تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أقبلت بمائة دينار أريد صرفها ، فلقيت عمر بن الخطّاب ومعه طلحة بن عبيد الله فقال : ما هذه؟ فأخبرته ، فقال : قد أخذتها [إلى أن](١) يأتي غلامي من الغابة (٢) فقال عمر : لا والله لا تفارقه حتى تعطيه صرفها ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«الذّهب بالورق ربا إلّا ها وها ، والحنطة بالحنطة ربا إلّا ها وها ، والشعير بالشعير ربا إلّا ها وها ، والتمر بالتمر ربا إلّا ها وها» [٩٨٧٧].

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو همّام ، حدّثني عمر بن عبد الواحد أبو حفص السّلمي قال : سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يحدّث عن أبي الأشعث الصّنعاني ، عن أوس بن أوس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من غسل واغتسل ، ثم ابتكر وغدا ، ثم دنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكلّ خطوة يخطوها كأجر سنة صيامها وقيامها» [٩٨٧٨].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدّولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الشام : عمر بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٤) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) قال :

في الطبقة السادسة من أهل الشام : عمر بن عبد الواحد ـ زاد ابن الفهم : وكان ثقة ـ وقد روي عنه.

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر ، واللفظتان مستدركتان أيضا فيه بين معكوفتين.

(٢) الغابة : موضع قرب المدينة من ناحية الشام ، فيه أموال لأهل المدينة (راجع معجم البلدان).

(٣) في «ز» ، وم : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٧١.

٢٨١

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :

عمر بن عبد الواحد الدمشقي هو ابن قيس ، سمع الأوزاعي ، سمع منه دحيم.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الحسن بن عبد الملك مشافهة قالا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) قال :

عمر بن عبد الواحد الدمشقي ، وهو ابن عبد الواحد بن قيس الذي يروي عن أبيه الأوزاعي ، روى هو عن الأوزاعي ، وعمر بن محمّد العمري ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، والنعمان بن المنذر ، وعبد الرّحمن بن ثابت (٣) بن ثوبان ، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن ، وصفوان بن صالح ، ودحيم ، وإبراهيم بن موسى ، ويحيى بن أبي الخصيب ، ومحمود بن خالد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الأوزاعي : وعمر بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن جوصا قال :

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة : عمر بن عبد الواحد السّلمي (٤).

__________________

(١) التاريخ الكبير ٦ / ١٧٦.

(٢) الجرح والتعديل ٦ / ١٢٢.

(٣) «بن ثابت» ليس في الجرح والتعديل.

(٤) تهذيب الكمال ١٤ / ١٢٥.

٢٨٢

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو حفص عمر بن عبد الواحد الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدّولابي قال (١) : أبو حفص عمر بن عبد الواحد الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم (٢) قال :

صدقة ، وعمر ، وشعيب سنهم قريب بعضهم من بعض ، مولدهم سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال :

صدقة بن خالد ، وشعيب بن إسحاق (٤) ، وعمر بن عبد الواحد مولدهم سنة ثمان عشرة [ومائة](٥).

قال : ونا أبو زرعة (٦) ، حدّثني صفوان بن صالح ، نا عمر بن عبد الواحد قال : دفع إليّ الأوزاعي كتابي ـ بعد ما نظر فيه ـ فقال : اروه عنّي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٧) [قال :]

__________________

(١) الأسامي والكنى للدولابي ١ / ١٥١.

(٢) تهذيب الكمال ١٤ / ١٢٥.

(٣) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩.

(٤) هو شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن الدمشقي الأموي تهذيب التهذيب ٤ / ٣٤٧.

(٥) زيادة عن تاريخ أبي زرعة الدمشقي.

(٦) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٦٤.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ١٢٢.

٢٨٣

حدّثني أبي ، نا عباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، قال : سمعت مروان بن محمّد يقول : نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعي ، فما رأيت أحدا أصحّ حديثا عن الأوزاعي من عمر بن عبد الواحد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الخوارزمي ، أنا أبو بكر الإسماعيلي قال : وسألته ـ يعني عبد الله بن محمّد بن سيّار الفرهياني ـ من أوثق أصحاب الأوزاعي؟ فقال : عمر بن عبد الواحد لا بأس به (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين (٢) بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله وأبو نصر ، قالا : نا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح ، حدّثني أبي (٣) قال : عمر بن عبد الواحد دمشقي ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل في كتابه ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت (٤) أبا علي الحسين (٥) بن علي الحافظ يقول (٦) : سمعت إبراهيم بن يوسف الهسنجاني يقول : عمر بن عبد الواحد ثقة.

ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي.

أن عمر بن عبد الواحد مات سنة ثمانين (٧) ومائة ، وما حفظ ذلك ، والصواب ما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال : مات عمر بن عبد الواحد سنة مائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي ، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٤ / ١٢٥.

(٢) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز» ، والسند معروف.

(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٥٩ رقم ١٢٤٠.

(٤) ما بين الرقمين مكرر بالأصل.

(٥) في م : الحسن.

(٦) ما بين الرقمين مكرر بالأصل.

(٧) كذا بالأصل وم و «ز» : سنة ثمانين ومائة ، والذي رواه في تهذيب الكمال عن الهروي سنة : سبع وثمانين ومائة ، قال : ووهم في ذلك.

٢٨٤

الكوفي ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، قال : سمعت ابن مصفى يقول : مات عمر بن عبد الواحد سنة مائتين وهو ابن نيّف وثمانين.

وكذا ذكر هشام بن عمّار في وفاته (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) قال : وحدّثني أصحابنا أن شعيب بن إسحاق مات سنة سبع (٣) وثمانين ومائة ، وعمر بن عبد الواحد سنة مائتين.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نا أبو العباس بن ملاس ، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال :

وتوفي أبو حفص عمر بن عبد الواحد السّلمي في سنة إحدى ومائتين (٤).

٥٢٤٧ ـ عمر بن عبيد الله بن خراسان

أبو حفص

أظنه أطرابلسيا

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت الدمشقي.

روى عنه : أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشام الأطرابلسي.

أنبأنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم المقدسي ، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن أبي العيش الأطرابلسي ، نا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الأطرابلسي ـ إملاء ـ نا أبو حفص عمر بن عبيد الله بن خراسان ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت البزّاز ، نا عبد الحميد بن هندي ، نا المعافى بن سليمان ، نا محمّد بن سلمة ، عن الفزاري ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكلّ شيء حصاد ، وحصاد أمّتي ما بين الستين إلى السبعين» [٩٨٧٩].

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٤ / ١٢٦.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٩ وعنه في تهذيب الكمال ١٤ / ١٢٦.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتهذيب الكمال ، وفي تاريخ أبي زرعة : تسع.

(٤) تهذيب الكمال ١٤ / ١٢٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٠١.

٢٨٥

٥٢٤٨ ـ عمر بن عبيد الله بن معمر

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم

ابن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب (١)

أبو حفص القرشي التّيمي

أحد وجوه قريش وكرمائها.

كان جوادا ممدحا وولي فتوحا كثيرة ، وولي البصرة لعبد الله بن الزبير.

سمع عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وأبان بن عثمان ، وموسى بن حكيم.

روى عنه : عطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن عون بن أرطبان البصري.

وقدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان ، ومات بها.

أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله العمري الهروي.

ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله المصري ، وأبو الحسن علي بن أبي طالب القايني (٢) ، وأبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم ، وأبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد الدّهّان ، قالوا : أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي ـ واللفظ لحديثه ـ أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا بشر بن أحمد ابن ابنة أزهر السّمّان ، حدّثني جدي أزهر بن سعد ، عن ابن عون ، حدّثني عمر بن عبيد الله ، نا موسى قال :

كتب ابن عامر إلى عثمان بن عفّان كتبا فقدم (٣) عليه وقد نزل به أولئك ، فعمدت إلى الكتب فخيطتها في ثيابي (٤) ثم لبست لباس المرأة ، فلم أزل حتى دخلت عليه ، فجلست بين يديه فجعلت أفتق ثيابي (٥) وهو ينظر ، فدفعتها إليه ، فقرأها ثم أشرف على المسجد ، فإذا طلحة جالس في المسجد في الشرق فقال : يا طلحة ، قال : يا لبيك ، قال : نشدتك بالله عزّ

__________________

(١) جمهرة ابن حزم ص ١٤٠ ، والجرح والتعديل ٦ / ١٢٠ والتاريخ الكبير ٦ / ١٧٥.

(٢) في م : القاني ، تصحيف.

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : فقدمت عليه.

(٤) في م ، و «ز» : «قبائي» وفي المختصر : ثيابي ، كالأصل.

(٥) في م ، و «ز» : «قبائي» وفي المختصر : ثيابي ، كالأصل.

٢٨٦

وجل هل تعلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من يشتري قطعة فيزيدها في المسجد وله بها كذا وكذا» فاشتريتها من مالي؟ قال طلحة : اللهم نعم ، فقال : أنتم فيه آمنون وأنا خائف ، ثم قال : يا طلحة ، قال : يا لبيك ، قال : أنشدتك بالله عزوجل : هل تعلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من يشتري رومة (١) ـ يعني بئرا ـ فيجعلها للمسلمين فله بها كذا وكذا» فاشتريتها من مالي ، قال طلحة : اللهم نعم ، فقال : يا طلحة ، قال : يا لبيك ، قال : نشدتك بالله هل تعلمني ـ وقال بعضهم : تعلم أني ـ أنفقت في جيش العسرة على مائة قال طلحة : اللهم نعم ، قال طلحة : اللهم لا أعلم عثمان إلّا مظلوما [٩٨٨٠].

فرق البخاري في تاريخه (٢) بين عمر بن عبيد الله راوي هذا الحديث وبين ابن معمر ، ولم يتابعه ابن أبي حاتم على ذلك.

وعندي أنه هو ابن معمر ، والله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن جعفر ، نا شعبة ، عن أبي فروة الهمداني ، قال : سمعت عون الأزدي قال : كان عمر بن عبيد الله بن معمر أميرا على فارس ، فكتب إلى ابن عمر يسأله عن الصلاة ، فكتب إليه ابن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا خرج من أهله صلّى ركعتين حتى يرجع إليهم [٩٨٨١].

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (٣) :

وولد عبيد الله بن معمر بن عثمان : عمر (٤) بن عبيد الله الجواد الذي قتل أبا فديك ، وكان يقاوم قطرّي بن الفجاءة وكان يلي الولايات العظام ، وشهد مع عبد الرّحمن بن سمرة بن حبيب فتوح كابل شاه ، وهو صاحب الثغرة ، بات يقاتل عنها حتى أصبح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن

__________________

(١) بئر رومة : وهي في عقيق المدينة (معجم البلدان).

(٢) راجع التاريخ الكبير ٦ / ١٧٥ و ١٧٦ الترجمتين رقم ٢٠٨١ و ٢٠٨٢.

(٣) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٨٨ فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.

(٤) في نسب قريش : عمرو.

٢٨٧

الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) قال :

عمر بن عبيد الله بن معمر التّيمي القرشي أراه أخا معاذ وعبيد الله.

قال ابن عبادة : حدّثنا يعقوب بن محمّد ، كنيته أبو حفص.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٢) :

عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي التّيمي ، روى عن أبان بن عثمان ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا موسى بن عمران ، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : عمر عبيد الله بن معمر التيمي سمع جابر بن عبد الله ، وابن عمر ، روى عنه عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٣) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، أنا أبي أبو يعلى.

قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصّيدلاني ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو : حدّثكم الهيثم بن عدي ، قال : عمر بن عبيد الله بن معمر ، يكنى أبا حفص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : عمر بن عبيد الله بن معمر أبو حفص.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ١٧٥ ـ ١٧٦.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ١٢٠.

(٣) في م ، و «ز» : المحلى ، بالحاء المهملة ، تصحيف.

٢٨٨

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحافظ ، قال (١) :

أبو حفص عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي القرشي يعدّ في أهل المدينة ، يرونه أخا معاذ ، وعبيد الله ، أخبرني أبو الفضل محمّد بن أحمد ، نا يحيى بن ساسويه الرقاشي ، نا أحمد بن عبد الله (٢) بن حكيم ، قال : قال الهيثم ـ يعني ابن عدي عمر بن (٣) عبد الله بن معمر أبو حفص.

قال أبو أحمد هكذا وجدته في كتابي عمر بن عبد الله ، وإنما هو عمر بن عبيد الله (٤) ، ولست أدري من الواهم فيه.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال المدائني :

عمر بن عبيد الله بن معمر ، وعمر بن سعد ، وعمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ولدوا عام قتل عمر بن الخطّاب ، يعني سنة ثلاث وعشرين.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن محمّد بن أبي قدامة وغيره ، قال : كان يقال : ما مات رجل نبيه قط فسمي أول من يولد باسمه إلّا نبه ، فولدت زوجة عثمان بن عفّان بعد قتل عمر بن الخطّاب بنت عمرو بن حممة الدّوسي ، فقالت القابلة : أيّ شيء ولدت؟ قالت : غلاما ، قالت : فأسميه عمر ، قالت : سبقتك زوجة عبيد الله بن معمر التيمي ، ومناقب عمر بن عبيد الله كثيرة وممادحه ، ومات بدمشق بعد عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (٥) قال :

__________________

(١) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ٢٢١ رقم ١٢٧٠.

(٢) الأصل : «عبد» والمثبت عن م ، و «ز» ، والأسامي والكنى.

(٣) بالأصل وم و «ز» : «عن» والمثبت «عمر بن» عن الأسامي والكنى.

(٤) زيد بعدها في الأسامي والكنى : ولا أراه إلّا وهما.

(٥) الأصل وم و «ز» : حراش ، تصحيف.

٢٨٩

عمر بن عبيد الله التّيمي مولى سالم أبي النضر من فوق صدوق.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري (١) ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب الزهري ، نا مالك بن أنس ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن أنه قال له :  ألم أر صاحبك إذا دخل المسجد جلس قبل أن يركع ، قال أبو النّضر : يعني بذلك : عمر بن عبيد الله ويعيب ذلك عليه أن يجلس إذا دخل المسجد قبل أن يركع.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) قال :

في تسمية عمال ابن الزبير على البصرة قال : تراضى الناس بعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ويلقب ببّة حين وقعت الفتنة (٣) ، فأقره ، ثم كتب إلى عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي بولايته ، فأتاه الكتاب وهو بحفر أبي موسى يريد العمرة فكتب عمر إلى أخيه عبيد الله بن عبيد الله يصلّي بالناس (٤) ، ثم ولّى ابن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ، ويلقب القبّاع ، ثم عزله ، ثم جمع العراق لأخيه مصعب ثم عزله ، وولّى ابنه حمزة بن عبد الله ثم عزله ، وأعاد مصعبا ، فكان إذا شخص عن البصرة استخلف عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، فلما قتل مصعب غلب عليها حمران بن أبان ، ودعا إلى بيعة عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل (٥) ، نا أبي ، نا عارم أبو النعمان ، نا غسان بن مضر ، نا سعيد بن يزيد أبو سلمة.

أن بشر بن مروان بعث (٦) إلى عبد الملك بن مروان (٧) رجالا من أهل البصرة من وجوههم أنه ليس لقتال الأزارقة إلّا عمر بن عبيد الله بن معمر فيهم عبد الله بن حكيم السعدي.

__________________

(١) في «ز» : البجيري ، تصحيف.

(٢) راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٥٨.

(٣) وكان ذلك بعد موت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وهروب عبيد الله بن زياد من دار الإمارة بالبصرة.

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، ولم أجد هذا في تاريخ خليفة.

(٥) الأصل وم ، وفي «ز» : القطان.

(٦) ما بين الرقمين سقط من «ز».

(٧) ما بين الرقمين سقط من «ز».

٢٩٠

أخبرنا أبو غالب ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، أنا موسى ، نا خليفة قال :

سنة أربع وسبعين (١) فيها بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي إلى أبي فديك بالبحرين ، فالتقوا فانكشف أصحاب عمر ، وثبت عمر ومعه عبّاد بن الحصين الحبطي ، ومجاهد بن بلعا العنبري في جماعة من أهل الحفّاظ ، فقتل أبو فديك.

آخر (٢) [الجزء] الخامس والسبعين بعد الثلاثمائة (٣)(٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب (٥) بن علي بن عبد الوهّاب (٦) البزار ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطّاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، حدّثنا محمّد بن سلّام الجمحي ، حدّثني أبو الغرّاف (٧) قال :

لما توجه عمر بن عبيد الله بن معمر إلى أبي فديك امتدحه العجّاج :

قد جبر الدّين الإله فجبر

وعوّر الرّحمن من ولّى العور

يعني أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، وذاك أنه توجه إلى أبي فديك فهزمه ، فكتب خالد إلى عبد الملك فقال عبد الملك لعمر : أرأيتك لو كان بين عيني وتدا كنت تنزعه؟ قال : نعم والله يا أمير المؤمنين ، قال : فهذا أبو فديك وتد بين عيني فقال : أعفني يا أمير المؤمنين ، فلما أبى قال : ارفع إلينا ما جرى على يديك من خراج فارس ، فأقرّ له بالخراج ، فتلقاه العجّاج وهو متوجه إلى أبي فديك ، فأنشده ، فلما قال :

__________________

(١) كذا ، وليس للخبر في هذه السنة أي ذكر في تاريخ خليفة الذي بين يدي.

(٢) ما بين الرقمين ليس في م.

(٣) ما بين الرقمين ليس في م.

(٤) زيد بعدها في «ز» ، وكتب : بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم الثقة ، الصدوق الورع النبهان الأصيل زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمّد بن ..... الشافعي أثابه الله الجنة بحق سماعه فيه من عمه والملحق فبإجازته منه وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي يداس البرزالي الاشبيلي ..... (بياض بالأصل) وذلك يوم الخميس ويوم الجمعة السادس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة بجامع دمشق حرسها الله .... قائمة واحدة من آخره من حديث عثمان مع طلحة سبط الشيخ أبو اليمن عبد الصمد بن ناج الذي أتى الحسن عبد الوهاب وفقه الله وإياي والحمد لله وحده وصلاته على محمّد نبيه وسلامه.

(٥) بالأصل : «أبو محمّد بن الوهاب» والمثبت عن م.

(٦) «بن عبد الوهاب» ليس في «ز».

(٧) في «ز» : «أبو العزاف» وفي م : «أبو العراب».

٢٩١

هذا أوان الجدّان جدّ عمر

وصرّح ابن معمر لمن ذمر

وقال عمر : لا قوة إلّا بالله ، قال العجاج :

لا قدح إن لم تور نارا بهجر

ذات سنا يوقدها من افتخر

قال عمر : توكلت على الله ، ولن أدع جهدا فلما قال :

شهادة فيها طهور من طهر

فكأن عمر تطيّر من ذلك ثم قال : ما شاء الله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (١) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني علي بن زكريا الأزدي ، نا الوليد بن هشام القحذمي قال :

قام رجل من اليحمديين إلى المهلّب ، فقال : أيها الأمير أخبرنا عن شجعان العرب ، قال : أحمر قريش ، وابن الكلبية ، وصاحب البغل الدارج (٢) ، فقال : والله ما يعرف هؤلاء أحد ، قال : بلى ، أما أحمر قريش فعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، والله ما جاءتنا سرعان خيل قطّ إلّا ردّها ، وأما ابن الكلبية فمصعب بن الزبير ، أفرد في سبعة ، وجعل له الأمان فأبى حتى مات على بصيرته ، وأما صاحب البغل الدارج فعبّاد بن الحصين الحبطي ، والله ما نزلت بنا شدّة قط إلّا فرّجها ، فقال الفرزدق وكان حاضرا : تالله ما رأيت هكذا قولا ، فأين أنت عن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن خازم (٣) السلمي ، قال : إنّما ذكرنا الإنس ، ولم نذكر الجن.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، قالا : أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن الملحمي ، نا المعافى بن زكريا بن يحيى النهرواني ، حدّثني عبيد الله بن مسلم العبدي ، نا أبو الفضل الرّبعي ، حدّثني نهشل بن دارم الكوفي ، حدّثني أبي قال : لما توجه عمر بن عبيد الله بن معمر لمحاربة أبي فديك أقام بالكوفة لاختيار الجند ، فمرّ بحائط من حيطان الكوفة ، فإذا هو بغلام أسود يتغدى وإذا كلب رابض بين يديه ، فكلّما أكل لقمة طرح إلى

__________________

(١) في م و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.

(٢) هنا بالأصل : «الذبوح» وفي م : «الدنوج» والمثبت عن «ز» ، وستأتي «الدارج».

(٣) بالأصل وم : حازم ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

٢٩٢

الكلب أخرى ، وعمر واقف ينظر إلى فعله تعجبا منه ، فلما فرغ من طعامه دنا إليه فقال له : أهذا الكلب لك؟ قال : لا ، ولا أدري لمن هو ، قال : فما حملك على أن أطعمته طعامك؟ قال : إنّي كرهت أن يكون ذو عين ينظر إليّ وأنا آكل ولا أطعمه ، قال : لمن أنت؟ قال : لآل فلان ، قال : فالحائط؟ قال : لهم وهو في يدي ، فأتاهم عمر بن عبيد الله فابتاع الحائط منهم وابتاع الغلام فأعتقه وجعل الحائط له ، ثم أتاه فقال : علمت أنّي قد اشتريتك من مواليك ، وهذا رسولهم يخبرك بذلك ، قال : بارك الله لك فيما اشتريت ، قال : اذهب فأنت حرّ لوجه الله عزوجل ، قال : فإنّ الحمد لله وحده ولك بعده ، فقال : وقد اشتريت الحائط أيضا وهذا المسلم ذلك إليّ قال : أعطاك الله خيره وهناك ثمره ، قال : فهو لك ، قال : فإنّي أشهدك ومن حضر أنّي قد جعلته وقفا على الفقراء والمساكين ، قال : وما حملك على ذلك؟ قال : إنّي كرهت أن تكون جدت عليّ وأبخل على الله عزوجل ، فقال عمر لمن معه : امضوا بنا لا يبخلنا هذا الأسود.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم.

ح قال : قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة قالا : نا محمّد بن سعد ، أنا عفّان بن مسلم ، نا حمّاد بن سلمة ، أنا حميد ، عن سليمان بن قتّة (١) قال :

بعث معي عمر بن عبيد الله بألف دينار إلى عبد الله بن عمرو ، والقاسم بن محمّد ، فأتيت ابن عمر وهو يغتسل في مستحمه ، فأخرج يده فصببتها في يده ، فقال : وصلته رحم لقد جاءتنا على حاجة ، فأتيت القاسم بن محمّد ، فأبى أن يقبل ، فقالت امرأته : إن كان القاسم بن محمّد ابن عمه فأنا ابنة عمته (٢) ، فأعطنيها ، فأعطاها إياها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السّلمي ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافي بن زكريا (٣) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبيد عن الحرمازي قال :

__________________

(١) الأصل : قنه ، وبدون إعجام في م و «ز» ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٩٦.

(٢) في «ز» : «فأتى ابنة عتبة» وفي م كالأصل.

(٣) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٤٣٣.

٢٩٣

أتى رجل من الأنصار عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي بفارس فتعرض له ، فلم يصب منه طائلا فانصرف وهو يقول :

رأيت أبا حفص تجهّم مقدمي

فلطّ بقول عذرة أو مواربا

فلا تحسبن (١) أني تجشمت مقدمي

أرى ذاك عارا وأرى الخير ذاهبا

ومثلي إذا ما بلدة لم تواته

تنكب عنها واستدام العواقبا

قال : فبلغت الأبيات عمر بن عبيد الله فقال : عليّ بالرجل ، فجاءوا به ، فقال : يا عبد الله ما أخرج هذا منك؟ بيني وبينك قرابة؟ قال : لا ، قال : فلك عندي يد أسديتها إلي؟ قال : لا ، قال : فما دعاك إلى هذا؟ قال : أفضل الأشياء ، كنت أدخل مسجد المدينة أحفل ما يكون فأتجاوز من الحلق إلى حلقتك فأجلس فيها وأؤثرك ، قال : في أقل من هذا والله ما يحفظ لك ، كم (٢) أقمت؟ قال : أربعين ليلة ، فأمر له بأربعين ألفا وجهّزه إلى أهله.

أخبرنا أبو العزّ السلمي ـ قراءة ـ أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل ، نا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا محمّد بن زكريا بن دينار الغلّابي ، نا ابن عائشة ، عن أبيه قال (٣) :

كان لرجل (٤) من قيس عيلان جارية (٥) ، وكان بها معجبا ولها مكرما فأصابته حاجة وجهد فقالت له : لو بعتني فإن نلت طائلا عدت به عليك ، فعرض الرجل لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي القرشي ليبيعها إياه فأعجبته فأخذها بمائة ألف درهم ، فلمّا نهضت لتدخل أنشأت تقول :

هنيئا لك المال الذي قد أصبته

ولم يبق في كفي إلّا تفكّري

أقول لنفسي وهي في كرب عيشة :

أقلّي فقد بان الحبيب أم أكثري

إذا لم يكن للأمر عندك حيلة

ولم تجدي بدّا من الصبر فاصبري

فأجابها مولاها :

__________________

(١) الجليس الصالح :

فلا تحسبني إن تجهمت مقدمي

(٢) «كم» استدركت عن هامش الأصل وبعدها صح.

(٣) الخبر في المحبر ص ١٥١.

(٤) سماه في المحبر : أبا حزابة التميمي.

(٥) هي بسباسة ، كما في المحبر.

٢٩٤

ولو لا قعود الدّهر بي عنك لم يكن

يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

أءوب بحزن من فراقك موجع

أناجي به قلبا طويل التّفكّر

عليك سلام لا زيارة بيننا

ولا وصل إلّا أن يشاء ابن معمر

قال ابن معمر : خذ بيدها ، فهي لك وثمنها.

أنبأنا أبو البركات طلحة بن أحمد بن باذي (١) العاقولي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو عبد الله عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن بطّة العكبري ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبيد عن المدائني ، عن عبيد الله بن عبد الرّحمن.

أن رجلا كانت له قينة وكان بها [معجبا وكان له](٢) يسار فتضعضعت حاله وقلّ ما في يده ، فقالت له الجارية : إن رأيت أن تبيعني وتنتفع بثمني وأصير إلى موضع أنتفع به فافعل ، قال : فأتى بها عمر بن عبيد الله بن معمر ، فابتاعها منه بمائة ألف درهم ، فلما قبض المال قام يبكي ثم أنشأ يقول :

فلو لا قعود الدّهر بي عنك ولم يكن

يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذري

أبيت بحزن من فراقك موجع

أناجي به قلبا طويلا التّفكّر

عليك سلام لا زيارة بيننا

ولا صل إلّا أن يشاء ابن معمر

فقال ابن معمر : فإنّي قد شئت ، فخذ بيدها ، فهي لك مع المائة ألف درهم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة المعدل (٣) في كتابه إلي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ نا أبو بكر بن دريد ، أنا أبو حاتم ، أنا أبو عبيدة ، عن يونس قال :

لما مات عمر بن عبيد الله بن معمر صلّى عليه عبد الملك ثم قعد على قبره فقال : أم والله لقد فقدت قريش نابا من أنيابها.

فقال له أبو عمرو وهو مولى لآل أبي وحرة (٤) بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس : اليوم ناب وأمس ضرس كليل والله لوددت أن السماء وقعت على الأرض فلم يعش أحد بعده ، فتغافل له عبد الملك عنها.

__________________

(١) في «ز» : نادي.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.

(٣) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».

(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «وجده» وفي م : وجرة.

٢٩٥

وقال الفرزدق (١) :

يا أيها الناس لا تبكوا على أحد

بعد الذي بضمير (٢) وافق القدرا

كانت (٣) يداه لكم سيفا يعاذ به

من العدوّ وغيثا ينبت الشجرا

أمّا قريش أبا حفص فقد رزئت

بالشام إذ فارقتك البأس والظفرا (٤)

من يقتل الجوع بعد ابن الشهيد ومن

بالسيف يقتل كبش القوم إن عكرا

إنّ النوائح لا يعددن (٥) في عمر

ما كان فيه إذا المولى به افتخرا

كم من خميس (٦) لدى الهيجا دنوت به

من الهياج (٧) ولو لا أنت ما صبرا

منهن أيام صدق قد منيت (٨) بها

أيام فارس والأيام من هجرا (٩)

فابكي هبلت أبا حفص وصاحبه

أبا معاذ إذا المولى به انتصرا (١٠)

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة اثنتين وثمانين مات عمر بن عبيد الله بن معمر ، وأظنه حكى ذلك عن المدائني فيما أخبره به أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنه.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا أبو طاهر الذهبي ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، أنا الزبير بن أبي بكر ، حدّثني محمّد بن موسى بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر قال : قتل عبيد الله بن معمر لأربعين سنة ، ومات ابنه عمر بن عبيد الله لستين سنة.

٥٢٤٩ ـ عمر بن عطاء بن وهب الرّعيني

حكى عن مروان الطّاطري.

روى عنه : أبو عبيد الله معاوية بن صالح الأشعري.

__________________

(١) من قصيدة في ديوانه ط بيروت ١ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ يرثي عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي القرشي.

(٢) ضمير : جبل ببلاد قيس.

(٣) الديوان : كانت يداه يدا ، سيفا يعاذ به.

(٤) في «ز» : «الناس والظفرا» وفي الديوان : البأس والمطرا.

(٥) الديوان : يعدون.

(٦) الديوان : جبان.

(٧) الديوان : إلى القتال.

(٨) الديوان : بليت.

(٩) يريد بأيام فارس يوم إصطخر الذي قتل فيه أبوه ، وأيام هجر : يوم قتل أبو فديك الخارجي.

(١٠) الديوان : أبا معاذ ، إذ شؤبوبها استعرا.

٢٩٦

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، حدّثني عمر بن عطاء بن وهب الرّعيني ، قال : سمعت مروان بن محمّد الطّاطري يقول : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول :

ما رأيت مؤدبا قط إلّا معتوها ، وقد كان لنا شيخ يؤذن على باب الفراديس ، لا يؤذن المؤذنون حتى يؤذن هو لمعرفته بالوقت ، فأذن المغرب في يوم غيم [ثم انقشع](١) ـ يعني الغيم ـ ثم مرّ سعيد بن عبد العزيز فقال : كيف رأيت يا أبا محمّد؟ قال : فقال لنا سعيد : هذا من ذاك.

٥٢٥٠ ـ عمر بن عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام

ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي (٢)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد اليرموك في خلافة عمر ، واستشهد به ، وقتل يوم أجنادين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ـ وهو يزيد بن أسيد الغساني ـ عن عبادة ، وخالد (٣) ، قالا :

أتي خالد بعد ما أصبحوا بعكرمة جريحا فوضع رأسه على فخذه ، ويعمر بن عكرمة ، فوضع رأسه على ساقيه ، وجعل يمسح عن وجوههم ويقطّر في حلوقهم الماء ويقول : كلا ، زعم ابن الحنتمة (٤) أنّا لا نستشهد!

قال : ونا سيف عن أبي عثمان وخالد قالا (٥) : وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك [عكرمة و](٦) عمر بن (٧) عكرمة وذكر جماعة.

__________________

(١) الزيادة لازمة استدركت عن المختصر ، وهي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٦٨١ والإصابة ٢ / ٥٢٠.

(٣) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٤٠١.

(٤) يعني : عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

(٥) تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٢.

(٦) الزيادة عن الطبري للإيضاح.

(٧) بالأصل و «ز» : «غيري» والمثبت «عمر بن» عن م ، وفي تاريخ الطبري : عمرو بن عكرمة.

٢٩٧

٥٢٥١ ـ عمر بن علي بن أحمد

أبو حفص الزّنجاني الفقيه (١)

قدم دمشق ، وسمع بها أبا نصر بن طلّاب ، وحدّث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمّد السّمناني (٢) قاضي الموصل.

روى عنه : أبو علي بن أبي حريصة الفقيه المالكي.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن [أحمد](٣) المزكي ، نا الشيخ أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة ـ إملاء من حفظه ـ أنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الزنجاني ، قدم دمشق ، نا القاضي أبو جعفر أحمد بن محمّد السّمناني ـ ببغداد (٤) ـ نا أبو محمّد الحسن بن أبي عبد الله السّمناني (٥) ـ بسمنان ـ نا الحسين بن رحمة الويمي ، نا محمّد بن شجاع الثلجي ، عن محمّد بن سماعة قال : سمعت أبا يوسف يقول :

سمعت أبا حنيفة يقول : إذا كلمت القدري فإنما هو حرفان (٦) : إمّا أن يسكت وإمّا أن يكفر ، فقال له : هل علم الله سبحانه في سابق علمه أنّ هذه الأشياء تكون على ما هي عليه أم لا؟ فإن قال : لا ، فقد كفر ، وإن قال : نعم ، قيل له أفأراد أن يكون على ما هي عليه أو على خلاف ما هي عليه؟ فإن قال : أراد أن يكون على ما هي عليه ، فقد أقرّ بأنه من المؤمن الإيمان ومن الكافر الكفر ، وإن قال : أراد أن تكون على خلاف ما هي عليه ، فقد جعل ربه متمنيا متحسرا لأن من أراد أن لا يكون فكان ، أو أراد أن يكون فلم يكن فهو متمن متحسّر ، ومن وصف ربه بذلك فقد كفر.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ، أنا القاضي أبو جعفر محمّد بن أحمد (٨) بن محمود السّمناني ـ من

__________________

(١) معجم البلدان (زنجان) ، الأنساب (الزنجاني).

والزنجاني نسبة إلى زنجان بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم : بلد مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها (معجم البلدان).

(٢) السمناني نسبة إلى سمنان بكسر أوله وتكرير النون ، بلدة بين الري ودامغان. (معجم البلدان).

(٣) زيادة عن م و «ز».

(٤) ما بين الرقمين سقط من «ز».

(٥) ما بين الرقمين سقط من «ز».

(٦) كذا الأصل وم و «ز» : حرفان ، وفي المختصر : «حرّ».

(٧) الخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣ في ترجمة أبي حنيفة النعمان.

(٨) في تاريخ بغداد : محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمود السمناني.

٢٩٨

حفظه ـ نا أبو محمّد الحسن بن أبي عبد الله السّمناني ، نا الحسين بن رحمة الويمي (١) ، نا محمّد بن شجاع الثلجي ، نا محمّد بن سماعة ، عن أبي يوسف قال :

سمعت أبا حنيفة يقول : إذا كلّمت القدري فإنما هو حرفان : إمّا أن يسكت ، وإما أن يكفر ، تقول له : هل علم الله في سابق علمه أن تكون هذه الأشياء كما هي؟ فإن قال : لا ، فقد كفر ، وإن قال : نعم يقال له : أفأراد أن تكون كما علم ، أو أراد أن تكون بخلاف ما علم؟ فإن قال : أراد أن يكون كما علم ، فقد أقرّ أنه أراد من المؤمن الإيمان ، ومن الكافر الكفر ، وإن [قال] أراد أن تكون بخلاف ما علم ، فقد جعل ربه متمنيا متحسّرا ، [لأن من أراد أن يكون ما علم أنه لا يكون ، أو لا يكون ما علم أنه يكون ، فإنه متمنّ متحسر](٢) ومن جعل ربه متمنيا متحسرا فهو كافر.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) :

أما الزّنجاني [بالزاي](٤) المفتوحة والنون والجيم فجماعة منهم : أبو حفص عمر (٥) الزنجاني ، وصل بغداد ، وسمع الحديث (٦) ، ودرس الفقه على القاضي أبي الطّيّب الطّبري ، والكلام على أبي جعفر السّمناني ، وحدث ؛ وذكر (٧) غيره فقال : هو مصنف فاضل (٨).

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الخطيب أنّ أبا حفص الزنجاني قرأ عليه بصور ، وصنف كتابا سمّاه المعتمد ، وذكر لنا الشريف ـ يعني أبا الحسن الهاشمي : أنه كان يدّعي أكثر مما هو (٩) ، وكان يخطئ في كثير مما يسأل عنه أو كلام نحو هذا.

قرأت بخط أحمد بن الحسن بن خيرون ، وممن ذكر أنه توفي سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، أبو حفص عمر بن علي الزنجاني الفقيه الشافعي في ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء من جمادى الأولى ودفن إلى جنب أبي العباس بن سريج (١٠).

__________________

(١) الأصل وم و «ز» : الوثمي ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وهذه النسبة إلى ويمة : بكسر الواو وسكون الياء بليدة بين الري وطبرستان (الأنساب).

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز» ، واستدرك عن م وتاريخ بغداد.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٢٨ و ٢٢٩.

(٤) الزيادة عن الاكمال ، وم ، و «ز».

(٥) في الاكمال : عمر بن ... (بياض بالأصل ، قاله محققه بالهامش).

(٦) في الاكمال : وسمع الحديث من .... (بياض بالأصل ، كتبه محققه بالهامش).

(٧) ما بين الرقمين ليس في الاكمال.

(٨) ما بين الرقمين ليس في الاكمال.

(٩) في معجم البلدان : أكثر مما يحسن.

(١٠) معجم البلدان (زنجان).

٢٩٩

٥٢٥٢ ـ عمر بن علي بن الحسن بن محمّد

ابن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية

ابن جابر بن عوف بن دينار بن مرثد (١) بن عمرو بن عمير

ابن عمران بن عتيك بن النّضر بن الأزد بن الغوث بن نبت

ابن مالك بن كهلان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (٢)

[أبو حفص العتكي الأنطاكي](٣).

ذكر لنا أبو منصور بن خيرون هذا النسب عن الخطيب أبي بكر عن الأزهري ، وهو صاحب كتاب «المقبول».

قدم دمشق طالب علم سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، وقدم أيضا مستنفرا لأهل أنطاكية سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وحدّث بها وبحمص عن أبي جعفر محمّد بن عمرو العقيلي ، وأبي سعيد بن الأعرابي ، وأبي شجاع فارس بن عبد الكريم ، وسعيد بن محمّد بن جرير (٤) ، وأبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي ، ومحمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأبي محمّد عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي ، وأبي علي الحسين بن إبراهيم بن فيل ، وأبي الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل ، وابنه أبي بكر محمّد بن الحسن ، وأبي العباس الفضل بن محمّد بن عبد الله بن الحارث العطار الأحدب ، وأبي محمّد عبد الله بن محمّد بن الوليد بن قزمان ، وأبي الحسن علي بن محمّد بن السكن اللؤلؤي ، وأبي عيسى الحسن بن إبراهيم بن عامر بن عجرم المقرئ ، وأبي عبد الله الحسين وأبي محمّد عبيد الله ابني الحسين بن عبد الرّحمن ، وأبي محمّد جعفر بن محمّد بن موسى النيسابوري.

وسمع بدمشق أبا بكر الخرائطي ، والحسن بن علي بن روح الكفربطناني (٥) ،

__________________

(١) في معجم البلدان : ذبيان بدل دينار.

(٢) ذكره ياقوت في معجم البلدان (أنطاكية).

(٣) ما بين معكوفتين جاء بعد قوله : «الأزهري ، وهو» ، قدمناه إلى هنا كما اقتضاه سياق تنظيم الأسماء التراجم وكناها إن وجدت. وزيد في معجم البلدان : الخطيب.

(٤) في «ز» : حيوية.

(٥) في معجم البلدان : «الكفرطابي» تصحيف ، والكفربطناني نسبة إلى كفربطنة وهي قرية من أعمال دمشق. ذكره السمعاني وترجم له. (الأنساب).

٣٠٠