تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن الحارث ، نا علي بن محمّد قال :

قال عمر بن هبيرة : عليكم بمباكرة الغداء ، فإن في مباكرته ثلاث خصال : يطيب النكهة ، ويطفئ المرّة ، ويعين على المروءة ، فقيل : وما يعين على المروءة؟ قال : لا تتوق نفسه إلى طعام غيره.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النحوي ، أنا الجلودي ، نا الغلّابي ، نا ابن عائشة قال :

ألقى ابن هبيرة إلى مثجور بن غيلان بن خرشة الضّبّي فصّا (١) أزرق وقال له اجعله على خاتمك فإنه حسن ، يريد قول الشاعر (٢) :

لقد رزقت عيناك يا ابن مكعبر

كما كلّ ضبّيّ من اللّؤم أزرق

فأخذ الفصّ مثجور ، فشدّه بسير ، وردّه عليه ؛ يريد قول سالم (٣) :

لا تأمننّ فزاريا خلوت به

على قلوصك واشددها بأسيار

قال : وأنا محمّد بن جعفر ، أنا ابن الأنباري ، نا أبي ، نا أحمد بن عبيد ، عن المدائني قال :

سأل رجل من بني عبس ابن هبيرة فمنعه ، فلما كان الغد عدا عليه فسأله ، فقال : أنا العبسي الذي سألك أمس فمنعته ، قال : وأنا الفزاري الذي سألته أمس فمنعك ، قال : وإنّك لفزاريّ ، والله ما ظننتك إلّا ابن هبيرة المحاربي ، قال : فذاك والله أهون لك علي ، يموت مثله من قومك ولا تعلم به ، ويحدث مثلي في قومك ولا تعلم به.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر ، أنا أحمد بن سلمان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، نا سليمان بن زياد (٤) قال :

كان عمر بن هبيرة واليا على العراق ، ولّاه يزيد بن عبد الملك ، فلما مات يزيد بن

__________________

(١) تقرأ بالأصل : قط ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) هو سويد بن أبي كاهل كما في حواشي المختصر.

(٣) يريد سالم بن دارة (كما كتبه محقق المختصر في الهامش).

(٤) راجع الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٠٧.

٣٨١

عبد الملك واستخلف هشام قال عمر بن هبيرة يولّي هشام العراق أحد الرجلين : سعيد الحرشي أو خالد بن عبد الله القسري ، فإن ولّى ابن النصرانية خالدا فهو البلاء ، فولّى هشام خالدا العراق ، فدخل واسطا وقد أوذن عمر بن هبيرة بالصلاة ، فهو يتهيأ قد اعتمّ والمرآة في يده يسوي عمّته إذ قيل له : هذا خالد قد دخل ، فقال عمر بن هبيرة هكذا تقوم الساعة ، تأتي بغتة ، فقدم خالد فأخذ عمر بن هبيرة فقيّده وألبسه مدرعة صوف ، فقال عمر : بئس ما سننت على أهل العراق ، أما تخاف أن تؤخذ بمثل هذا.؟

قال : ونا سليمان ، نا قران بن تمام الأسدي ، عن أبي بكر بن عيّاش قال :

لما صنع به خالد ما صنع ذهب يتقلب وهو في الحديد ، فتكشف فكأنما ثمّ صرفه فقال : لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين فقال من حضره : سيفرج عنه سريعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكري ، أنا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا خالد بن عبد الرّحمن بن جبلة ، عن أبيه قال :

كنت مع عمر بن هبيرة في حبس خالد بن عبد الله القسري ، وكان عمر بن هبيرة قد ضربني قبل ذلك ، فقال لي : يا جبلة إنّ الحفيظة تذهب الحقد ، وقد أمرت مواليّ يحفرون (١) ، وهم منتهون إليّ الليلة ، فهل لك في الخروج؟ فقلت : لا ، قال : فأشر عليّ ، فقلت : لا تخرجنّ في دار قوم ، فقال : نعم.

وكان قد أمر مواليه فاستأجروا دارا إلى جنب السجن ، واتّخذوا فيها ألف نعجة ، فكانوا يحفرون بالليل ثم يفرشونه في الدار فتصبح الشاء قد وطأته بأبوالها ، فأفضوا بنقبهم إلى جبلة ، فقال لهم : لست بصاحبكم فأتوا عمر بن هبيرة فقام حتى دخل النّقب وخرج منه.

وكان جبلة أشار عليه أن يقدّم بين يديه رسولا بكتابه إلى هشام بن عبد الملك.

قال الأصمعي : فحدّثني يونس بن حبيب النحوي قال : قال لي أبو الفوارس الأعرج الباهلي : وجّهني عمر بن هبيرة بكتابه إلى هشام ، فقدمت غدوة ، وقدم ابن هبيرة عشية ، فمرّ ابن هبيرة في طريقه فسمع امرأة من قيس تقول : لا والذي ينجّي ابن هبيرة ، فقال : يا غلام أعطها ما معك ، وأعلمها أنّي قد نجوت.

__________________

(١) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٣٨٢

رجع إلى حديث الصعق :

فلما فقد الحرس ابن هبيرة وجّه خالد في أثره سعيد بن عمرو الحرشي ، وذاك أن ابن هبيرة عزل سعيدا عن خراسان ، فقدم به عليه واسطا فحبسه وعذّبه ، حتى قدم خالد ، فأكرمه ، فلم يقدر سعيد أن يلحقه ، فلم يزل في أثره حتى بلغ الشام ، وقد قدم ابن هبيرة واجتمع إليه قيس ، فقال : أشيروا عليّ من أستجير؟ فقيل له : أم حكيم بنت يحيى امرأة هشام ، فقال : امرأة ، لو اغتسلت رضيت.

فقالوا : عليك بأبي شاكر مسلمة مع ما بينك وبينه ، فإنّه لا يسلمك أبدا ، قال : نعم.

فتوجه إليه ومعه القيسية ، فلما رآهم مسلمة وسمع كلامهم انطلق إلى هشام فكلّمه فيه فأمّنه على أن يؤدي كل ما اختانه ، فأدّاه.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أحمد بن سلمان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ قال : قال سليمان بن زياد لجأ موالي لعمر بن هبيرة ، فاكتروا دارا إلى جانب سور مدينة واسط ، فلمّا كانت الليلة التي أرادوا أن يخرجوه فيها من الحبس أفضوا (١) النقب إلى الحبس ، فخرج من الحبس في السّرب ، ثم خرج إلى الدار يمشي حتى بلغ الدار التي إلى جانب حائط المدينة ، وقد نقب فيها ، ثم خرج في السرب منها حتى خرج من المدينة ، وقد هيئت (٢) له خيل (٣) خلف حائط المدينة فركب ، وعلم به بعد ما أصبحوا وقد كان أظهر علة قبل ذلك ، لكن تمسكوا عن تفقده في كلّ وقت ، فأتبعه خالد سعيد الحرشي ، فلحقه وبينه وبينه الفرات ، فتعصب له فتركه ، وقال الفرزدق : (٤)

لما رأيت الأرض قد سدّ ظهرها

ولم (٥) يك إلّا ظلها لك مخرجا

دعوت الذي ناداه يونس بعد ما

ثوى في ثلاث مظلمات ففرّجا

خرجت ولم تمنن عليك شفاعة

سوى ربك البرّ اللطيف المفرجا (٦)

__________________

(١) إعجامها ناقص بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) رسمها بالأصل وم و «ز» : هيات.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، وفي م : «جمل» والمثبت عن «ز».

(٤) الأبيات في ديوان الفرزدق ط بيروت ١ / ١١٧.

(٥) عجزه في الديوان :

ولم تر إلّا بطنها لك مخرجا

(٦) روايته في الديوان :

خرجت ولم يمنن عليك طلاقة

سوى ربذ التقريب من آل أعوجا

٣٨٣

وأصبحت عثّ (١) الأرض قد سرت ليلة

وما سار سار مثلها حين أذلجا

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) : مات ابن هبيرة وهو ابن نيّف وخمسين سنة.

حرف اللام ألف فارغ

__________________

(١) الديوان : تحت.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٣٥.

٣٨٤

حرف الياء

[في أسماء آباء من اسمه عمر](١)

٥٢٩٢ ـ عمر بن يحيى بن الحارث الذّماري (٢)

حدّث عن أبيه.

روى عنه : عمرو بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الله بن محمّد بن بشر بن صالح الدّينوري ، نا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة ، نا أبي ، عن عمر بن يحيى بن الحارث الذّماري عن أبيه عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن كثير بن مرّة الحضرمي ، عن عمرو بن عنبسة السّلمي قال :

أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : من تابعك على هذا الأمر؟ قال : «حرّ وعبد» ، قال :

قلت : فأيّ الأعمال أفضل؟ قال : «الصبر والسّماحة ، وحسن الخلق».

فقلت : فأي الإسلام أفضل؟ قال : «الفقه في دين الله ، والعمل في طاعة الله ، وحسن الظن بالله».

قلت : فأيّ المسلمين أفضل؟ قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده».

قلت : فأيّ العمل أحبّ إلى الله عزوجل؟ قال : «إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، وطيب الكلام».

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) هذه النسبة بكسر الذال المعجمة نسبة إلى ذمار : قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء (راجع الأنساب : الذماري ، ومعجم البلدان : ذمار).

٣٨٥

قلت : فأي الصلاة أفضل؟ قال : «الصلاة لوقتها ، وطول القنوت ، وحسن الركوع والسجود».

قلت : فأيّ الهجرة أفضل؟ قال : «أن تهجر ماكره الله».

قلت : فأيّ المجاهدين أفضل؟ قال : «من جاهد نفسه في طاعة الله ، وهجر ما حرّم الله».

قلت : فأي ساعات الليل أفضل؟ قال : «جوف الليل الآخر ، فإنّ الله يفتح فيه أبواب السماء ، ويطّلع فيه إلى خلقه ، ويستجيب فيه الدعاء» [٩٩١٦].

قال البيهقي : ويشبه أن يكون سؤاله إيّاه عن الأعمال بعد ما لحق بقومه ، ثم عاد بعد ظهور الإسلام ، ونزول شرائعه. وبالله التوفيق.

٥٢٩٣ ـ عمر بن يحيى بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

له ذكر.

٥٢٩٤ ـ عمر بن يحيى بن زكريا أبو حفص

أظنه بعلبكيا.

حدّث عن أبي عبد الله الحسين بن محمّد الهمداني.

كتب عنه بعض أهل بعلبك.

٥٢٩٥ ـ عمر بن يحيى الأسدي

حكى عن أحمد بن أبي الحواري.

روى عنه : عبد الوهّاب الكلابي.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو علي الحسن بن علي القيرواني الخفّاف ـ بدمشق ـ أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، نا عمر بن يحيى الأسدي قال :

٣٨٦

سمعت أحمد بن أبي الحواري ، نا أبو صالح قال : قال أبو إسحاق الفزاري : بينا أنا قاعد وإبراهيم بن أدهم وعلي بن بكار ، ومخلد بن الحسين في مسجد المصّيصة ، إذ دخل علينا رجل عليه أثر السفر ، فقال : أيّكم إبراهيم بن أدهم؟ فأشار إليه بعضنا ، فقال : أكلمك ، فقام إبراهيم إلى سارية ، فكلّمه ، فقال : أنا غلامك ومعي عشرة آلاف درهم وفرس وبغل ، فقال إبراهيم : أنت حرّ وما معك لك ، اخرج ، ثم عاد إلينا كأنه لم يسمع شيئا (١).

٥٢٩٦ ـ عمر بن يزيد بن عمير

أبو حفص الأسدي (٢) التميمي البصري

أحد الفصحاء.

ولي هو وأبوه من قبله شرطة البصرة للحجّاج بن يوسف.

ووفد على هشام بن عبد الملك ، وأبو عمر بن يزيد هذا هو الذي أوصى بنيه بما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، نا أبو طالب علي بن محمّد الكاتب ، نا عبد الرّحمن بن محمّد قال : قال يزيد بن عمير الأسدي لبنيه :

اعلموا أنه إن كان عند أحدكم مائة ألف لهو أعظم في عيون بني تميم منه لو قسمها فيهم ، ولأن يقال لأحدكم : شحيح ، وهو غنيّ خير من أن يقال له : سخي ، وقد ذهب ماله ، ولأن يقال لأحدكم : هو جبان ، وهو حيّ خير من أن يقال : شجاع ، وقد قتل ، ويا بنيّ تعلّموا الردّ فو الله لهو أشدّ من الإعطاء.

صوابه : الأسيدي (٣).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٤) قال :

__________________

(١) الخبر من طريق آخر في حلية الأولياء ٧ / ٣٨٣.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» هنا ، وفي المختصر : الأسيّدي وسينبه المصنف في آخر الخبر التالي إلى أن الصواب :

الأسيّدي وهذه النسبة إلى أسيّد بن عمرو بن تميم بن مرّ ، راجع جمهرة أنساب العرب ص ٢٠٧ و ٢١٠.

(٣) ضبطت عن جمهرة أنساب العرب ص ٢١٠.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٠٨ تحت عنوان : من كان على شرط الحجاج وحرسه وكتابه.

٣٨٧

تولى ـ يعني الحجّاج ـ شرط البصرة عامر بن مسمع بن مالك ، ثم ولّى عبد الله (١) بن المهلّب بن أبي صفرة ، وولّى يزيد بن عمير الأسيّدي (٢) ثم ابنه عمر بن يزيد بن عمير ، ثم ولّى زياد بن عمرو العتكي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا محمّد بن عمران المرزباني ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، نا محمّد بن القاسم بن خلّاد ، عن عمر بن عبد الرّحمن قال : قال عمر بن يزيد : لما طلبنا الحجّاج فأخذنا نودع متاعنا الناس ، ولنا جار نخافه ، فجعلنا في سفط لبنا ، وأودعناه إياه فكفّ عنا أذاه ، فلما ظهرنا جئنا نطلب منه ، قال : ما وجدت أحدا نودعه لبنا غيري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، نا ابن سلّام ، أخبرني يونس قال :

أتى جرير عمر بن يزيد الأسيّدي وهو على شرط البصرة طالب حاجة فتقاعس عمر له فقال جرير (٣) :

أتنسى يوم مسكن إذ تنادي

وقد أخطأت بالقدم الرّكابا

نكحت إلى بني عدس بن زيد

فقد برذنت (٤) خيلهم العرابا

فلو كان النّجيّ بعهد عوف

تبرّأ من أسيّد ثم تابا

وكان عمر انهزم يوم مسكن (٥) يوم قاتل الحجاج عبد الله بن الجارود ، فأراد أن يركب للهرب فاعتاص عليه برذونه ، فجعل يقول : من يعقلني عقله الله ، فعيّره جرير بذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن

__________________

(١) في تاريخ خليفة بن خيّاط : ثم ولّى عبد الملك المهلب بن أبي صفرة.

(٢) بالأصل وم : الأسدي ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ خليفة.

(٣) لم أعثر على الخبر في طبقات فحول الشعراء للجمحي ، ولم أعثر على الأبيات في ديوان جرير.

(٤) الأصل و «ز» : تردنت ، وفي م : «تركبت» والمثبت عن المختصر.

(٥) مسكن : موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق (معجم البلدان).

٣٨٨

حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، نا هشام بن حسان ، عن محمّد.

أنّ أنس بن مالك توفي ، ومحمّد بن سيرين محبوس في دين عليه ، قال : وأوصى أنس أن يغسّله محمّد ، قال : فكلّم له عمر بن يزيد ، فكلّم (٢) فيه حتى أخرج من السجن ، قال : فغسّله ثم قال : رجع محمّد إلى السجن حتى عاد فيه ، قال : فلم يزل محمّد بن سيرين يشكرها لآل عمر بن يزيد حتى مات.

قال : وقال غير محمّد بن عبد الله الأنصاري في هذا الحديث : إنّ محمّد بن سيرين قال : كلّموا المرأة يعني التي حبس لها ، فكلّموها فأخرجته ، فغسّل أنسا ، ثم ردّ إلى الحبس.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا ، وأبو طالب بن يوسف ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا بكّار بن محمّد ، نا ابن عون قال :

لما مات أنس بن مالك أوصى أن يغسله محمّد بن سيرين ويصلّي عليه ، قال : وكان محمّد محبوسا ، فأتوا الأمير وهو رجل من بني أسيّد (٤) فأذن له فخرج فغسّله ، وكفّنه ، وصلّى عليه في قصر أنس بالطّفّ ، ثم رجع فدخل كما هو إلى السجن ، ولم يذهب إلى أهله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو عبد الوهّاب بن علي ، أنا علي بن عبد العزيز قال : قرئ على أحمد بن جعفر ، أنا أبو خليفة ، نا محمّد بن سلّام بن عبيد الله بن زياد الجمحي قال : وحدّثني عبد القاهر قال : قال عمر بن يزيد الأسيّدي ـ وسمعت يونس يقول : ما كان بالبصرة مولد مثله ، قال : ـ

دخلت على هشام وعنده خالد بن عبد الله القسري يتكلم ويذكر اليمن فأكثر في ذلك ، فصفّقت تصفيقة دوى البهو منها ، فقلت : ما رأيت كاليوم خطلا ، والله إن فتحت فتنة في الإسلام إلّا باليمن ، لقد قتلوا أمير المؤمنين عثمان ، ولقد خرج ابن الأشعث على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، وإنّ سيوفنا تقطر من دماء بني المهلب.

__________________

(١) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ٢٥ في ترجمة أنس بن مالك.

(٢) ابن سعد : فتكلم.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٢٥.

(٤) تقرأ بالأصل : أسد ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وابن سعد.

٣٨٩

فلما نهضت تبعني رجل من بني مروان حضر ذلك ، فقال : يا أخا تميم ، وريت بك زنادي ، قد شهدت مقالتك ، واعلم أنّ أمير المؤمنين مولّيه العراق ، وإنها ليست لك بدار.

فلما ولي خالد استعمل على أحداث البصرة مالك بن المنذر ، فكان لعمر مكرما ، ولحوائجه قضّاء ، إلى أن وجد عليه ، وكان عمر لا يملك لسانه فخرج من عنده ، وقد سأله حاجة فقضاها فقال : كيف رأيت الفسّاء؟ سخرنا به منذ اليوم؟

وقال قائلون : إنّ مخلدا كتب إليه فيه فأخلاه وشهد عليه ناس من بني تميم وغيرهم ؛ فضربه مالك حتى قتله تحت السياط.

وكان عمرو بن مسلم الباهلي أعان عليه ، وكانت حميدة بنت مسلم عند مالك بن المنذر ، وأعان عليه بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة ، وكان يخاصم هلال بن أحوز (١) في المرغاب (٢) خصومة طويلة ، وكان عمر يعين على بشير ، فقال الفرزدق : (٣)

لحا الله قوما شاركوا في دمائنا

وكنا لهم عونا على العثرات

فجاهرنا ذو الغشّ عمرو (٤) بن مسلم

وأوقد نارا صاحب البكرات (٥)

يعني بشيرا. وكانت عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكاوي وأمها الملاءة بنت أوفي الحرشي أخت زرارة عند عمر بن يزيد فخرجت إلى هشام فأعانتها القيسية على ذلك فحمل مالك له.

قرأت في كتاب منتخب من كتب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (٦) ، أخبرني أبو دلف الخزاعي ، نا دماذ (٧) ، عن أبي عبيدة قال : كان عمر بن يزيد الأسيّدي صديقا للشمردل بن شريك ومحسنا إليه كثير البرّ به والرفق (٨) له فأتاه نعيه وهو بخراسان فقال يرثيه :

__________________

(١) في م : أحور.

(٢) المرغاب : نهر بالبصرة.

راجع ما ورد في معجم البلدان بشأن الخصومة بين بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة وبين حميري بن هلال بن أحوز.

(٣) البيتان في ديوانه ط بيروت ١ / ١١٦.

(٤) الأصل : عمر ، والتصويب عن م ، و «ز» ، والديوان.

(٥) بالأصل وم و «ز» : النكرات ، والمثبت عن الديوان.

(٦) الخبر والشعر في الأغاني ١٣ / ٣٦٠ في أخبار الشمردل بن شريك بن عبد الملك ، الشاعر الأموي.

(٧) اسمه رفيع بن سلمة.

(٨) في الأغاني : والرفد له.

٣٩٠

لبث (١) الصباح وأسلمته ليلة

طالت كأنّ نجومها لا تبرح

موصولة بجناح أخرى مثلها

حتى يرى الدّوّ الفئام النّوّح

عطّلن أيديهن ثم تفجّعت

ليل (٢) التمام بهنّ عبرى يصدح

وحليلة رزئت وأخت وابنة

كالبدر تنظره عيون لمّح

لا يبعد ابن يزيد سيّد قومه

عند الحفاظ وحاجة تستنجح

[حامي الحقيقة لا تزال جياده

تغدو مسوّمة به وتروّح](٣)

للحرب محتسب القتال مشمّر

بالدرع مضطمر الحوامل سرّح

ساد العراق وكان أول وافد

تأتي الملوك به المهاري الطّلّح

يعطي الغلاء بكلّ مجد يشترى

إنّ المعالي بالمكارم أربح

حدّثني أبو محمّد بن الأكفاني : أن عبد العزيز بن أحمد أجاز له ، أنا أبو الحسين الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبو محمّد الفرغاني ، نا محمّد بن جرير الطبري (٤) قال :

ثم دخلت سنة تسع ومائة فيها قتل عمر بن يزيد الأسيّدي ، قتله مالك بن المنذر بن الجارود ، وكان سبب ذلك ـ فيما ذكر ـ أن خالد بن عبد الله شهد عمر بن يزيد أيام حرب يزيد بن المهلّب مسلمة بن عبد الملك وقال : هذا رجل العراق ، فغاظ ذلك خالدا ، وأمر مالك بن المنذر وهو على شرطة البصرة أن يعظّم عمر بن يزيد ، ولا يعصى له أمرا حتى يعرّفه الناس ، ثم أقبل يعمل (٥) عليه حتى يقتله ، ففعل ذلك ، فذكر يوما عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز ، فافترى عليه مالك ، فقال له عمر بن يزيد : تفتري على عبد الأعلى ، فأغلظ له مالك ، وضربه بالسياط حتى قتله.

وبلغني من وجه آخر : أن مالكا أخذ عمر بن يزيد ثم أمر به فلويت عنقه ، ثم أخرجوه ليلا إلى السجن فجعل رأسه ينقلب ، والأعوان (٦) يقولون له : قوّم رأسك ، فلما أتوا به

__________________

(١) الأصل وم : ليث ، وفي الأغاني : لبس ، والمثبت : لبث عن «ز».

(٢) الأصل وم و «ز» : ليلي ، والمثبت عن الأغاني.

(٣) سقط البيت من الأصل ، واستدرك عن م ، و «ز» ، والأغاني.

(٤) راجع خبر مقتله في تاريخ الطبري ٧ / ٤٦ حوادث سنة ١٠٩.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الطبري : يعتل عليه.

(٦) الأصل : والأعوانى ، والمثبت عن م ، و «ز».

٣٩١

السّجّان قال : لا أتسلمه منكم ميتا فأخذوا المفاتيح منه وأدخلوه السجن ، فأصبح ميتا فشنعوا أنه مصّ خاتمه ، وكان فيه سمّ فمات ، وتكلم الناس في أمره وذلك أيام عمرو بن سهيل حين غلب على البصرة في خلافة مروان في آخر سلطان بني أمية.

٥٢٩٧ ـ عمر (١) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي

وأمّه أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن (٢) عبد شمس.

مات في حياة أبيه من صاعقة أصابته فذكر أحمد بن يحيى بن جابر ، حدّثني أبو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب أن عمر بن يزيد أصابته صاعقة فهلك ، ويقال : رعدت السماء رعدة شديدة فمات خوفا ، فقال عبد الله بن همّام السّلولي :

عمر الخير يا شبيه أبيه

أنت لو عشت قد خلفت يزيدا

سلّط الحتف في الغمام عليه

فتلقّى الغمام روحا سعيدا

أيها الرّاكبان من عبد شمس

بلّغا الشّام أهلها والجنودا

أن خير الفتيان أصبح في لحد

وأمسى من المكارم (٣) فقيدا

٥٢٩٨ ـ عمر بن يزيد بن هشام القرشي

من أهل صهيا (٤).

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

٥٢٩٩ ـ عمر بن يزيد اللّخمي

كان ممن أخذ مع ثابت بن نعيم الجذامي ، فأتي به مروان بن محمّد بدير أيوب (٥) ،

__________________

(١) لم يذكر مصعب بن عبد الله في نسب قريش في أولاد يزيد بن معاوية ولدا اسمه : عمر.

ذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص ١١٢.

(٢) في نسب قريش : ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : الكرام.

(٤) صهيا : قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (معجم البلدان).

(٥) بالأصل : «بدير بن أيوب» والمثبت عن م و «ز» ، ودير أيوب كما في معجم البلدان : قرية بحوران من نواحي دمشق.

٣٩٢

فقتله ، وقتل ناسا معه ، له ذكر.

٥٣٠٠ ـ عمر بن يزيد النّصري (١)(٢)

روى عن عمرو بن مهاجر ، وأبي سلّام الحبشي (٣) ، والزهري ، ونمير بن أوس الأشعري القاضي ، وثميل بن عبد الله الأشعري (٤).

روى عنه : محمّد بن شعيب بن شابور ، وعبد الله بن سالم ، وعمرو بن واقد ، والهيثم بن عمران العبسي.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا قالا : أنا أبو سعد بن أبي علاثة.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو نصر الزينبي.

ح وأخبرنا أبو الفضل محمّد ، وأبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن ، قالا : أنا أبو نصر الزينبي.

قالوا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد.

ح وأخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم بن علي بن محمّد القرشي ، وأبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله المصري قال : أنا [أبو](٥) عبد الله محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد ، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا العباس بن الوليد بن مزيد (٦) العذري ـ ببيروت ـ نا محمّد بن شعيب بن شابور.

ح وأنبأنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد ، وحدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا العباس بن الوليد.

ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك ـ قراءة عليه ـ أنا العباس بن الوليد بن

__________________

(١) في «ز» : «النضري».

(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال : ٣ / ٢٣١ ولسان الميزان ٤ / ٣٤٠ والتاريخ الكبير ٦ / ٢٠٥ والجرح والتعديل ٦ / ١٤٢.

(٣) في «ز» : الخشني.

(٤) ترجمته في التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٨٣.

(٥) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدركت عن م.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يزيد ، تصحيف.

٣٩٣

مزيد البيروتي ، أنا محمّد بن شعيب.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر برداعس قال : قرأت على عباس ، أنا ابن شابور قال : أخبرني ـ وفي حديث برداعس : عن عمر بن يزيد النّصري ، عن عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز ، عن (١) عمر بن عبد العزيز ـ وفي حديث الأصم أنه أخبره عن عمر بن عبد العزيز (٢) عن يحيى بن القاسم ، عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص.

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال ـ وقال برداعس : عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما هلكت أمّة قط إلّا بالشرك بالله عزوجل ، وما أشركت أمة حتى يكون بدوّ شركها التكذيب بالقدر» [٩٩١٧].

وأخبرناه (٣) أبو محمّد السّلمي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، نا خيثمة بن سليمان ، نا العباس بن الوليد بن مزيد ، فذكر بإسناده مثله.

ورواه دحيم عن ابن شابور.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، نا محمّد بن محمّد الباغندي ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي أبو سعيد دحيم ، نا محمّد بن شعيب بن شابور ، عن عمر بن يزيد النّصري (٤) ، عن عمرو بن مهاجر ، عن عمر بن عبد العزيز عن يحيى بن القاسم ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما هلكت أمّة قطّ إلّا بالشّرك ، وما كان بدوّ شركها إلّا التكذيب بالقدر» [٩٩١٨].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني ، وأبو بكر فضل الله بن المفضّل بن فضل الله بن أبي الخير ، وأبو الثناء المنور ، وأبو الضياء نصر ابنا أسعد بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير الميهنيون ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب ، وأبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن سلمان المقرئ ، وأبو محمّد العباس بن محمّد بن أبي منصور الواعظ ، قالوا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف

__________________

(١) ما بين الرقمين ليس في «ز».

(٢) ما بين الرقمين ليس في «ز».

(٣) في «ز» : وأخبرنا.

(٤) في «ز» : النضري.

٣٩٤

الميهني (١) ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، أنا العباس بن الوليد ، أنا ابن شعيب ، أخبرني عمر بن يزيد النّصري عن أبي سلام.

أنه أخبر عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ثلاثة لا يقبل منهم صرف ولا عدل : عاقّ ، ومنّان ، ومكذّب بقدر» [٩٩١٩].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وعلي بن زيد (٢) قالا : أنا أبو الفتح الزاهد ـ زاد الفرضي : وأبو محمّد بن فضيل ، قالا : ـ أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم (٣) ، نا هشام بن عمّار ، نا الهيثم بن عمران ، نا عمر بن يزيد النّصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق بحكاية ذكرها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٤) قال :

عمر بن يزيد النّصري عن ثميل ، وعمرو بن مهاجر ، روى عنه عبد الله بن سالم ، ومحمّد بن شعيب الشامي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٥) :

عمر بن يزيد النّصري روى عن أبي سلام الحبشي ، وعمرو بن مهاجر ، وثميل روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٦) ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات : عمر بن يزيد النّصري هو الأعور.

__________________

(١) في «ز» : المهيني ، تصحيف.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يزيد.

(٣) في م : خزيم ، بالزاي تصحيف.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٢٠٥.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٤٢.

(٦) في م : الكناني ، تصحيف.

٣٩٥

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ح وقرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) قالا :

عمر بن يزيد النّصري يروي عن الزهري وغيره ، روى عنه عمرو بن واقد ، ومحمّد بن شعيب بن شابور.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنا أبو زكريا البخاري.

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال في باب النّصري بالنون : عمر بن يزيد النّصري ، يروي عن الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللالكائي ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٢) قال : قلت له ـ يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم ـ عمر بن يزيد النّصري؟ (٣) قال : كاتب نمير (٤) ، وكان ثقة ، فقيها ، وكان ابن شعيب يجالسه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا محمّد بن المظفر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي قال (٥) :

عمر بن يزيد النّصري عن الزهري يخالف في حديثه.

وبلغني عن أبي حاتم بن حبّان البستي قال : قال هشام بن عمّار : كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل (٦).

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٣٩٠ في باب : البصري والنصري.

(٢) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٩٦.

(٣) في المعرفة والتاريخ : البصري.

(٤) في المعرفة والتاريخ : قال : كان كاتبهم.

(٥) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ١٩٦ رقم ١١٩٥.

(٦) ميزان الاعتدال ٣ / ٢٣٠ وراجع ابن حبان ٢ / ٨٨.

٣٩٦

ذكر من اسمه عمر ممن لا يعرف تسمية أبيه

٥٣٠١ ـ عمر الدمشقي (١)

حدّث عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه : ابنه علي بن عمر.

ذكره أبو الفضل المقدسي.

٥٣٠٢ ـ عمر

يعرف بعمر دن مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن العلاء ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، نا محمّد بن موسى بن الحسين ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا حميد بن زنجويه ، نا يزيد بن عبد ربّه ، نا بقية بن الوليد ، عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال :

أتينا عمر بن عبد العزيز فدفعنا إليه صكاكا في حوائجنا ، وكان فينا رجل من أهل دمشق ، يقال له عمر دن مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فدفع إليه صكه : حاجة عمر مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما قرأها عمر قال : أيكم مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فأجابه عمر مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدعاه ، فقال له عمر : أنت مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال عمر : وعمر بن عبد العزيز أيضا مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ارفع إلينا حاجتك ، قال : يا أمير المؤمنين أمي عجوز كبيرة ليس لها

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٢٣٣ قال عنه الذهبي : لا يعرف من هو.

٣٩٧

خادم يكفيها ، قال : قد أمرنا لها بخادم ، فارفع إلينا حاجتك ، قال : تأمر لي بنفقة ، قال : قد أمرنا لك بثلاثين دينارا ، فارفع إلينا حاجتك ، قال : كفاني يا أمير المؤمنين ، قال : فتكلّم عمر بن عبد العزيز بكلمة لم أفهمها ، فقلت لصاحب لنا : ما الذي نطق به أمير المؤمنين؟ قال : قال : والله لو سألني إلى أن توارى بالحجاب ما منعته شيئا سألنيه (١).

قال مسلم : فإن ذلك لموقعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥٣٠٣ ـ عمر الرّاشدي

ولي إمرة دمشق في رجب سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في أيام المقتدر بعد ولاية تكين الخاصة الثانية له ، فأقام بها شهورا ، ثم عزل عنها ، وولّي الرملة ، وبها مات.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة أربع عشرة وثلاثمائة فيها مات عمر الراشدي أمير الرّملة.

٥٣٠٤ ـ عمر بن السّرّاج

من متصوفة أهل دمشق من أقران أحمد بن أبي الحواري ، وقاسم الجوعي ، له ذكر.

٥٣٠٥ ـ عمر المروزي

حكى عنه أبو الحسن بن جهضم الهمداني.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد بن صافي بن شجاع ، وأنبأنيه أبو طاهر بن الحنّائي عنه.

ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، أنا علي بن محمّد الربعي ، أنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم ، حدّثني عمر المروزي بأنطاكية ـ وقد اجتمعنا جماعة نريد دمشق ـ فقال لي : هؤلاء الجماعة يصلحون أن تصحبهم ، فقلت : ما علمت إلّا خيرا ، فأيش أنكرت؟ فقال : اعلم أنّي خرجت من الموصل وحدي ، فلمّا صرت على الطريق صحبني رجل ، وقال نصطحب إلى حرّان (٢) ، فقلت : نعم ، فمشى ساعة ، وقلت له تقدم أنت حتى أبول ، فأبطأت عليه فمشى وتركني ، ثم لقيني آخر فقال : إلى حرّان؟ فقلت : نعم ، فقال : نصطحب ، ومشينا يومنا ، فلما كان من الغد

__________________

(١) في م و «ز» : يسألنيه.

(٢) حران : وهي قصبة ديار مضر (معجم البلدان).

٣٩٨

قلت له تقدم حتى أبول ، وأبطأت عليه فتركني ومشى ، ثم آخر وآخر حتى قربت من حرّان وأنا وحدي ، فرأيت رجلا أسود (١) ، دميما ، حقيرا ، جالسا على الطريق فلما رآني بشّ بي وقال : إلى حرّان؟ قلت : نعم ، فمشينا ساعة ثم قلت له : تقدم حتى أبول ، وجلس ساعة ، فقلت له : تقدم فأنا ألحقك ، فطرح نفسه على الطريق فلحقته وقلت له : شغلت قلبي بجلوسك تنتظرني ، فما تطهّرت كما أريد ، فجلس وقال : تطهّر كيف شئت ، وأعطاني ما كان معه ، فقلت له تقدم ، وجلست وأبطأت ساعة كبيرة أختبره ، ثم انضجعت ، فرأى فقام وجاء إلى عندي ، وأخرج من وسطه زمارة ، وجلس عند رأسي ونفخ فيها فقلت : الحق المنزل ، فقال : قد مشينا ساعة ووجب حق بعضنا على بعض ليس نفترق ، وهو الذي بحذاك تراه ، فلم يزل معنا إلى دمشق ، وخرجنا إلى مصر وهو معنا ، وخرجنا إلى الحجاز وهو معنا ، أطيب الجماعة نفسا وأخفهم روحا ، وأكثرهم خدمة ، وأرفقهم بأصحابه.

٥٣٠٦ ـ عمر المغربي

قرأت بخط أبي عبد الله بن قبيس : مات عمر المغربي شيخ من أهل العلم والصلاح في شهر رمضان من سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وكتب على هامشه : «ود» والمثبت عن م و «ز».

٣٩٩

ذكر (١) من اسمه عمرو (٢)

٥٣٠٧ ـ عمرو (٣) بن أحمد بن رشيد

أبو سعيد المذحجي الطّبراني

حدّث عن عبد الرّحمن بن القاسم ، وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي (٤) يزيد ، وجعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه : عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وإدريس بن محمّد بن أحمد بن أبي خالد ، ويقال : إدريس بن إبراهيم الواعظ البغدادي ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي ، وأبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسن بن صصرى ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، نا عمرو بن أحمد بن رشيد الطّبراني أبو سعيد ، نا عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس الدمشقي ، نا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك اليزني (٥) الحمصي ، نا عبد السلام بن عبد القدّوس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أربع لا يشبعن من أربع : عين من نظر ، وأرض من مطر ، وأنثى من ذكر ، وعالم من علم» [٩٩٢٠].

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من م.

(٢) ما بين الرقمين سقط من م.

(٣) في م : عمر.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».

(٥) بالأصل وم و «ز» : البري ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٣.

٤٠٠