهاء الدين أبو علي بن الحسن بن علي بن شواس بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة بن محفوظ بن صصري وشمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ والفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد وأبو ذكريا يحيى بن علي بن مؤمل وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار ويوسف بن أبي الحسين بن أبي أحمد وإسماعيل بن حماد الدمشقي وإسماعيل بن جوهر بن مطر وأبو طالب بن إبراهيم بن هبة الله ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم بن غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة وعمر بن عبد الله بن أبي الفضل الموازيني وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وأبو القاسم بن عبد الصمد بن علي الحموي وبركاسا بن قوحا ورين فرنوث الديلمي ويوسف بن عبد الله بن فرج الأندلسي وأحمد بن نصر بن طعان وأبو الحسين بن علي بن خلدون وأبو القاسم بن محمّد بن ناجية وبيان بن أبي الكرم بن أبي الوحش ويوسف بن إبراهيم بن عبد الله وأبو محمّد بن علي بن أبية والقاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي ومحاسن بن خضر بن عبيد وكاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وسمعه نصفه الأول أبو عبد الملك بن محمّد الحسين بن أبي المضا ويوسف بن يحيى بن بركات وأبو الفضل بن صبح بن حران وأبو منصور بن يعلى بن معالي وأبو القاسم بن مجلي بن نصر وعلي بن أبي القاسم بن فرج النابلسي عمر بن تمام بن عبد الله وعلي بن أحمد بن أبي الحسن وإبراهيم بن عبد الله بن حسن وسلامة بن ناصر بن المسلم وعبدة بن مكارم بن أبي بكر الهروي وسالم بن يوسف بن إبراهيم وعلي بن المسلم بن سلمان وأبو البركات بن محمّد بن أبي البركات وعبد الخالق بن أبي الحسن بن عثمان وفضائل بن سلمان بن هبة الله وسمع نصفه الثاني زين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء وأبو المفضل يحيى وأبو المحاسن سليمان وأبو البيان نبا بن فضل بن الحسين بن سليمان وعبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز وفضالة بن نصر الله الفرضي وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وأحمد بن عبد الوارث بن خليفة القلعي وفتوح بن معالي بن حسن وابنه عمرو بستكين بن عبد الله وعمر بن عبد الله الأندلسي ونصر بن عبد الواحد بن أبي الحسن وظافر بن نجا بن يوسف وإسماعيل بن علي بن شجاع وأبو عبد الله بن عبد المنعم بن علي الحموي ومحمّد بن أحمد بن أبي بكر وخضر بن مشرف بن معن وعلي بن يعقوب بن عبد الله وموسى بن أبي الحسين بن محرز ونصر بن علي بن سلمان وعبد العزيز بن عثمان بن عبد العزيز وإسماعيل بن بيان بن أبي الكرم وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس الرابع من شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة بجامع دمشق ه.

سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة

٥٠٠